اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعتبر زيت الزيتون من أكثر الزيوت الطبيعية فائدة للصحة، خاصة لمرضى السكري، حيث يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية. يُستخرج هذا الزيت من ثمار شجرة الزيتون ويتميز بغناه بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمركبات المضادة للأكسدة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي لمن يعانون من مرض السكري. لكن على الرغم من فوائده العديدة، فإن استخدامه غير المدروس قد يكون له بعض الآثار السلبية.

يتميز زيت الزيتون بخصائص فريدة تساهم في تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم. يحتوي هذا الزيت على حمض الأوليك، وهو نوع من الدهون الصحية التي تساعد على تقليل مقاومة الأنسولين، وهو أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات السكر في الدم. عندما يكون الجسم أكثر استجابة للأنسولين، يمكنه معالجة الجلوكوز بكفاءة أكبر، مما يقلل من خطر ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبات.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب زيت الزيتون دورًا في الوقاية من مضاعفات السكري، خاصةً أمراض القلب والأوعية الدموية. إذ يُعرف بأن مرضى السكري أكثر عرضة لأمراض القلب بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية. وقد أظهرت الدراسات أن استهلاك زيت الزيتون بانتظام يساعد في خفض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة نسبة الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة فيه، مثل البوليفينولات، تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي في تطور مضاعفات مرض السكري.

على الرغم من فوائده العديدة، فإن استخدام زيت الزيتون يجب أن يكون بحذر، خاصة فيما يتعلق بالكميات المستهلكة يوميًا. فهو مصدر غني بالسعرات الحرارية، حيث تحتوي ملعقة كبيرة منه على حوالي 120 سعرة حرارية، مما يعني أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وهو عامل خطر إضافي لمرضى السكري من النوع الثاني. لذا يُنصح بتناوله باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن.

كما أن طريقة استخدام زيت الزيتون قد تؤثر على مدى فائدته. فمثلاً، تعريضه لدرجات حرارة عالية أثناء الطهي قد يؤدي إلى فقدان بعض مركباته المفيدة، مثل البوليفينولات، مما يقلل من تأثيره الإيجابي على الصحة. لهذا السبب، يُفضل استخدامه في السلطات أو إضافته إلى الأطعمة بعد الطهي بدلًا من تعريضه لدرجات حرارة مرتفعة.

لتحقيق أقصى فائدة من زيت الزيتون، من الأفضل دمجه ضمن نظام غذائي متوازن يعتمد على الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والحبوب الكاملة، وتجنب الإفراط في استهلاك الدهون المشبعة والسكريات المكررة. كما يُفضل اختيار زيت الزيتون البكر الممتاز، نظرًا لاحتوائه على نسبة أعلى من المركبات المضادة للأكسدة والدهون الصحية مقارنة بالأنواع المكررة.

يُعتبر زيت الزيتون أيضًا جزءًا أساسيًا من حمية البحر الأبيض المتوسط، التي ثبتت فعاليتها في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل مخاطر أمراض القلب لدى مرضى السكري. ولذلك، فإن اتباع نمط غذائي يعتمد على هذا الزيت، إلى جانب ممارسة النشاط البدني المنتظم، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة مرضى السكري.

يعد زيت الزيتون خيارًا غذائيًا ممتازًا لمرضى السكري، حيث يساعد في تحسين حساسية الأنسولين، خفض الكوليسترول الضار، والوقاية من مضاعفات السكري المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، يجب تناوله باعتدال لتجنب أي زيادة غير مرغوبة في الوزن، كما يُفضل استخدامه بطريقة صحيحة للحفاظ على قيمته الغذائية. عند دمجه في نظام غذائي صحي ومتوازن، يمكن أن يكون لزيت الزيتون تأثير إيجابي كبير على إدارة مرض السكري وتحسين جودة الحياة بشكل عام.

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية