صحيح ان كلام "مورغان" يعتبر نوعيا بكل المقاييس والاعتبارات والاعراف، برسائله الحاسمة والواضحة، والتي عكست الموقف الحقيقي للادارة الاميركية الجديدة تجاه لبنان ومؤسساته، والذي على اساسه سترسم سياستها تجاهه، والذي تحت عنوانه سيتم تعيين سفيرة اميركية جديدة في عوكر. سياسة لم ولن تغير مسارها الاستراتيجية الرسمية اللبنانية التقليدية.
فمن يعرف "مورغان اورتاغوس" جيدا لم يفاجأ بمشهد بعبدا، على حد قول مصادر مقربة من اجواء الادارة الاميركية، فالمرأة تخفي خلف انوثتها حزما وصلابة، تجيد ترجمتهما بقساوة في خطابها وحديثها، وهو ما طبع فترة خدمتها في وزارة الخارجية زمن الوزير السابق مايك بومبيو، فهي النقيض الكامل للشخصية الديبلوماسية التي اعتاد عليها المسؤولون اللبنانيون مع سلفها آموس هوكشتاين، المعروف بتوزيع الضحكات والنكات، و"المسايرة" على الطريقة اللبنانية.
في كل الاحوال كلام "مورغان" جاء في السياق الطبيعي لمسار التعاطي، الذي رسمته الادارة الجمهورية مع لبنان منذ انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية، من ضمن الصفقة الاقليمية – الدولية يومها، فما قالته الديبلوماسية في العلن وعلى شاشات التلفزيون، كان سبق لها واكدت عليه في اتصالات هاتفية اجرتها مع المسؤولين المعنيين، وفقا لاكثر من مصدر اميركي.
وفي هذا الاطار، وضعت المصادر الكلام تحت عنوان "قلنا يلي عنا ولكم حرية القرار"، فواشنطن ليست في وارد التفاوض وبحث آليات مع الجانب اللبناني، انما في مرحلة انتظار الافعال والنتائج، وهو امر ينعكس على كافة الملفات، في ظل وجهة نظر في واشنطن تؤكد على ان الدولة اللبنانية ومن خلفها الطبقة السياسية الحاكمة، غير مستعدة لانجاز اي من التعهدات التي قطعتها تحت حجج واهية، حيث لا زالت تراهن على لعبة الوقت والتسويف، وهو ما لم يعد يصلح اليوم، في ظل التغييرات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة.
وابدت المصادر نفسها اعتقادها بان الرسالة التي بالشكل ظهرت، كأنها موجهت الى حارة حريك، الا انها فعليا موجهة اولا و اخيرا الى العهد الجديد، من هنا غياب اي زيارات تهنئة اميركية الى بيروت، خلافا لما فعلته باقي الدول، فالمطلوب اليوم ضرورة التنفيذ الكامل للقرارات الدولية ١٧٠١ و١٦٨٠ و١٥٥٩، باعتبارها "package" كاملة لا فصل بينها، وفقا للقراءة الدولية بعيدا عن الاعتبارات والحجج اللبنانية التقليدية، ففترة السماح الممنوحة للبنان انتهت، واجهزت الدولة اللبنانية تملك كل القدرة على انجاز المطلوب، انما ما ينقصها هو الحسم والحزم والقرار، وهذا لا يمكن ان يكون في ظل مشاركة حزب الله في الحكومة او عبر مقربين منه، بحسب ما تؤكده المصادر.
وفي هذا الاطار، اكد الجانب اللبناني على ضرورة الاسراع في تقديم المساعدات اللازمة للجيش اللبناني، لتمكينه من القيام بكامل مهماته، في ظل التحديات الكبيرة والكثيرة، سواء على الحدود الجنوبية او الشرقية او الشمالية، حيث بدا واضحا ان "مورغان" تملك اطلاعا واسعا ومعلومات دقيقة حول الوضع الامني بكل تفاصيله.
مصادر سياسية اشارت من جهتها، الى ان خروج هذا الكلام الاميركي الى العلن، شكل ضربة قاسية للعهد في بدايته، كما انه عقد مسألة تشكيل الحكومة، غامزة في هذا الخصوص من قناة الرئيس المكلف، الذي رفض الاستماع الى النصائح بضرورة انجاز التشكيلة قبل تحرك الادارة الجديدة تجاه لبنان.
وتابعت المصادر، ان البلاد دخلت عمليا، في ازمة عميقة قد تتحول الى ازمة حكم، اذ ليس من السهل تجاوز الثنائي الشيعي، الذي قرر خوض المعركة بالتكافل والتضامن، خصوصا ان هذا الفريق يملك شارعا عريضا يمكن تحريكه سلميا، فضلا عن ان ما ورد على لسان "مورغان" ينم عن جهل كامل بشخصية الرئيس عون وكيفية مقاربته للملفات، خاتمة بان القادم من الايام صعب جدا، وقد يحمل معه مواجهة بين واشنطن وبيروت، لن تنفع معها تدخلات الجبهة الفرنسية – السعودية – المصرية، في لملمة آثارها.
من جهتها، ردت اوساط مقربة من حزب الله بالتأكيد ان الموقف الاميركي ليس جديدا، وهو يجري تداوله في الكواليس منذ مدة، وقد سبق وتم التحذير منه، مشيرة الى ان الحزب جزء من الكيان اللبناني، وجمهوره اساسي في تركيبة نسيجه الاجتماعي، وبالتالي رد الحزب سيكون في 23 شباط يوم تشييع امينيه العامين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، حيث سيكون لشعب المقاومة الكلمة الاساس والفصل، وعندها يبنى على الشيئ مقتضاه، فالمقاومة "ليست في وارد بيع دماء شهدائها وناسها من اجل مال او اعمار، وليتحمل كل مسؤولياته".
يتم قراءة الآن
-
تعثر ولادة الحكومة... «شياطين» اميركية او عناد داخلي؟ سلام يُجهض توافق عون وبري على «الشيعي» الخامس اورتاغوس في بيروت ومواجهات خطيرة على الحدود الشرقية
-
صراع قصر اليمامة والبيت الأبيض؟!
-
الشيعة في خطر... لبنان في خطر أيها الرئيس أيّها الشيخ لا تشاركا في الحكومة
-
لبنان في قبضة «القتل والسرقات»: تصاعد الجرائم وسط غياب أمني مقلق!
الأكثر قراءة
-
الكلام الأميركي تفجيري وغير مسبوق... عون: لا يعنينا الأنظار الى لقاء بري وأورتاغوس... والثنائي يردّ في 23 شباط مُسلحو «هيئة تحرير الشام» قصفوا قرى حدوديّة بالمسيّرات... قتلى وجرحى
-
مورغان وتاغوس: "إتنبهوا منيح"... وردّ حزب الله الأحد 23 شباط
-
سلام أرسل اسماً شيعياً جديداً لبري بعد لقاء بعبدا... ووعده بدرسه التماهي مع "الفيتو" الأميركي "أزمة مفتوحة"... و "الثنائي" يثق بعقلانيّة عون
عاجل 24/7
-
22:52
البنتاغون: الخارجية الأميركية توافق على بيع محتمل لذخائر ومجموعات توجيه لإسرائيل بقيمة 6.75 مليار دولار، وصواريخ هيلفاير بقيمة 660 مليون دولار.
-
22:51
وزير الدفاع الأميركي: القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط يتخذها الرئيس ترامب وفق مصالحنا الاستراتيجية في العالم.
-
22:06
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: سنقيم علاقات مع كوريا الشمالية، وكلفت إيلون ماسك بمراجعة إنفاق وزارة الدفاع.
-
21:54
فوز المريميين الشانفيل على NSA بنتيجة 86-68 ضمن المرحلة الأولى من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
19:38
نواف سلام غادر قصر بعبدا من دون الإدلاء بتصريح
-
19:24
الرئيس جوزاف عون اتصل بالرئيس السوري أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين