اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد تصلب الأذن الوسطى أحد الأمراض التي تؤثر على العظام الصغيرة داخل الأذن، مما يؤدي إلى فقدان السمع التدريجي. يتسبب هذا المرض في نمو غير طبيعي للعظام داخل الأذن الوسطى، مما يعيق حركة عظمة الركاب، وهي إحدى العظام الثلاث المسؤولة عن نقل الصوت من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية. ونتيجة لذلك، يواجه المريض صعوبة في انتقال الموجات الصوتية، مما يؤدي إلى ضعف في القدرة السمعية، قد يزداد سوءًا مع مرور الوقت.

لم يتم تحديد سبب دقيق لتصلب الأذن الوسطى، لكنه غالبًا ما يكون مرتبطًا بعوامل وراثية، حيث تشير الدراسات إلى أن المرض يمكن أن ينتقل عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، قد تلعب التغيرات الهرمونية دورًا في تطور الحالة، حيث تلاحظ بعض النساء تفاقم الأعراض أثناء الحمل. كما يُعتقد أن العدوى الفيروسية، مثل الحصبة، قد تؤدي إلى تحفيز نمو العظام غير الطبيعي داخل الأذن.

هذا ويتطور تصلب الأذن الوسطى بشكل تدريجي، مما يجعل اكتشافه في مراحله المبكرة أمرًا صعبًا. ويُعد فقدان السمع العرض الأساسي، حيث يبدأ عادةً في أذن واحدة قبل أن يؤثر على الأذن الأخرى. من الأعراض الأخرى المصاحبة للمرض:

- طنين الأذن: سماع أصوات وهمية مثل الطنين أو الصفير، مما قد يؤثر على التركيز والنوم.

- الدوخة وعدم التوازن: بسبب تأثير المرض على الأذن الداخلية التي تلعب دورًا في التوازن.

- صعوبة في سماع الأصوات المنخفضة: حيث يجد المريض صعوبة في متابعة المحادثات خاصة في البيئات الصاخبة.

يتم تشخيص تصلب الأذن الوسطى من خلال الفحوصات السمعية التي تقيس مدى استجابة الأذن للأصوات المختلفة، إلى جانب اختبار رنين العظام لمعرفة ما إذا كان فقدان السمع مرتبطًا بمشاكل في الأذن الوسطى أو الداخلية. كما يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب في بعض الحالات المتقدمة للكشف عن التغيرات العظمية داخل الأذن.

تعتمد خيارات العلاج على شدة الحالة ومدى تأثيرها على جودة حياة المريض، حيث يمكن في الحالات الخفيفة الاكتفاء بالمراقبة والمتابعة دون الحاجة إلى تدخل فوري، مع إمكانية استخدام المعينات السمعية التي تساعد في تضخيم الأصوات وتحسين القدرة السمعية لدى المرضى الذين يعانون من ضعف معتدل. أما في الحالات المتقدمة، فقد تكون الجراحة الخيار الأكثر فعالية، حيث يتم استبدال العظمة المتصلبة بأخرى صناعية لاستعادة السمع جزئيًا أو كليًا. وعلى الرغم من عدم توفر علاج دوائي شافٍ للمرض، تشير بعض الأبحاث إلى أن مكملات الفلوريد قد تساهم في إبطاء تطور التصلب العظمي، مما يجعلها خيارًا مساعدًا في إدارة الحالة.

إلى ذلك، يمكن للأشخاص المصابين بتصلب الأذن الوسطى تحسين نوعية حياتهم من خلال التكيف مع الحالة، مثل استخدام المعينات السمعية عند الحاجة، وتجنب الضوضاء العالية التي قد تزيد من الطنين. كما يُنصح بمراجعة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بشكل دوري لمتابعة تطور الحالة وتحديد أفضل الخيارات العلاجية المتاحة.

يُعد تصلب الأذن الوسطى مرضا يؤثر على السمع تدريجيًا، لكنه قابل للعلاج من خلال الجراحة أو المعينات السمعية، مما يساعد المرضى على استعادة جزء كبير من قدراتهم السمعية. وبفضل التقدم الطبي، أصبح من الممكن إدارة المرض بفعالية وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون منه. لذلك، فإن التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة ضروريان لضمان أفضل النتائج العلاجية.

الأكثر قراءة

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة