اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعاني العديد من النساء من مشاكل في الأمعاء وآلام في البطن بشكل أكثر شيوعاً من الرجال، وتعتبر هذه المشكلات من بين الأعراض الأكثر شيوعًا التي قد تزعج النساء في مختلف مراحل حياتهن. تتنوع هذه المشاكل من الانتفاخ، والإسهال، والإمساك، إلى متلازمة القولون العصبي، والتهاب الأمعاء. ولكن ما السبب في أن النساء يعانين من هذه المشكلات أكثر من الرجال؟

هذا وتعود إحدى أبرز الأسباب إلى الاختلافات البيولوجية بين الجنسين. إذ يمتلك جهاز الهضم لدى النساء تفاعلات هرمونية تتأثر بشكل كبير بالتغيرات الشهرية. على سبيل المثال، يحدث ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون في بعض الأوقات من الدورة الشهرية، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة في احتباس السوائل وانتفاخ البطن، وهو ما يشكو منه العديد من النساء. هذه التغيرات الهرمونية قد تؤثر أيضًا في حركة الأمعاء وتزيد من تفاعل الأمعاء مع العوامل النفسية.

إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل النفسية دورًا كبيرًا في تفاقم مشاكل الأمعاء لدى النساء. فالتوتر والقلق، وهي مشاعر شائعة بين النساء بسبب عوامل اجتماعية ونفسية، يمكن أن تؤثر على الجهاز الهضمي. الأبحاث تظهر أن النساء أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب مقارنة بالرجال، وهذه الاضطرابات قد تؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي أو حتى التسبب في التهاب الأمعاء.

علاوة على ذلك، هناك علاقة بين التغيرات الهرمونية والحالة النفسية. ففي فترات ما قبل الحيض أو الحمل، قد تزداد مشكلات الأمعاء بسبب تغيرات في مستويات الهرمونات التي تؤثر على حركة الأمعاء وقدرتها على معالجة الطعام بشكل صحيح. وهذا يمكن أن يسبب آلامًا في البطن وانتفاخات مزعجة. كما أن الحمل نفسه يضع ضغوطًا على الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى مشاكل مثل عسر الهضم، والإمساك، والغازات.

تعتبر متلازمة القولون العصبي (IBS) أحد أبرز الأمراض التي تعاني منها النساء بشكل أكثر من الرجال. وتشير الدراسات إلى أن حوالى 60-65% من المصابين بهذه المتلازمة هم من النساء. هذه المتلازمة تتسبب في ألم مزمن في البطن، إلى جانب اضطرابات في حركة الأمعاء، مما يسبب الإمساك أو الإسهال. وتؤكد الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة بسبب تفاعل العوامل الهرمونية والنفسية مع جهاز الهضم.

من جانب آخر، يمكن أن يكون النظام الغذائي أحد العوامل المؤثرة في مشاكل الأمعاء لدى النساء. فالكثير من النساء يواجهن ضغوطًا اجتماعية وثقافية قد تدفعهن إلى اتباع عادات غذائية غير صحية، مثل الإفراط في تناول الأطعمة السريعة أو الحلويات، مما يؤثر على صحة الأمعاء. كما أن بعض الأطعمة قد تهيج الجهاز الهضمي وتسبب الانتفاخات أو الألم، مثل الأطعمة الغنية بالدهون أو الأطعمة الحارة.

ختاما، يمكن القول إن مشاكل الأمعاء وآلام البطن شائعة بشكل أكبر عند النساء بسبب تفاعل عدة عوامل بيولوجية، هرمونية، نفسية، وغذائية. ومن المهم أن تكون النساء على وعي بهذه العوامل وأن يستشرن الأطباء في حال تعرضهن لأعراض غير طبيعية أو مزمنة. التوعية بهذا الموضوع تساهم في اتخاذ خطوات صحيحة للتعامل مع هذه المشكلات بشكل فعال، مما يساهم في تحسين جودة حياة النساء والحد من تأثير هذه المشكلات على حياتهن اليومية. 

الأكثر قراءة

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة