أقنعة الغدة الدرقيّة... كيف تختبئ أمراضها خلف أعراض غير متوقعة؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تؤدي الغدة الدرقية دورًا محوريًا في تنظيم وظائف الجسم المختلفة، من التمثيل الغذائي إلى صحة القلب والطاقة العامة. ومع ذلك، فإن اضطرابات الغدة الدرقية قد تبقى غير مكتشفة لفترة طويلة، حيث تتخفى خلف أعراض قد تبدو عادية أو ترتبط بأمراض أخرى. في كثير من الحالات، يعاني الأشخاص من مشكلات صحية دون أن يدركوا أن السبب الحقيقي يكمن في اختلال وظائف الغدة الدرقية. إليك خمسة أقنعة تخفي أمراض الغدة الدرقية، والتي قد تكون مؤشرًا على ضرورة إجراء فحص هرمونات الغدة.

- الإرهاق المزمن وانخفاض الطاقة: الشعور الدائم بالتعب حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يكون من أبرز العلامات الخفية لمشكلات الغدة الدرقية، خاصة قصور الغدة الدرقية. عندما لا تنتج الغدة كمية كافية من الهرمونات، يتباطأ التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى شعور دائم بالخمول والإرهاق غير المبرر. في المقابل، قد يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية حالة من النشاط الزائد، يليها شعور بالإجهاد والتعب المفاجئ. وغالبًا ما يتم تجاهل هذا العرض وربطه بالضغوط اليومية أو نقص الفيتامينات، في حين أن السبب الحقيقي قد يكون اختلالًا في وظائف الغدة الدرقية.

-  اضطرابات الوزن غير المبررة: من المعروف أن الغدة الدرقية تتحكم بشكل مباشر في معدل حرق السعرات الحرارية، وبالتالي فإن أي خلل في وظائفها قد يؤدي إلى تغيرات غير مبررة في الوزن. في حالة قصور الغدة الدرقية، يبطؤ الأيض، مما يؤدي إلى زيادة الوزن حتى مع اتباع نظام غذائي صحي. وعلى العكس، فإن فرط نشاط الغدة الدرقية يزيد من معدل الأيض، مما يؤدي إلى فقدان الوزن المفاجئ دون سبب واضح. وغالبًا ما يُعتقد أن هذه التغيرات مرتبطة بنمط الحياة أو مشكلات هضمية، بينما يكون السبب الحقيقي اضطرابًا في هرمونات الغدة الدرقية.

- الاكتئاب وتقلبات المزاج: تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورًا رئيسيًا في تنظيم كيمياء الدماغ، وأي خلل فيها قد يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية. قصور الغدة الدرقية غالبًا ما يسبب الشعور بالاكتئاب، انخفاض التركيز، والشعور بالحزن المستمر دون سبب واضح، بينما قد يؤدي فرط نشاط الغدة إلى القلق، التوتر، ونوبات من العصبية. في كثير من الأحيان، يتم تشخيص هذه الأعراض على أنها اضطرابات نفسية بحتة، ويتم تجاهل الفحص الهرموني الذي قد يكشف السبب الجذري للمشكلة.

- مشاكل الجلد والشعر والأظافر: تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية بشكل واضح في صحة الجلد والشعر والأظافر، حيث يمكن أن تسبب جفاف البشرة، تساقط الشعر، وضعف الأظافر وهشاشتها. في حالة قصور الغدة الدرقية، يصبح الجلد باهتًا وجافًا، ويضعف نمو الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه بشكل ملحوظ. أما في حالة فرط نشاط الغدة، فقد يصبح الجلد رقيقًا ورطبًا بشكل غير طبيعي، مع زيادة تساقط الشعر. ولأن هذه الأعراض قد تتشابه مع تأثيرات التقدم في العمر أو سوء التغذية، فإن القليلين فقط يربطونها باضطرابات الغدة الدرقية.

- مشاكل الجهاز الهضمي: قد يكون الجهاز الهضمي أحد أبرز المتأثرين باضطرابات الغدة الدرقية، حيث يؤثر قصور الغدة في حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإمساك المزمن الذي يصعب علاجه بالطرق التقليدية. على العكس، فإن فرط نشاط الغدة يسبب تسارعًا في عملية الهضم، مما يؤدي إلى الإسهال أو التقلصات المتكررة. ولأن مشكلات الجهاز الهضمي غالبًا ما تُنسب إلى العادات الغذائية أو التوتر، فقد تمر الاضطرابات المرتبطة بالغدة الدرقية دون تشخيص دقيق.

هذا وقد تكون اضطرابات الغدة الدرقية متخفية خلف العديد من الأعراض الشائعة التي يسهل ربطها بأسباب أخرى، مما يجعل تشخيصها صعبًا دون فحوصات طبية دقيقة. لذا، من الضروري الانتباه لأي تغيرات غير مبررة في الجسم، خاصة إذا كانت الأعراض مستمرة أو متزايدة. إجراء فحص دوري لوظائف الغدة الدرقية يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن أي خلل، مما يساهم في تحسين جودة الحياة والعلاج الفعّال قبل تفاقم المشكلة.