اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في السنوات الأخيرة، أصبحت مشروبات الطاقة شائعة بين مختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب والرياضيين، الذين يعتمدون عليها لتعزيز النشاط والتركيز. ورغم الترويج لهذه المشروبات على أنها وسيلة سريعة لزيادة الطاقة وتحسين الأداء البدني والذهني، إلا أن استهلاكها المفرط يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية، وخاصة تأثيرها السلبي في الكلى.

تعد الكلى من الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث تقوم بتصفية الدم وإزالة السموم والفضلات عبر البول، إلى جانب دورها في تنظيم مستويات السوائل والأملاح. ومع ذلك، فإن المكونات الموجودة في مشروبات الطاقة، مثل الكافيين العالي والسكريات المضافة والمركبات الكيميائية الأخرى، تفرض ضغطًا إضافيًا على الكلى، ما قد يؤدي إلى مشكلات خطرة على المدى الطويل.

إنّ أحد أبرز التأثيرات السلبية لمشروبات الطاقة هو زيادة خطر الإصابة بالجفاف. نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين، فإنها تعمل كمدرّ للبول، مما يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل والأملاح الضرورية. وعندما لا يتم تعويض هذا النقص بشرب كميات كافية من الماء، يزداد الضغط على الكلى، مما قد يساهم في تكوين حصوات الكلى أو الإصابة بالفشل الكلوي في الحالات الشديدة.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي مشروبات الطاقة إلى ارتفاع ضغط الدم بسبب محتواها العالي من الكافيين والمنشطات الأخرى، مما يؤثر سلبًا في الأوعية الدموية داخل الكلى. ومع مرور الوقت، قد تتسبب هذه التغيرات في ضعف وظائف الكلى وتفاقم المشكلات الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

تحتوي العديد من مشروبات الطاقة على مستويات عالية من الفوسفور والأحماض التي قد تزيد من حموضة البول، مما يعزز من تكوّن حصوات الكلى. هذه الحصوات قد تؤدي إلى آلام شديدة ومضاعفات خطرة، خاصة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب. والأمر يزداد سوءًا مع الاستهلاك المفرط للسكريات المضافة، التي تؤدي إلى اضطراب توازن المعادن في الجسم، مما يزيد من احتمالية تكوّن الحصوات.

على المدى الطويل، يمكن أن يكون التأثير التراكمي لمشروبات الطاقة في الكلى مدمرًا. فالاستهلاك المفرط والمستمر لهذه المشروبات قد يؤدي إلى تراجع قدرة الكلى على تصفية الفضلات بكفاءة، مما يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض الكلى أو يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

لحماية صحة الكلى، يُنصح بتقليل استهلاك مشروبات الطاقة قدر الإمكان واستبدالها بخيارات صحية مثل الماء، والعصائر الطبيعية، والمشروبات الغنية بالإلكتروليتات التي تحافظ على توازن السوائل في الجسم دون التسبب بأضرار جانبية. كما يُفضل اتباع نمط حياة صحي يتضمن التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام للحصول على الطاقة الطبيعية دون الحاجة إلى المنشطات الصناعية.

رغم الشعبية الواسعة لمشروبات الطاقة، فإن آثارها السلبية في الكلى تستدعي الحذر عند استهلاكها. فبين الجفاف، وتكوين الحصوات، وارتفاع ضغط الدم، وصولًا إلى الفشل الكلوي، تتضح المخاطر المحتملة لهذه المشروبات، خاصة عند تناولها بكثرة ودون وعي بالمضاعفات. لذلك، من الضروري توعية الأفراد، وخاصة الشباب، حول تأثير هذه المشروبات في الصحة، وتشجيعهم على تبني عادات صحية تحافظ على وظائف الكلى وتجنب المشكلات الصحية على المدى الطويل.

 

الأكثر قراءة

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة