اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بين ١٤ شباط ٢٠٢٤ و١٤ شباط ٢٠٢٥ تغيرت معطيات كثيرة، وانقلبت الامور رأسا على عقب في الحياة السياسية، التي من شأنها كما تقول مصادر سياسية ، ان تمهد لعودة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الى المشهد السياسي بقوة، وان تشكل حافزا له لإعادة إطلاق "تيار المستقبل" بنسخة مختلفة، ولهذا كان شعار "بالعشرين عساحتنا راجعين" ، إشارة تمهيدية لما ستحمله إطلالة الحريري اليوم، مع ان التقديرات لما قرر ان يفعله الحريري تتأرجح بين عدة سيناريوات.

 فثمة من يقول انه "راجع على الساحة السياسية، ويضع نصب عينيه إنتخابات ٢٠٢٦ وان ١٤ شباط هي المناسبة الأخيرة قبل الإنتخابات، التي سيطلق فيها الحريري خطة المستقبل للعمل السياسي، ويطلق الحملة الإنتخابية للاستحقاق النيابي، ومن ضمن هذه النظرية ان الحريري سيخوض الإنتخابات ويترأس المعركة شخصيا، لاستنهاض تياره.

 فيما يعتقد فريق سياسي آخر، انه يسعى الى كتلة نيابية لن يرأسها شخصيا، مما يعني نصف دخول الى السياسة، فهو على الأرجح سيكتفي حاليا بالبقاء زعيم السنة ، وسينطلق لاستعادة موقعه السابق وتحجيم الزعامات السنية، التي نشأت بغيابه وتناتشت الطائفة منذ انكفائه عن الساحة ، وبالتالي سيتم ترشيح المفاتيح الإنتخابية وقيادات مستقبلية بارزة ، على غرار احمد الحريري الذي يتردد انه سيترشح في صيدا، كما شخصيات من "تيار المستقبل" ابتعدت عن الضوء في السنوات الأخيرة.

عودة الحريري هذه المرة مختلفة بالشكل والمضمون، وهذا ما تبين من جولته على الرؤساء ودار الفتوى ولقاءات "بيت المستقبل"، ومن دون شك فان الحريري الذي توجه الى الصحافيين بالقول"اسمعوني الجمعة" ، فهذا يعني ان لديه الكثير ليقوله حول الأحداث والمتغيرات في المنطقة وتوجهاته المقبلة بعدها، والشق الاهم هو الحالة السنية التي يسعى الحريري لاعادة استنهاضها، بعد الاحباط  التي اصابها عند خروجه من الحياة السياسية قبل ثلاث سنوات، والتي دفع ثمنها "تيار المستقبل".

ويؤكد سياسيو "المستقبل" ان الحريري اختار التوقيت المناسب للانكفاء، وهو منع فتنة سنية - شيعية عبر قرارات كثيرة ومواقف، كان آخرها وقوفه الى جانب حزب الله في الحرب "الإسرائيلية" والعدوان على لبنان، والوقت المناسب للعودة لملء الفراغ السني، الذي لم ينجح اي قيادي في الطائفة بملء مكان الزعامة الحريرية، حيث لم يتمكن النواب السنة من خلق ديناميكية مهمة، وظهر ضعف النواب السنة في عملية تأليف الحكومة، ولهذه العوامل فإن الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ستكون إستثنائية، تحمل عناوين العودة الى الحياة السياسية ولمّ شمل الطائفة السنية، مما يعني ان سعد الحريري في الذكرى العشرين ليس عابرا هذه المرة ، ولو غادر لبنان الى حين.

الأكثر قراءة

أحد تجديد العهد... وداعٌ بحجم القضية والتاريخ