اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُستخدم وسائل منع الحمل على نطاق واسع لتنظيم الأسرة والتحكم في الصحة الإنجابية، ولكن على الرغم من فوائدها، فإن بعض هذه الوسائل، وخاصة الهرمونية منها، قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية. هذه المخاطر لا تؤثر في جميع النساء بالدرجة نفسها، لكنها تصبح أكثر وضوحًا عند من لديهن عوامل خطر مسبقة مثل التدخين، السمنة، مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم.

تعتمد معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل المركبة، اللاصقات، والحقن، على هرموني الإستروجين والبروجستيرون لمنع الحمل. يؤثر الإستروجين بشكل خاص في نظام تخثر الدم، حيث يزيد من لزوجة الدم، مما قد يؤدي إلى تكوين جلطات دموية في الأوردة العميقة. إذا تحركت هذه الجلطات إلى القلب أو الدماغ، فقد تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب هذه الوسائل ارتفاعًا في ضغط الدم، مما يزيد العبء على القلب. تُظهر الأبحاث أن النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية لفترات طويلة قد يواجهن زيادة تدريجية في ضغط الدم، خاصة إذا كنّ فوق سن 35 أو يعانين من تاريخ عائلي لأمراض القلب. كما أن تأثير هذه الوسائل في نسبة الكوليسترول في الدم قد يكون له دور في زيادة خطر تصلب الشرايين، وهو أحد الأسباب الرئيسية للنوبات القلبية.

رغم أن المخاطر قد تكون منخفضة عند بعض النساء، إلا أن هناك فئات أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل القلبية بسبب استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، ومن بينهن:

- المدخنات: يزيد التدخين من خطر تكون الجلطات الدموية وارتفاع ضغط الدم، مما يضاعف من خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.

- النساء فوق سن 35: مع التقدم في العمر، تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، مما يجعل وسائل منع الحمل الهرمونية أكثر خطورة.

- من لديهن تاريخ عائلي لأمراض القلب: النساء اللاتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى مصابون بأمراض القلب قد يكنّ أكثر عرضة للمضاعفات القلبية عند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.

- المصابات بالسمنة: الوزن الزائد يزيد من احتمالية حدوث ارتفاع في ضغط الدم والكوليسترول، مما يعزز خطر الإصابة بأمراض القلب.

- مرضى السكري: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤثر في صحة الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.

بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من عوامل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، قد يكون من الأفضل اللجوء إلى بدائل أكثر أمانًا لمنع الحمل، خاصة تلك التي لا تؤثر في نظام تخثر الدم أو صحة القلب. من بين هذه البدائل، يُعد اللولب الهرموني أو النحاسي خيارًا شائعًا وآمنًا، حيث لا يؤثر في تخثر الدم، مما يجعله مناسبًا للنساء الأكثر عرضة لمشاكل القلب. كما أن الحبوب التي تحتوي على البروجستيرون فقط، والمعروفة باسم "mini-pill"، تعتبر بديلاً أكثر أمانًا مقارنةً بالحبوب المركبة التي تحتوي على الإستروجين، إذ إن تأثيرها على تخثر الدم أقل. يمكن أيضًا الاعتماد على الواقي الذكري أو الأنثوي كوسيلة غير هرمونية وفعالة لمنع الحمل دون التأثير في صحة القلب. أما بالنسبة للنساء اللواتي يبحثن عن حل دائم، فقد يكون ربط قناتي فالوب خيارًا مناسبًا، حيث يوفر وسيلة منع حمل نهائية دون الحاجة إلى استخدام الهرمونات.

رغم الفوائد العديدة التي تقدمها وسائل منع الحمل، فإن استخدامها دون دراية بالمخاطر المحتملة قد يكون له آثار سلبية خطرة في صحة القلب. النساء اللواتي لديهن عوامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية يجب أن يكنّ أكثر حذرًا عند اختيار وسيلة منع الحمل، مع البحث عن البدائل الآمنة واستشارة الطبيب بانتظام. التوازن بين الفعالية والأمان هو المفتاح لاستخدام وسائل منع الحمل بطريقة تحمي الصحة العامة وتحافظ على صحة القلب على المدى الطويل.

الأكثر قراءة

انجاز التعيينات الامنية الخميس... «تسوية» شقير وعبدالله أنقذتها؟ بري للخماسية: «وطني معاقب» واوتاغوس: مفاوضات الحدود قريبا الحجار يكسر الجمود... والبيطار على مشارف قرارات حاسمة!