في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، كانت مدينة طرابلس ابرز المشاركين في احياء هذه الذكرى على المستويين السياسي والشعبي. لم تغب طرابلس طوال السنوات العشرين التي مضت عن الذكرى، وبدا مؤخرا ان الرئيس سعد الحريري لا يزال يحتفظ برصيد شعبي طرابلسي واسع يصعب منافسته، رغم كل الظروف التي مرت على البلاد وعلى المدينة، ورغم تمرد بعض النواب والقيادات وخروجهم من عباءة "المستقبل" وانقلابهم عليه، حيث استفاد البعض من تعليق الحريري عمله السياسي وعمل تياره طوال ثلاث سنوات، استطاع خلالها هذا البعض دخول الندوة البرلمانية، سواء في طرابلس والشمال، او على مستوى المناطق اللبنانية الاخرى.
ارتال من السيارات والحافلات انطلقت امس الجمعة من طرابلس في الصباح الباكر نحو ساحة الشهداء، يدفعها التوق الى سماع الحريري يعلن العودة الى ساحات العمل السياسي، والمشاركة في كل الاستحقاقات المقبلة، مما يعني اطلاق عجلة الماكينات السياسية في الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، والاستحقاق الانتخابي النيابي.
وعاد الطرابلسيون الى مدينتهم لاطلاق ورشة التحضيرات لهذه الاستحقاقات، التي من شأنها أن تعيد "التيار الازرق" الى الواجهة السياسية في طرابلس بعد سنوات الغياب الثلاث. فهل يستطيع "المستقبل" استعادة مقاعده النيابية الوازنة؟ وقبلها استعادة دوره في الانتخابات البلدية؟ وكيف يستعيد هذا الدور؟
حسب المطلعين والمصادر، اولا ان "التيار الازرق" خاض اكثر من تجربة انتخابية نقابية في طرابلس، ولم يغب عنها، وحافظ على وجوده وإن بنسب متفاوتة، سواء في انتخابات نقابة المحامين، او في انتخابات نقابة المهندسين.
اما في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، فسوف يخوضها مسترجعا رصيده الشعبي عبر وجوه وفعاليات لم تغادر التيار، وحرصت على علاقة ثابتة به، ويعني ذلك ان العجلة الانتخابية التي سوف تتحرك ستعيد الامساك بالعملية الانتخابية، لكن في مواجهة لن تكون سهلة مع قوى سياسية باتت في مقلب معارض للتيار، وحصلت هوة بينها وبين قيادة "التيار الازرق"، خاصة مع اللواء اشرف ريفي، عدا الحضور الوازن لـ "تيار العزم" برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، او تيار النائب فيصل كرامي.
وما ستشهده الانتخابات البلدية والاختيارية، سينسحب على الانتخابات النيابية. وقد يكون من المبكر الحديث عن الانتخابات النيابية، وحتى البلدية، رغم فارق اربعة أشهر من موعدها، غير ان واقع الحال يفرض النقاش حول كيفية تظهير مشهد طرابلسي، بعودة "التيار الازرق" الى العمل السياسي.
يسود اعتقاد لدى اوساط طرابلسية، ان مجرد اعلان عودة "المستقبل" الى العمل السياسي، كفيل بتحريك الساحة الطرابلسية، حيث تيارات عدة تحافظ على رصيدها الشعبي، كالرئيس ميقاتي والنواب فيصل كرامي وريفي وكريم كبارة.
فان عودة "المستقبل" الى طرابلس، لا بد ستكون بتحالفات وازنة مع احد هذه التيارات ذات الحضور الشعبي الواسع، وبذلك لا بد لتيارات سياسية في المدينة أن تتأثر بهذه العودة الزرقاء، فتتراجع ليعود المشهد الى سابق عهده بقيادة "التيار الازرق"، مع الاشارة الى ان المواجهة الاكثر ضراوة ستكون مع الذين خرجوا منه وتمردوا عليه، ومع الخصوم الذين غدروا بالحريري.
وتتوقع مصادر طرابلسية ان متغيرات عدة ستشهدها الساحة الطرابلسية، سواء على مستوى الانتخابات البلدية، او على مستوى الانتخابات النيابية، وان مقاعد السنة ستؤول بنسبة عالية الى "المستقبل"، وليس بعيدا ان يتحالف "تيار العزم" مع "المستقبل"، بل وان مقاعد اخرى كالمقعد الماروني او الاورثوذكسي سيؤول الى "المستقبل" بحسب التحالفات المتوقعة، لأنه يعتبر ان طرابلس والشمال هما خزانه ومصدر قوته، ولن يرضى باقل من كتلة فاعلة محسوبة له في الشمال.
يتم قراءة الآن
-
متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟
-
من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟ تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم
-
حلف رباعي في بيروت والمناصفة طارت فهل تؤجل ؟ الحريري لجمهوره : إياكم القوات والتيار الوطني حزب الله والقوات اللبنانيّة بلائحة واحدة
-
اقبال متوسط وإشكالات أمنية في انتخابات الشمال عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات ترامب الى السعودية... سفير اميركا في «اسرائيل»: الرئيس لن يعترف بدولة فلسطينية
الأكثر قراءة
-
من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟ تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم
-
حلف رباعي في بيروت والمناصفة طارت فهل تؤجل ؟ الحريري لجمهوره : إياكم القوات والتيار الوطني حزب الله والقوات اللبنانيّة بلائحة واحدة
-
سقوط المشرق العربي جرس إنذار للسعودية ودول الخليج
عاجل 24/7
-
18:41
ترامب: الأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له
-
18:41
ترامب: لن أنسى أبدا الضيافة الاستثنائية التي أكرمني بها الملك سلمان قبل 8 سنوات
-
18:36
مسؤول بالبيت الأبيض يؤكد أن ترامب سيلتقي الشرع غداً الأربعاء
-
18:36
ترامب: مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه
-
18:22
وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، في قَرار: كَلَّفنَا ابراهيم أبو عليوي رئيسًا لمطار بيروت.
-
17:46
الخارجية الأميركية: فرضنا عقوبات على شبكة دولية تسهل شحن ملايين براميل النفط الإيراني إلى الصين
