اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم يحل الاستنفار اللبناني الديبلوماسي والسياسي، المدعوم من الام الحنون والاصدقاء الخليجيين، الذين رعوا تسوية وقف النار واكمال التركيبة الدستورية اللبنانية، دون اكمال "اسرائيل" لخططها وتكتيكاتها، مستندة الى الدعم الاميركي الكامل، في رحلة استكمالها لرسم خريطة الشرق الاوسط الجديد.

ولعل من اوضح دلالات الدعم والتأييد الاميركي للخطوة "الاسرائيلية"، رغم كل بيانات الدعم اللفظي للبنان، ان الوسيطة الاميركية لم "تعذب نفسها" وتحضر الى لبنان، وحتى من باب ابلاغ بيروت بالموقف الاميركي، كما كان متوقعا، وفقا لما اعلنته، كما انها لم تترأس ايا من جلسات لجنة المراقبة الخماسية، التي تقع من ضمن صلاحياتها.

وما زاد من ضبابية المشهد، تقصد واشنطن تسريب خبر وقف المساعدات عن لبنان وربطها "بحدوث تغيير فعلي" ، عبر احدى القنوات العربية المعروفة الانتماء، ما طرح الكثير من علامات الاستفهام، رغم ان بيان الخارجية الاميركية، وما صدر من توضيحات عن وزراء لبنانيين، لا ينفي الكلام الذي نشر.

في كل الاحوال، واضح ان "اسرائيل" تسعى الى جر لبنان، وتحديدا حزب الله الى فخ، يفتح لها الباب امام اعادة تكرار سيناريو "غزة ما بعد ترامب"، وهو ما تحاول الحارة تداركه، من خلال رمي الكرة في ملعب الدولة اللبنانية من جهة، واطلاقها "المقاومة الشعبية السلمية" التي نجحت بتحقيق اكثر من خرق وتحرير اكثر من قرية.

غير ان الاخطر من كل ذلك، هو استخفافها الكبير بالجدول الزمني للانسحاب، ووضعها قواعد جديدة بسبب الانحياز الاميركي لصالحها ما يضعف الموقف اللبناني، مكرسة اتفاق الضمانات الموقع بينهما، كاساس لسلوكها الميداني، والذي يترجم استمرارا في استباحة الاجواء اللبنانية وتنفيذ الغارات وعمليات الاغتيال، لخلق حالة ارباك في القرى الحدودية، ومنع اهلها من العودة.

فوفقا لمصادر عليمة، فان النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال للبقاء فيها ، تم اختيارها بدقة متناهية، لما تشكله من جزء من إستراتيجية أمنية جديدة لـ "إسرائيل"، تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني، امتدادا الى منطقة الجولان، حيث تم انشاء نقاط سبع جديدة  داخل المنطقة العازلة، حيث سيتمركز داخل كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، وفقا لما تبينه المنشآت الجاري بناءها.

وتتابع المصادر بأن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت "إسرائيل" منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة، متوقعة البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر.

فالقرار الدولي 1701، لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل بحسب تل أبيب، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا، اذ ان "تل ابيب" لن تخضع لأي ضغط خارجي أو قانون دولي ما دامت محمية بالفيتو الأميركي، مؤكدة أن الموقف اللبناني الرسمي "ينم عن ضعف واستسلام، لأن الضعفاء هم من يذهبون لمجلس الأمن.

وختمت المصادر بانه اذا كانت الحجة المعلنة لتمديد هذا الاحتلال الى اجل غير مسمى، "حماية مستوطنات الشمال، وتأمين عودة المستوطنين"، فان المستور يبدو اخطر بكثير، وهو مرتبط بما ترسمه "تل ابيب" للبنان في الشرق الاوسط الذي تريده ، والذي تكشف جانبا منه مع نشر الاعلام "الاسرائيلي" معلومات عن اختراق عشرين يهوديا متدينا الخط الازرق باتجاه الداخل اللبناني، وتحديدا باتجاه قبر "الحاخام اشي" الواقع في بلدة حولا، ما ادى الى اعتقال ثمانية منهم، والذين كشفوا خلال التحقيق معهم انهم دخلوا بالتنسيق والاتفاق مع الجيش، بهدف ترميم القبر ليصبح محجا لهم، في وقت تبين ان الجيش يعد زيارة دينية خاصة لهم في السابع من شهر آذار المقبل، للاحتفال بذكرى ميلاد "الحاخام".

 

الأكثر قراءة

هل يقطع ترامب رأس نتنياهو؟