كم تمنيتُ ان تكون حاضرا بين جموع المشيعين. كم تمنيتُ أن ترى مشهد الوفاء والحب والتقدير من الحشود الشعبية المليونية، لقائد المقاومة وحبيبها ونورها السيد الشهيد حسن نصرالله، لتستقر روحك وتغادر مطمئنا هذه الدنيا على المقاومة ومستقبلها، بعد ان عشت اياما مريرة وقاسية وعصيبة بعد استشهاد سماحته.
لم تتوقف لحظة عن البكاء، وانتَ التي صارحتنا في آخر لقاء قبل استشهادكَ بيومين، انه لا معنى للحياة دون السيد، ولا معنى للعيش من دونه، وربما قصدتَ ايضا ان تودعنا بسرد شريط من الذكريات عن جزء من مسيرتكَ مع السيد في مرحلة الشباب في النجف وايام الدراسة، وممارسة كرة القدم احيانا، وكيف غادرتما العراق قبل ساعات من مداهمة المخابرات العراقية لأماكن السكن الى بيروت، والعيش معه لأكثر من سنة في منزله المتواضع جدا في بعلبك، الى زياراتكما الى سوريا وكيف قاد السيارة بنفسه، الى حرب تموز وضرب البارجة، واخراج الفيلم عن العملية التي هزت العالم "انظروا اليها تحترق"، الى توجيهاته الاعلامية والسياسية، الى البيان ما قبل الأخير من استشهاده، واصراره للمرة الاولى على تضمينه عبارة اقلقتكَ كثيرا، وسألته "لماذا تنعي نفسك يا سيد"؟ واصر على الجملة. بالاضافة الى بحر من الذكريات في حضور قيادات المقاومة، كما حدثتنا عن الاتصال الأخير الذي جرى بينكَ وبين الشهيد فؤاد شكر قبل ساعات من استشهاده.
عبأ محمد عفيف الفراغ، ولم يأبه لكل التهديدات التي نقلت له قبل ايام من استشهاده، وفاء للسيد والشهداء والجرحى والمقاومة، هناك من قال له مازحا "نتنياهو حاطك براسو"، فرد: "وصلنا إلى غرفة نومه".
الحاج لم يغادر الساحة، أعطاه استشهاد السيد قوة دفع هائلة، كان يتنقل على الدراجة برفقة الشهيد الحاج محمود " كما كنا نناديه"، يعقد المؤتمرات الصحافية، ينظم اللقاءات والاحتفالات وايصال الرسائل ان المقاومة موجودة وقوية.
لم تهزه مؤمرات العالم، لم يقفل الخط في وجه اي اعلامي رغم المحاذير الكبرى، شارحا لهم مواقف المقاومة. تجاوز الكثير من الطعنات وعمليات التشكيك و"الغمز" من المقربين احيانا قبل الخصوم.
توطدث علاقاتنا بشكل لا يوصف، وشملت كل أعضاء اللقاء الاعلامي الوطني، وكان سمير الحسن والحاجة رنا الساحلي صلة الوصل بيننا بشكل يومي، أصبحنا عائلة رغم تنوع أعضاء اللقاء من كل الطوائف والاحزاب، اصر الحاج محمد الاجتماع بأعضاء اللقاء قبل يومين من استشهاده، حضر الجميع، تناولنا الغداء وودعنا دون استثناء، والدموع كانت القاسم المشترك بيننا، وادركتُ سبب هذه الدموع بعد استشهادكَ بيومين.
اريد ان اطمئنكَ ايها الشهيد الحبيب اننا على العهد، وان اخوانكَ في اللقاء الوطني الاعلامي على العهد ايضا، حملوا صوركَ الى جانب صور الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وكانوا في طليعة المشيعين الى جانب مليون ونصف مليون مواطن، هتفوا بصوت واحد "لبيك نصرالله"، الكلمات الاحب على قلبكَ وكنتَ ترددها دائما.
باستطاعتك الآن يا حاج ان تكون مرتاحاً ومطمئناً، بعد ان استردت مقاومتكَ عافيتها، وتواصل دورها وعملها كما كنت تعمل وتتمنى.
هنيئا شهادتكَ يا حاج، وفخر لكَ ان اسمكَ سيتردد وسيُحفر الى جانب العظماء من هذه الأمة، الذين قدموا أرواحهم من اجل فلسطين وكل قضايا الحق في العالم.
يتم قراءة الآن
-
مقاتلو الإيغور على حدود لبنان:ما وراء الحشود السورية الغامضة؟
-
أسئلة لبنانية على الورقة الأميركية: من يضمن الإسرائيلي؟ تخوّف من إقدام نتنياهو على عملية كبيرة في لبنان ما سر صمت السفراء على المداولات بشأن القانون الانتخابي؟
-
بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن توافق بين عون وبري على الرد اللبناني... وسلام اكثر تشدداً!
-
الوقت يضيق على لبنان للردّ على الورقة الأميركيّة... وحزب الله على موقفه بارّاك وبن فرحان في بيروت للمتابعة ووضع آليّة التنفيذ
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:59
ايلون ماسك: "اليوم جرى تشكيل حزب أمريكا ليعيد لكم الحرية"
-
22:19
درون إسرائيلية تلقي قنبلة صوتية على كفركلا جنوبي لبنان
-
22:19
درون إسرائيلية تلقي قنبلة صوتية على كفركلا جنوبي لبنان
-
21:34
زيلنسكي: مكالمتي الأخيرة مع ترامب كانت الأفضل والأكثر فائدة
-
20:50
إعلام إسرائيلي: إسرائيل سترسل وفداً إلى قطر لإجراء محادثات حول صفقة محتملة
-
20:50
السفير البريطاني في لبنان: الجيش هو المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان ويجب استمرار جهود وقف إطلاق النار بما يسمح بانتشار الجيش
