العاصفة الثلجيّة تكشف أزمات عكار والشمال... إرتفاع هائل
في أسعار المحروقات ووسائل التدفئة... وتنامي حركة التهريب

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رغم التحذيرات المسبقة من شدة العاصفة الثلجية، والطلب الى المواطنين اتخاذ كل الاجراءات لمواجهتها، إلا انه غاب عن بال المراجع المختصة، ان اية اجراءات هي مكبلة بالواقع الاقتصادي الذي يرزح تحته الاهالي على مدى مساحة البلاد، وخاصة في القرى والبلدات الجبلية في عكار والشمال، حيث تفتقد الى الامكانيات المادية التي توفر لهم ركائز مواجهة العاصفة والصقيع والجليد، على مستوى وسائل التدفئة، من حطب ومحروقات، او كهرباء.

ففي ظل العاصفة الثلجية التي غطت جبال وتلال الشمال كله، وصولا الى البلدات الساحلية، التي شهدت تساقط الثلوج للمرة الاولى منذ عشرات السنين من سواحل عكار، الى المنية وطرابلس والبترون، حتى ان جبل تربل لبس الرداء الابيض في مشهد لم يحصل مثله منذ اكثر من اربعين عاما. ففي ظل هذه العاصفة، تبين عجز الكثير من العائلات تأمين حزمات الحطب، وكميات من المحروقات، عكس ما حصل في السنوات الماضية.

ولفت عدد من المواطنين الى ان المحروقات اللازمة لوسائل التدفئة باتت نادرة في عكار والشمال، نتيجة تنامي حركة التهريب المنتعشة جدا منذ سقوط نظام الاسد والى اليوم، وقد اضطرت عشرات العائلات في القرى الجبلية الى استبدال المازوت بقوارير الغاز، فلوحظ الاقبال الشديد على محطات تعبئة الغاز، وشوهدت ارتال من السيارات تعمد الى تعبئة قواريرها التي ارتفعت اسعارها بسبب التهريب، فبلغت حوالى المليون وسبعمائة الف ليرة للقارورة الواحدة، لا سيما وان وسائل التدفئة الكهربائية غائبة بغياب الكهرباء، واذا توفرت الطاقة الكهربائية لساعتين او اكثر قليلا في الاربع وعشرين ساعة، فان المواطنين يخشون استعمال التدفئة الكهربائية، اثر ارتفاع غير مسبوق بفواتير الكهرباء، التي بلغت احيانا بين الثلاثمئة دولار الى اربع مئة دولار، دون ايضاحات من ادارة الكهرباء حول اسباب هذا الارتفاع الجنوني في الفواتير وغير المبرر.

اما الحطب فبدوره تجاوز اسعاره الخيال للطن الواحد الى درجة الـ 500 دولار.

ومن جهة ثانية، فان العاصفة الثلجية تسببت بانزلاق عشرات السيارات في القرى الجبلية، وانقلابها في وديان او حوادث صدم مؤسفة وخطيرة. كما تسببت في قرى وبلدات الضنية بتجمد المياه في انابيب وقساطل المياه والحنفيات في المنازل، وانقطاع المياه عن المنازل، وهي حالات يندر حصولها في قرى وبلدات الضنية وعكار.

وتسبب الجليد في المناطق الساحلية بانزلاق سيارات وشاحنات، وابرزها انزلاق شاحنة في محلة البداوي وانحرافها نحو منحدر دون وقوع اصابات بشرية.