المشهد في جلسة الثقة بين النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة نواف سلام لا يمكن تخطيه من دون التوقف عند تداعياته، فهو بطبيعة الحال يعطي انطباعا عما سيكون عليه الوضع بين الطرفين في المرحلة المقبلة، وعليه يطرح السؤال عما سيكون عليه الأمر بين رئيس الحكومة ورئيس التيار وعن شكل المعارضة التي سيعتمدها باسيل وأشار اليها في المرحلة المقبلة؟
كل المؤشرات الأولية تؤكد ان التيار الوطني الحر ذاهب الى المعارضة مع مفارقة انه وحيد في المواجهة لكن هذا الطريق ليس باختياره فهو يعتبر ان الوضع الحالي وصل اليه "مرغما" وليس بإرادته فالتيار من وجهة نظر باسيل سمى نواف سلام لرئاسة الحكومة وتعرض للغدر السياسي اذ لم يبادله سلام الموقف فلم يعرض على التيار تسمية وزراء كما جرى مع سائر القوى السياسية، مع ذلك يصر المقربون من التيار "ان هذا الامر لن يؤدي الى قطيعة سياسية مع رئيس الحكومة الذي وضع فيتو على توزير التيار في حين سمى حزب القوات والاشتراكي والثنائي وزراءهم وهذا الأمر يضع التيار حتما في وضع المعارضة من هذا المنطلق تم تثبيت خيار المعارضة على ان تكون كما يؤكد المقربون من التيار إيجابية وبناءة لا تقوم على التشفي والانتقام وعرقلة عمل الحكومة والوزارات "فلن يتم انتقاد الحكومة من دون سبب وسنعارض الحكومة عندما تخطىء فقط"، بالمقابل يتطلع التيار الى أداء حكومي يعالج الملفات الملحة بدءا بالنزوح السوري والمخيمات الفلسطينية واللامركزية المالية والإدارية مع الالتزام بتطبيق خطاب القسم".
المرحلة الانتقالية للتيار من الحكم الى المعارضة تحت المجهر السياسي فالتيار كان من أبرز القوى المؤثرة في المشهد اللبناني من العام ٢٠١٦ لكنه اليوم يمر بفترة استثثنائية فهناك علاقة سيئة مع الجميع بعد ان راكم التيار الأخطاء مع الحلفاء والأخصام بمن فيهم أقرب المقربين اي حزب الله وقد تظهر ذلك في الهجوم الذي تعرض له رئيس التيار من بيئة الحزب على خلفية عدم المشاركة في التشييع على الرغم من توضيح التيار ان علاقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع الرئيس ميشال عون والنائب باسيل "صادقة" وان الظروف الأمنية والسياسية حالت دون المشاركة في التشييع الذي تمثل التيار فيه بستة نواب الى الحضور الشخصي لتقديم التعازي، ومع خسارة الحلفاء وترنح وضعه الداخلي نتيجة الانشقاقات من الحزب وتراجعه في انتخابات ٢٠٢٢ على الساحة المسيحية فالتيار يعاني من عزلة خارجية بسبب العقوبات الاميركية التي ضيقت على النائب باسيل الأفق الدولي، وهذا الوضع كما تقول المعلومات يخضع اليوم لتقييم من اجل ترتيب البيت الداخلي وعمليا بدأت الاستعدادات لاطلاق ورشة إصلاحية ويتحضر التيار للانتخابات البلدية والاختيارية التي ستكون بروفا لاستحقاق الانتخابات النيابية فالتيار امام امتحان إعادة تنظيم نفسه وإلا سيكون ذكرى في تاريخ السياسة اللبنانية ولن يكون له موقع في المرحلة الجديدة.
يتم قراءة الآن
-
عون في السعوديّة لفتح صفحة جديدة في العلاقات سلام: لا شروط سياسيّة لإعادة الإعمار... المواجهة بدأت التعيينات بالترتيب: أمنيّة ــ ماليّة ــ ديبلوماسيّة ــ قضائيّة
-
ماذا يفعل ترامب بالقادة العرب ؟
-
عون في الرياض اليوم... ترقّب لاختراق كبير نتنياهو يستخدم سلاح التجويع في غزة خلال رمضان حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
-
إنفجار مرفأ بيروت... معلومات صادمة قد تظهر للعلن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:28
المفوضية الأوروبية: سنقدم خطة شاملة لدعم أوكرانيا وتعزيز الدفاع الأوروبي
-
13:27
فايننشال تايمز عن مسؤول بريطاني: لم يتم الاتفاق على هدنة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة شهر
-
12:47
منصة إعلامية إسرائيلية: في "الشاباك" ينفون التقرير في "القناة الـ14" بشأن إنهاء رئيس "الشاباك" مهامه الشهر المقبل
-
12:46
"الميادين": الاحتلال يرفع ساتراً ترابياً جديداً على طريق عديسة لمنع الأهالي من الوصول لممتلكاتهم
-
12:46
منصة إعلامية إسرائيلية: رئيس "الشاباك" سينهي مهامه الشهر المقبل
-
12:18
الكرملين: نظام كييف لا يريد السلام وفي هذه الحالة لن تكون جهود واشنطن واستعدادات موسكو كافية
