ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة قال فيها: "في هذا الأحد الثالث والعشرين من آذار، تحيي الكنيسة عيد القدّيسة رفقا، رسولة الألم، فنصلّي لشفاء كلّ المتألّمين في أجسادهم وأرواحهم ونفوسهم".
أضاف: "إنجيل هذا الأحد هو إنجيل الخطيئة والتوبة والمصالحة. نتعلّم مفاهيمها من فم المعلّم الإلهيّ من خلال هذا المثل المؤثّر. تعالوا ننعم ونفرح لأنّ ابني هذا كان ميتًا فعاش وضالًّا فوُجد"(لو 15: 24). إنّ فحوى إنجيل هذا الأحد هو وحدة العائلة التي انكسرت بانفصال الابن الأصغر عنها مع حصّته من ميراث أبيه، وعادت فتألّفت بعودته إلى البيت الوالديّ. وجلست معًا تتنعّم وتغتبط حول مائدة الفرح. هذا المثل الإنجيليّ يُطبّق على العائلة الدمويّة، والعائلة الوطنيّة. هذا ما عبّر عنه رئيس الجمهوريّة في كلمته الوجدانيّة على مائدة الإفطار في القصر الجمهوريّ منذ ثلاثة أيّام، انطلاقًا من عبارتين: الأولى من مقدّمة الدستور: "لا شرعية لأيِ سلطةٍ تناقضُ ميثاقَ العيشِ المشترك" (ي)، والثانية من المادّة 95: "رئيسُ الجمهورية هو رئيسُ الدولة ورمزُ وحدةِ الوطن". واستنتج فخامته من مقدّمة الدستور " أنّ شرعيةَ أيِ سلطةٍ في لبنانَ الكيانِ والوطنِ والدولة، هي في أن نكونَ معًا ... أن نُصلّي معًا... أن نقاومَ معًا.... وأن نفرحَ معًا ونحزنَ معًا". واستنتج من المادّة 95: " أن يكونَ رئيسُ الجمهورية رمزَ وحدةِ الوطن" يعني أن يكون هو والجميع تحت سقف دولتِنا ووطنِنا وميثاقِنا. وحدتنا هي أغلى ما نملكُ ... وهي قوتُنا... وسلاحُنا الأمضى، وثروتُنا الأغنى وخيرُنا الأبقى.... بوحدتنا يقول فخامته. نُعيدُ بناءَ ما تدمّر...، ونزرعُ الفرحَ في عيونِ أبنائنا والأملَ في نفوسِهم".
وتابع "اّن كلمة رئيس الجمهورية جديرة بأن تكون في يد كلّ مواطن وكلّ مسؤول في الدولة، لأنّها تقدّم التفسير الأفضل والأوضح والوجدانيّ لهاتين المادّتين من الدستور. إنّهما بمثابة دعوة لتنقية الذاكرة من رواسب الماضي المؤلم والجارح في آن. تمامًا كما دعانا القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني في إرشاده الرسوليّ: "رجاء جديد للبنان"، حيث كتب: "بعد سنين من الآلام وفترة الحرب الطويلة التي عرفها لبنان، يُدعى شعبه وسلطاته الحاكمة إلى القيام بمبادرات شجاعة ونبويّة في سبيل الغفران وتنقية الذاكرة. من المؤكَّد أنه يجب إبقاء ذكرى ما حدث حيّة، كي لا يتكرّر ذلك أبداً. ولئلا يتسلط، بعد الآن البغض والظلم على أمم بأسرها ويدفعان بها إلى أعمال تبرّرها وتنظّمها أيديولوجيات ترتكز على ذاتها أكثر منها على حقيقة الإنسان. لا يمكن إعادة بناء مجتمع، ما لم يسعَ كلّ من أفراده، وعائلاته ومختلف الجماعات التي تؤلّفه، إلى الخروج من العلاقات النزاعيّة التي وصمت زمن العنف، وإلى إخماد كل رغبةٍ في الانتقام." (الفقرة 114). لقد آن الأوان لنبدأ معًا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة. وهذا يقتضي العمل معًا "في الأمور الجوهريّة بالوحدة، وفي العوارض بالحريّة، في جميع الأمور "بالمحبّة" (القدّيس أوغسطينوس). إنّ تنقية الذاكرة أمرٌ شجاع ومتجرّد في آن. لكنّها ضروريّة للجميع لأنّها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنيّة والاستقرار النفسيّ والأمنيّ والاجتماعيّ".
وختم الراعي: "لنصلِّ، لكي يعضدنا الله بنعمته على التوبة لننعم بثمار المصالحة، وعلى البدء في تنقية الذاكرة فنحيا جمال وحدتنا الوطنيّة".
استقبالات
بعد القداس، استقبل الراعي على التوالي: رئيس "تجمع موارنة من أجل لبنان" المحامي بول يوسف كنعان، المدير العام لوزارة الصناعة بالإنابة شانتال عقل، وفد من بلدة الناعمة برئاسة شربل مطر، عائلة المرحومة إيفا عقل شاهين ابي طايع، ثم السيدة عايدة عبلا التي قدمت نسخة من كتاب "رئيس الجمهورية الموقع والدور".
يتم قراءة الآن
-
ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً
-
اللبنانيّون ينتحرون
-
أدوار وظيفيّة لطهران وأنقرة و«تل أبيب» في الإقليم... وهيمنة لواشنطن
-
المطلوب تهجير وضرب البيئة الضامنة للمقاومة في الجنوب "إسرائيل" لا تثق بالجيش... والبديل ميلشيا للمنطقة العازلة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:11
ترامب: مئات المليارات يجري هدرها في الولايات المتحدة بفعل الفساد، وأدعم وقف تمويل الإذاعة الوطنية وهذا التمويل كان فقط إهدارا للمال العام.
-
21:10
ترامب: لدينا فريق رائع ومجلس الأمن القومي قوي وليس هناك أي معلومات سرية استخدمت على تطبيق سيغنال، وهناك الكثير من أوجه الفساد وإدارة الكفاءة الحكومية تعمل على تقليل الهدر في الوكالات الحكومية.
-
21:09
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا مستمرة والأمور تسير على نحو طيب، ونعتقد أننا سنتمكن من التوصل لاتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا وهناك دول تساعدنا على مراقبته.
-
20:12
رسامني: لا ننظر إلى مطار القليعات كحاجة محلية لعكار فحسب بل كموقع استراتيجي واعد على مستوى لبنان
-
19:23
الجيش "الإسرائيلي": تم التخطيط لهذه المناورات في إطار الخطة السنوية للعام 2025 ولا توجد خشية من حدث.
-
19:22
الجيش "الإسرائيلي": المناورات ستحاكي حماية المنطقة والاستجابة لتهديدات فورية في الميدان بتعاون متعدد الأذرع، وخلالها ستلاحظ حركة نشطة لقوات الأمن والطائرات والقطع البحرية.
