لا يزال الرهان الرسمي اللبناني على الديبلوماسية، لتحقيق اختراق في الجدار الاميركي الممانع لتقديم اي مساهمة جدية، لمنح العهد الجديد والسلطة التنفيذية التي هندست على قياس مصالح واشنطن، مجرد تمنيات لا تقترن باي معطيات ملموسة حتى الآن، في ظل رهن الادارة الاميركية المساهمة او السماح للدول الاخرى في المساهمة باعادة النهوض الاقتصادي وايجاد مظلة امنية تحمي هذا النهوض، بتأمين مصالح "اسرائيل" اولا. وهكذا يمكن فهم الجمود الحاصل على كافة الاصعدة، وبقاء كل الازمات معلقة الى اجل غير مسمى، دون ان يلوح في الافق اي مؤشرات على تراجع واشنطن "خطوة الى الوراء"، والتعامل بواقعية مع الساحة اللبنانية.
اليوم تراهن السلطة السياسية على الدور الفرنسي في ملف اعادة الاعمار، ومحاولة تخفيف شراسة الهجمة الاميركية، لكن لم يثبت حتى الآن ان باريس تملك القدرة على التأثير، ووجودها في لجنة مراقبة وقف النار غير مبشرة، في ظل التهميش الواضح لدور الضابط الفرنسي، الذي بات مجرد "شاهد زور". ومع زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، والزيارة المرتقبة خلال الساعات المقبلة للرئيس جوزاف عون الى باريس، تبدو فرنسا امام امتحان جديد مع الادارة الاميركية الجديدة، وفي غياب الود بين الطرفين، هل يمكن ان يتم التفاهم على الملف اللبناني؟
ثمة شكوك عميقة في حصول ذلك، واذا حصل سيكون معجزة، برأي اوساط ديبلوماسية، لا ترى ان واشنطن في وارد منح باريس هامشا كبيرا على الساحة اللبنانية، خصوصا في ملف اعادة الاعمار، واذا نجحت الرئاسة الفرنسية في اطلاق مؤتمر المانحين قريبا، فان تسييله على ارض الواقع لن يكون بالامر السهل، خصوصا ان الادارة الاميركية تستخدمه في محاولة "لي ذراع" الدولة اللبنانية، ودفعها الى رفع مستوى الضغط على حزب الله، لدفعه الى تقديم المزيد من التنازلات خصوصا في مسألة نزع السلاح، ولهذا ستكون زيارة الرئيس عون الى باريس مهمة جدا، لانها ستكشف حقيقة ما آلت اليه الامور وكيفية تعامل الخارج مع العهد، خصوصا ان ثمة رغبة اميركية واضحة في رفع مستوى الضغوط حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، والتي تراهن عليها لقلب موازين القوى داخل البرلمان، حيث تأمل ان تحصل اختراقات واسعة في التمثيل الشيعي يكسر احتكار "الثنائي".
وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حاول بالامس ان يفصل امام المبعوث الرئاسي الفرنسي بين مسألة سلاح حزب الله، المرتبط بالبحث بالاستراتيجية الوطنية للدفاع، وملف اعادة الاعمار، وكان لافتا انه ربط الملف بالإصلاحات، حيث اشار الى ان أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة اعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف "الإسرائيلي" خلال الحرب الأخيرة، مشيرا الى ان العمل سيتواصل من اجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج لا سيما مع وجود فرص متاحة...
ووفق تلك المصادر، فان اهمية هذه الرسالة تكمن في ان الرئيس عون كان صريحا امام لودريان، وافهمه دون مواربة ما يمكن للبنان والعهد تحمله في هذه المرحلة، وانه ليس في صدد دفع اثمان لا يمكن تحملها، سواء رهن الاعمار بالتطبيع مع "اسرائيل"، او ربطه بنزع سلاح حزب الله، وهما امران كفيلان بتفجير الاوضاع الداخلية.
واذا كان لودريان قد ابدى تفهما للموقف اللبناني، الا انه لم يمنح اي ضمانات، بانتظار لقاء عون – ماكرون، وكذلك كرر على مسامع من التقاهم ادانة بلاده لاستمرار الخروقات "الاسرائيلية"، الا انه لم يقدم اي اجوبة حيال وقف الاعتداءات، خلافا للاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، فضلا عن استمرار احتلال التلال الخمس وعدم اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين، وعندما تم الطلب اليه بضرورة الضغط على "إسرائيل" للالتزام به حفاظا على صدقيتهم كرعاة للاتفاق، لم يقدم اي اجابة مرضية، واشار الى ان بلاده قدمت حلولا لموضوع النقاط الخمس، لكن "اسرائيل" لم ترد ايجابا على الاقتراحات؟!
هذا العجز الفرنسي سيكون خلال الساعات المقبلة امام امتحان جديد في مسألة تعيين الحاكم الجديد لمصرف لبنان، حيث تشير كل المعطيات الى ان المرشح الاميركي للمنصب سيتم تعيينه ، بعد تنافس مع مرشح باريس الذي خرج من السباق، لهذا ثمة شكوك كبيرة في قدرة الفرنسيين على تجاوز الارادة الاميركية وقدرها، وستكون زيارة الرئيس عون كاشفة لمستوى الهامش المعطى للفرنسيين في هذه المرحلة. علما ان كل المؤشرات تفيد بان ثمة تقصدا لابقاء كل المشاكل عالقة لابقاء الضغوط القصوى على لبنان.
وفي هذا السياق، يمكن وضع ارجاء الزيارة التي كانت مقرّرة امس لوزير الدفاع ميشال منسى إلى دمشق لمناقشة مسألة ضبط الحدود بين البلدين، وعلى الرغم من الحديث عن إن الإرجاء مرتبط "بالاستعدادات في سورية لتشكيل حكومة جديدة"، الا ان المعلومات تشير الى ان الجانب السوري لا يملك اي اجابات او حلول لاي من الهواجس اللبنانية المرتبطة بالملف الامني، وملف الحدود، وملف عودة النازحين، وعودة اللبنانيين الى قراهم في الاراضي السورية، ولا تبدو الادارة السورية الجديدة مهتمة راهنا بحل كل هذه الملفات ، بل تريد ان تنتقي منها ما يناسبها، بما لا يريح الجانب اللبناني.
وفي الخلاصة، لا تريد واشنطن تخفيف حدة التوتر ومنسوب الضغوط، بانتظار ان ينتهي مسار العلاقة مع ايران بالتفاوض او الحرب؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:02
بيان مصري - سعودي: نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها وأهمية شمولية العملية السياسية، وعلى أهمية حل الدولتين ونرفض بشدة محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة أو الضفة.
-
22:53
القناة 13 "الاسرائيلية" عن لابيد: إذا غادر رونين بار رئاسة الشاباك فإن نتنياهو سيعين دمية ستلغي التحقيق وتمنع محاكمته.
-
22:52
القناة 13 "الاسرائيلية" عن لابيد: الحكومة لا تعرف كيف تجند عددا كافيا من الجنود ولا تعرف ما الذي سيحدث في اليوم التالي، وهناك مواد استخباراتية تشير لإمكانية وقوع اغتيال سياسي ونتنياهو يعلم ذلك ويمكنه منع حدوثه.
-
22:51
القناة 13 "الاسرائيلية" عن زعيم المعارضة يائير لابيد: نتنياهو وسموتريتش يبيعان معادلة كاذبة إما النصر بالحرب أو إعادة الرهائن وهذا غير صحيح، والحكومة لن تنتصر في الحرب لأنها لا تعرف كيف تنتصر.
-
22:50
هيئة البث "الإسرائيلية": سلاح الجو أجرى اليوم تدريبا يحاكي هجمات صاروخية على قواعده الجوية، والتدريب يأتي ترقبا لرد إيراني على أي هجوم محتمل في إيران.
-
21:42
نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وارنر: هيغسيث غير كفؤ أبدا ليكون وزير دفاعنا وعليه أن يرحل.
