اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فاز برشلونة بنهائي كأس ملك إسبانيا، وعزز تربعه على عرش الأكثر تتويجا باللقب برصيد 32 مرة، بعد مباراة ماراثونية أمام غريمه التقليدي ريال مدريد.

تفوق البارسا على الميرينغي للمرة الثالثة هذا الموسم، لكن بسيناريو مختلف، عن الفوز العريض برباعية دون رد في الدور الأول من الدوري، أو الانتصار الكاسح 5-2 في نهائي كأس السوبر الإسباني.

فقد فاز برشلونة، بنتيجة 3-2 بعد شوطين إضافيين، في مباراة ماراثونية على ملعب "لاكارتوخا"، عاش خلالها كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد أزمات الموسم خلال ساعتين من المواجهة الفنية أمام هانز فليك المدير الفني لبرشلونة.

اختفاء أبيض

تفوق برشلونة بشكل كاسح في الشوط الأول على مستوى الاستحواذ والسيطرة والوصول إلى مرمى منافسه، وتقدم بهدف، وكان بإمكانه قتل المباراة تماما في أول 45 دقيقة.

أحكم برشلونة قبضته بفضل تفوق ثلاثي الوسط بيدري وفرينكي دي يونغ وأولمو، مع حرية حركة رافينيا يسارا ولامين يامال يمينا، وإجادة فيران توريس التحرك بين الخطوط.

في هذا الشوط اعتمد أنشيلوتي على خطة 4-4-2، وافتقد فريقه لكل المقومات سواء دفاعيا في ظل ضعف شراسة الضغط وسوء التمركز وعدم القدرة على الانطلاق بالهجمات المرتدة، لتختفي تماما خطورة الثنائي فينيسيوس جونيور ورودريغو.

وجه آخر

ظهر ريال مدريد بوجه مختلف في الشوط الثاني بعدما غير أنشيلوتي الطريقة إلى 4-2-3-1 ووضع ثقته في التركي أردا غولر.

عاد بيلينغهام ليشغل مركز لاعب الارتكاز بجوار تشواميني، ليقدم الإنكليزي الدولي واحدة من أفضل مبارياته مع ريال مدريد هذا الموسم.

وفي الأمام تواجد كيليان مبابي، وخلفه فينيسيوس يسارا ومودريتش في العمق وأردا غولر يمينا، كما أن التركي كان يدخل للوسط لتسلم الكرة وبناء اللعب.

وأجاد هذا الرباعي الضغط بشراسة على دفاع برشلونة، وهدد مرمى تشيزني بأكثر من محاولة خطيرة خلال أول ربع ساعة، ليقلب الريال النتيجة لصالحه في غضون 7 دقائق، بفضل تغييرات أنشيلوتي الإبداعية وتخليه عن التقليدية.

فالبديل مبابي سجل الهدف الأول من ركلة حرة مميزة، وصنع غولر الهدف الثاني للملكي.

واستعاد وسط ملعب الريال عافيته وتفوق على بيدري ودي يونغ وأولمو في معارك بدنية عديدة، ما دفع فليك للتدخل السريع باستبدال هذا الثلاثي، لإنقاذ الموقف بإشراك فيرمين لوبيز وغافي وإيريك غارسيا.

أزمة الموسم

يعاني ريال مدريد من أزمة واضحة على مستوى العامل البدني وكثرة الإصابات منذ بداية الموسم، ما دفع أنشيلوتي لتغيير مراكز بعض اللاعبين والاستعانة بالصف الثاني والثالث في بعض الأحيان.

ووضح أن الريال لم يكن جاهزا بدنيا بالشكل الكافي، حيث بدأ مبابي اللقاء على مقاعد البدلاء، وغادر فيرلاند ميندي بعد 10 دقائق فقط متأثرا بإصابة عضلية.

كما اضطر كارلو أنشيلوتي للاستغناء عن فينيسيوس جونيور، بسبب الإصابة، في توقيت كانت الكفة الفنية فيه شبه متساوية بين الفريقين، قبل اللجوء للشوطين الإضافيين.

وغادر المدافع الألماني أنطونيو روديغر أيضا في الشوط الإضافي بعدما نفدت قواه البدنية، ما كان سببا في تحمله مسؤولية هدف التعادل لفيران توريس.

وكانت هذه الأزمة سببا في تشويه الوجه المبدع لأنشيلوتي، الذي أظهره في الشوط الثاني، فكان التراجع البدني من أهم أسباب الهزيمة في الوقتين الإضافيين.

دروس فليك

كسب فليك التحدي الذهني في الكلاسيكو، ولم يهتز الفريق بتراجع مستواه في الشوط الثاني، وعاد للمباراة في توقيت قاتل، وانتزع اللقب في الشوط الإضافي.

كما واصل المدرب الألماني نصب مصيدة التسلل لنجوم ريال مدريد، التي حرمت الفريق الملكي من هدف لبيلنغهام وركلتي جزاء لفينسيوس جونيور في الشوط الأول، وكيليان مبابي في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني.

لكن المدير الفني لبرشلونة سيكون أمام تحد قبل مواجهة إنتر في نصف نهائي دوري الأبطال، حيث أظهر كلاسيكو الكأس مشكلة فنية في تعامل مدافعيه وحارس المرمى تشيزني مع الكرات الثابتة، التي سجل منها ريال مدريد هدفيه.

كما أن اللاعب الشاب جيرارد مارتن لم يثبت كفاءة تامة في الجهة اليسرى بسبب كثرة تمريراته الخاطئة، ما أضاف عبئا بدنيا ودفاعيا أكبر على رافينيا.

وبدا واضحا أيضا معاناة وسط برشلونة بدنيا، حال الاعتماد على دي يونغ وبيدري وأولمو دفعة واحدة، حيث تراجع مستوى الثلاثي بشكل ملحوظ في الشوط الثاني، ويحتاج أيضا لتحسين مستوى البدلاء خاصة فيرمين لوبيز، الذي عابته كثرة التمريرات الخاطئة بعد نزوله.

ويبقى أيضا رهان فليك على فيران توريس محفوفا بالمخاطر في ظل إصابة روبرت ليفاندوفسكي، بينما كان المهاجم الشاب باو فيكتور ضعيفا بدنيا وذهنيا رغم مشاركته لدقائق قليلة في الشوط الإضافي الثاني.

العقوبات المنتظرة على ثلاثي ريال مدريد

ينتظر ريال مدريد معرفة العقوبات الموقعة على الثلاثي أنطونيو رودريغر وجود بيلينغهام ولوكاس فاسكيز، عقب الطرد أمام برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا.

ووفقا لشبكة "ريليفو" الإسبانية، فإنه إذا صدرت عقوبة بالإيقاف 4 مباريات أو أكثر، سيتم إيقاف اللاعبين تلقائيا عن المباريات الـ 4 المقبلة لريال مدريد في المسابقات المحلية، وبالتالي سيغيبون عن كلاسيكو الدوري يوم 11 أيار المقبل.

وأشارت إلى أن حالة فاسكيز هي الأوضح والأقل إثارة للقلق بالنسبة لريال مدريد، حيث من المتوقع أن يعاقب بالإيقاف لمباراتين، سيتم تنفيذهما في الموسم المقبل ضمن بطولة كأس ملك إسبانيا، بشرط استمراره مع الفريق.

ويواجه روديغر احتمال التعرض لعقوبة أشد، بسبب قيامه برمي جسم صلب نحو الحكم، حتى وإن لم يصبه، وهي واقعة يمكن تصنيفها ضمن المادة 100 (التهديد أو الإكراه تجاه أحد أفراد الطاقم التحكيمي) أو المادة 101 (التصرف بعنف خفيف تجاه الحكام) من القانون التأديبي للاتحاد الإسباني.

ويعني ذلك تعرض روديغر لعقوبة الإيقاف من 4 إلى 12 مباراة.

وإذا صدر الحكم بذلك، سيتوجب على المدافع الألماني تنفيذ العقوبة في مباريات الدوري، وبالتالي سيغيب عن الكلاسيكو.

كما يمكن أن يتعرض الألماني لعقوبة إضافية بسبب سلوكه العدواني بعد الطرد، ما قد يزيد من مدة الإيقاف، نظرا لكونهما حالتين منفصلتين.

أما بالنسبة لجود بيلينغهام، فرغم أن الحكم أشار إلى أنه توجه نحوه بسلوك عدواني، إلا أنه لم يسجل أي حادثة محددة، مثل الاعتراض اللفظي الصريح أو رمي أي جسم، ما قد يدفع قاضي مسابقات الهواة إلى تطبيق المادة 124 الخاصة بإظهار قلة احترام أو ازدرا الحكام، والتي تتراوح عقوبتها بين مباراتين و3 مباريات.

وبما أن العقوبة غالبا ما تفرض وفقا الحد الأدنى، من المرجح أن يتعرض اللاعب لعقوبة الإيقاف لمباراتين فقط، سينفذها في النسخة المقبلة من بطولة كأس الملك.

تقرير الحكم

يذكر أن ريكاردو دي بورغوس بنغوتشيا، حكم نهائي كأس ملك إسبانيا، شرح الأسباب التي دفعته لطرد ثلاثي ريال مدريد.

وأوضح دي بورغوس في تقريره للمباراة، أن الألماني أنطونيو روديغر تعرض للطرد، لقيامه بـ "قذف شيء عليه من منطقة المدربين دون أن يصيبه".

وأشار إلى أنه بعد إشهار البطاقة الحمراء له "اضطر أعضاء من الجهاز الفني للإمساك به لأنه أظهر سلوكا عدوانيا".

وعن بيلينغهام، قال الحكم في تقريره "توجه إلي بسلوك عداوني عقب المباراة وأمسك به زملاؤه".

أما لوكاس فاسكيز الذي تم استبداله خلال المباراة، فأوضح دي بورغوس أنه طرد في الدقيقة 120 "لاحتجاجه على أحد القرارات ودخوله إلى أرض الملعب لعدة أمتار، كما قام بإشارات تعبر عن الرفض".

فليك يكيل المديح لثلاثي برشلونة

قال الألماني هانز فليك، مدرب برشلونة، إنه "فخور" بفريقه، بعدما تمكن من قلب تأخره أمام ريال مدريد إلى انتصار بنتيجة (3-2)، ليتوج بكأس ملك إسبانيا.

وأضاف فليك، في تصريحات صحفية عقب النهائي: "كان الأمر صعبا بعدما تقدم ريال مدريد 1-2، لكننا عدنا في المباراة.. سنحت لهم فرصتان جيدتان، لكننا سجلنا وتمكنا من الفوز".

وأردف: "اللاعبون قدموا أقصى ما لديهم لهذا الفريق وهذا النادي.. الأجواء مذهلة، كان يوما مليئا بالمشاعر. طلبت من الفريق أن يستمتع بالمباراة، ويقدم كل ما لديه في الملعب، لذا أنا فخور بشدة".

وواصل مدرب بايرن ميونيخ السابق: "برشلونة يسير في الاتجاه الصحيح"، مشددا على أن لاعبيه لديهم دائما "إجابة"، في إشارة إلى عدم الاستسلام.

واستطرد: "هذا الفريق لا يستسلم أبدا، والجميع فخورون، ليس أنا فقط، بل الجماهير والنادي، واللاعبون يستحقون ذلك".

"مذهل"

كما أشاد بالمدافع الفرنسي جول كوندي، الذي سجل هدف فوز البارسا في الوقت الإضافي، قائلا: "كان مذهلا.. تصدى لفرصتين أو ثلاث لريال مدريد في الوقت الإضافي، وأحرز هدف الفوز".

وأثنى أيضا على المدافع الإسباني، باو كوبارسي، بقوله: "يبلغ من العمر 18 عاما، وكان رائعا.. بدا أكثر خبرة بكثير".

وبخصوص أداء فيران توريس، الذي تم اختياره كأفضل لاعب في المباراة، صرح فليك: "هذا هو ملعبه، لقد سجل أيضا بعض الأهداف مع المنتخب الوطني".

وأضاف: "إنه جيد جدا في مركز رأس الحربة، لكنه أيضا يضغط في الدفاع.. لقد اتخذ خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأبدى رغبته في تكرار الاحتفالات مع الجماهير، في نهائي دوري أبطال أوروبا المقرر في ميونيخ، لكنه أشار إلى تبقي مباراتين في نصف النهائي، ضد إنتر ميلان.

وكشف فليك أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، هنأه عقب المباراة.

أنشيلوتي يفتح باب البقاء

فتح كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، الباب أمام استمراره مع ريال مدريد، رغم الخسارة من برشلونة، 3-2، في نهائي كأس ملك إسبانيا.

وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحفي عقب النهائي الذي أقيم في ملعب "لا كارتوخا" بمدينة إشبيلية "كانت مباراة جيدة، وتنافسنا بشكل جيد".

وأضاف "كان الشوط الأول صعبا علينا لأنهم حاولوا الاستحواذ على الكرة، وعندها ازدادت الأمور تعقيدا".

واستدرك "لكن في الشوط الثاني، تنافس الفريق بشكل جيد وقام بما كان عليه فعله".

وتابع "اقتربنا بشدة من الفوز، يجب مواصلة القتال، الفريق لعب بشكل جيد ولا يمكن إلقاء اللوم عليه، في الشوط الثاني كنا الأقرب للفوز من الخصم".

وبسؤاله عن مستقبله مع الفريق، أجاب أنشيلوتي "يمكنني الاستمرار ويمكنني التوقف، سيحسم هذا الأمر في الأسابيع المقبلة وليس اليوم".

وأوضح أنشيلوتي أنه لم يدفع بالفرنسي كيليان مبابي من بداية اللقاء لأنه عائد من إصابة.

وواصل "لم يكن بإمكانه تحمل اللعب 90 دقيقة، فضلت الدفع به في الشوط الثاني عندما تراجع الإيقاع قليلا، وكان جيدا وأدرك التعادل".

تفاصيل صغيرة

ومن ناحية أخرى، دافع أنشيلوتي عن إبراهيم دياز الذي ارتكب خطأ جاء منه هدف جول كوندي، الذي منح الفوز لبرشلونة في الشوطين الإضافيين.

وقال "إبراهيم أعتقد ان لوكا (مودريتش) سيسلمه الكرة من وراء ظهره، والتمريرة كانت منخفضة، إنها تفاصيل صغيرة لا تكلفك شيئا في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تكلفك الكثير".

وعن البطاقات الحمراء التي حصل عليها لاعبو الملكي لوكاس فاسكيز وأنطونيو روديغر وجود بيلينغهام، مع نهاية اللقاء، قال أنشيلوتي إنه "يجب رؤية ما حدث" وأدى لطردهم.

وفيما يخص احتمالية فرض عقوبات على اللاعبين الثلاثة، قال "يجب الانتظار، لدينا يومان للراحة ثم سنستعد للمباراتين المقبلتين في الليغا (سيلتا فيغو وبرشلونة)، لمواصلة المنافسة حتى النهاية".

وبسؤاله عن احتمالية تعرض روديغر لإصابة، أجاب "ليس مصابا ولكنه كان مرهقا ولم يكن في إمكانه أن يركض أكثر، قدم مباراة رائعة وتحمل بقدر الإمكان، أشكره على جهوده".

الأكثر قراءة

«تل ابيب» قدّمت استراتيجيتها في لبنان لواشنطن ماذا يحصل في معركة «بلدية بيروت»؟