يُعد التهاب العظم والنِّقْي من الأمراض الخطرة التي تصيب العظام نتيجة عدوى بكتيرية أو فطرية، تؤدي إلى التهابات حادة أو مزمنة في نسيج العظم ونخاعه. وقد تطورت طرق تشخيصه وعلاجه خلال العقود الأخيرة، إلا أن إهمال الحالة أو تأخر التدخل الطبي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطرة تهدد حياة المريض أو تؤدي إلى الإعاقة الدائمة.
تبدأ العدوى عادةً عندما تخترق الجراثيم، وأشهرها بكتيريا Staphylococcus aureus، مجرى الدم نتيجة جرح مفتوح، أو عدوى في الجلد، أو بعد عملية جراحية، وتصل إلى العظم مسببةً التهابًا فيه. وقد تنتقل العدوى مباشرة إلى العظم من خلال كسر مفتوح أو جراحة عظمية ملوثة، أو عن طريق الانتشار من الأنسجة المجاورة المصابة مثل اللثة أو المفاصل. في بعض الحالات، خاصة لدى المصابين بضعف في الجهاز المناعي، قد يكون مصدر العدوى داخليًا دون جرح ظاهر.
الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب العظم والنقي تشمل مرضى السكري، لا سيما أولئك الذين يعانون من تقرحات مزمنة في القدم (القدم السكري)، إذ تشكل هذه القرح بوابة مفتوحة للعدوى البكتيرية نحو العظام. كما أن مرضى السرطان، وممن خضعوا للعلاج الكيميائي أو زراعة الأعضاء، يكونون أكثر عرضة نتيجة انخفاض مناعتهم. كذلك الأطفال هم عرضة للإصابة بالتهاب العظم الحاد، خاصة في العظام الطويلة مثل الفخذ والساق، بسبب سرعة نمو عظامهم وترويتها الدموية الغنية التي تسهّل وصول البكتيريا إليها.
وتكمن خطورة التهاب العظم والنقي في تطوره التدريجي؛ ففي المراحل المبكرة قد تكون الأعراض غير واضحة أو مشابهة لأمراض أخرى، مثل الحمى الخفيفة، والتعب، وآلام في العظم المصاب. ومع تقدم الحالة، قد تظهر علامات أكثر وضوحًا مثل التورم، واحمرار الجلد، وسخونة المنطقة المصابة، وألم شديد عند اللمس أو الحركة. وإذا لم يُعالج في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى نخر في العظم، وتشكل خُرّاجات، أو حتى انتشار العدوى إلى الدم مسببةً تسممًا يهدد الحياة.
هذا ويتطلب التشخيص الدقيق للمرض فحوصات متعددة تشمل تحاليل الدم للكشف عن وجود الالتهاب، وصور أشعة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتحديد مدى انتشار العدوى داخل العظم. وفي بعض الحالات، تُجرى خزعة من العظم لتحديد نوع البكتيريا المسببة، مما يساعد في اختيار المضاد الحيوي المناسب.
يعتمد علاج التهاب العظم والنقي على شدة الحالة ومرحلتها. ففي الحالات الحادة، يُستخدم العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد لفترة قد تمتد الى أسابيع، وقد يكون من الضروري التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة العظمية الميتة وتنظيف موقع العدوى. أما في الحالات المزمنة أو المقاومة للعلاج، فقد يُلجأ إلى عمليات جراحية معقدة أو حتى إلى بتر الطرف المصاب في حالات نادرة جدا.
ختامًا، يؤكد الأطباء على أهمية الوقاية من خلال العناية بالجروح، خاصة لدى مرضى السكري، ومراقبة أي أعراض غير معتادة قد تشير إلى وجود التهاب في العظام. إن الكشف المبكر والتدخل السريع هما المفتاح الأساسي لتفادي مضاعفات خطرة قد تكون مدمرة على المدى الطويل.
الأكثر قراءة
-
من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟ تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم
-
حلف رباعي في بيروت والمناصفة طارت فهل تؤجل ؟ الحريري لجمهوره : إياكم القوات والتيار الوطني حزب الله والقوات اللبنانيّة بلائحة واحدة
-
سقوط المشرق العربي جرس إنذار للسعودية ودول الخليج
عاجل 24/7
-
23:15
القناة 13 عن مسؤول "إسرائيلي" رفيع: احتمال توسيع العملية العسكرية بغزة تراجع بعد ضغوط واشنطن للعودة للمفاوضات، والإفراج عن ألكسندر أحدث زخما ونحاول استنفاد الخيارات خلال الأيام المقبلة.
-
23:14
الخارجية السورية: نتطلع إلى رفع العقوبات بشكل كامل كجزء من خطوات تدعم السلام والازدهار في سوريا والمنطقة.
-
23:14
نائب وزير الخارجية الإيراني: نسير نحو حل القضية النووية ورفع العقوبات الظالمة التي تفرض ضغوطا على شعبنا.
-
23:13
الخارجية السورية: نرحب بتصريح الرئيس ترامب بشأن إمكانية رفع العقوبات كخطوة مشجعة نحو إنهاء معاناة شعبنا.
-
22:39
بطولة وصل في كرة السلة: فوز الرياضي على الحكمة (101-71).
-
21:52
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لفوكس نيوز: نواصل العمل مع "إسرائيل" لضمان استعادة جميع الرهائن.
