شهدت السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في عالم أدوية إنقاص الوزن، مع طرح مجموعة واسعة من العقاقير التي تهدف إلى تقليل الشهية، أو التحكم في امتصاص الدهون، أو تعزيز الشعور بالشبع. هذه الأدوية، التي أصبحت خيارا جذابا لمن يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، تعد بحل سريع وفعّال، لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات مهمة حول تأثيراتها على الصحة النفسية والعاطفية للمستخدمين.
لا يمكن إنكار أن خسارة الوزن، خاصة عند من يعانون من السمنة المزمنة، قد تؤدي إلى تحسن واضح في الصحة النفسية. فالوصول إلى وزن صحي يعزز الثقة بالنفس، ويقلل من الشعور بالخجل أو الإحراج الاجتماعي، ويساهم في تحسين صورة الذات. كما أن التحكم في الوزن غالبا ما يرتبط بتحسن في الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وهو ما ينعكس إيجابًا على المزاج وجودة الحياة.
علاوة على ذلك، يشعر الكثير من الأشخاص بنوع من الإنجاز الشخصي عند فقدان الوزن، مما يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، ويمنحهم دافعا أكبر للمضي قدما نحو نمط حياة صحي.
رغم هذه الفوائد، تشير العديد من الدراسات والتقارير الطبية إلى وجود آثار جانبية نفسية لبعض أدوية إنقاص الوزن، خاصة عند استخدامها دون إشراف طبي أو لفترات طويلة. فبعض العقاقير، خصوصا تلك التي تؤثر في كيمياء الدماغ، قد تسبب اضطرابات في المزاج مثل القلق، التوتر، أو حتى الاكتئاب.
من الأمثلة على ذلك مثبطات الشهية التي تؤثر في النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورأدرينالين، والتي قد تزيد من العصبية أو تؤدي إلى تغيرات مزاجية مفاجئة. كما أبلغ بعض المرضى عن صعوبات في النوم أو الشعور بالإرهاق الذهني، خاصة عند بداية العلاج أو عند التوقف المفاجئ عن تناول الدواء.
الأدوية الأحدث في هذا المجال، مثل "أوزيمبيك" و"ويغوفي"، تنتمي إلى فئة تسمى GLP-1، وهي في الأصل مخصصة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكنها أثبتت فعاليتها في تقليل الشهية وخفض الوزن. غير أن استخدامها لغايات إنقاص الوزن أثار جدلاً، إذ أبلغ بعض المستخدمين عن تأثيرات نفسية مثل انخفاض الرغبة في الطعام لدرجة تصل إلى فقدان الاستمتاع بالأكل، وهو ما يمكن أن يؤثر في العلاقات الاجتماعية والروتين اليومي.
كما ظهرت حالات تشير إلى شعور بالحزن أو اللامبالاة، ما دفع الأطباء إلى التحذير من استخدام هذه الأدوية دون تقييم شامل للصحة النفسية للمريض. ففقدان الشهية المفرط قد يتحول من ميزة إلى خطر، إذا أدى إلى اضطرابات في التغذية أو في التوازن النفسي والعاطفي.
من المهم التأكيد على أن أدوية إنقاص الوزن ليست حلاً سحريًا، وأن تأثيرها لا يقتصر على الجسد فقط، بل يمتد إلى العقل والنفس. ولهذا، ينبغي أن يكون استخدامها جزءًا من خطة علاجية شاملة تشمل تقييمًا نفسيًا، وتغذية متوازنة، ونشاطًا بدنيًا، إلى جانب الدعم النفسي المستمر.
يتم قراءة الآن
-
القصة الكاملة لملف فادي صقر... أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في سوريا
-
ليكن الشرق الأوسط هو جهنم
-
لبنان والمنطقة أمام ساعات وأيام مصيرية تهويل بحرب على إيران وأسئلة عن دور حزب الله؟ برّاك قريبا في بيروت «والعين» على مزراع شبعا!
-
عباس أوقع لبنان في "فخ" تسليم السلاح الفلسطيني وُضع في "الثلاجة" لمعالجته بهدوء وتوافق الطرفين
الأكثر قراءة
-
الحرب التدميرية على إيران هدفها تغيير وجه المنطقة الغارات «الاسرائيلية» طالت القيادات والمنشات الصاروخية والنووية والمطارات إيران تدك العمق «الاسرائيلي» ودمار غير مسبوق في تل أبيب
-
"إسرائيل" تضرب إيران... كيف سيتأثّر لبنان؟
-
القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني: سنقود الكيان الصهيوني إلى مصير مؤلم ومظلم
عاجل 24/7
-
01:31
إعلام "اسرائيلي": سقوط صاروخ إيراني بشكل مباشر في مدينة تل أبيب، وسماع دوي انفجارات قوية في العديد من التجمعات السكنية وسط إسرائيل وفي مواقع عدة في الشمال.
-
01:23
وكالة تسنيم للأنباء: موجة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية على "إسرائيل".
-
01:22
الجيش "الإسرائيلي": رصدنا إطلاق صواريخ من إيران ومنظومات الدفاع الجوي تعمل على اعتراضها، وعلى المواطنين دخول المناطق المحمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر.
-
01:16
اطلاق صفارات الانذار في تل أبيب وسماع دوي انفجار كبير في القدس.
-
00:33
يسرائيل هيوم: الجيش يعلن اعتراض مسيرة في أعقاب دوي صفارات الإنذار في إيلات.
-
00:32
يديعوت أحرونوت: ارتفاع عدد المصابين بسبب الصواريخ الإيرانية إلى 63.
