اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع التقدم في العمر، يواجه الرجال تحديات صحية متعددة، من أبرزها سلس البول والضعف الجنسي، وهما حالتان شائعتان بين الرجال فوق سن الخمسين. وعلى الرغم من أن كلًّا منهما يُعتبر مشكلة منفصلة من الناحية الطبية، إلا أن هناك علاقة وثيقة بينهما، قد تكون عضوية، نفسية أو حتى ناتجة من العوامل المشتركة التي تؤثر في صحة الرجل بشكل عام.

سلس البول هو فقدان غير إرادي للسيطرة على المثانة، ويظهر بأشكال مختلفة مثل تسرب البول عند الضحك أو العطس، أو الحاجة المفاجئة للتبول وعدم القدرة على تأجيلها. ويُصاب به عدد متزايد من الرجال بعد سن الخمسين نتيجة تغيرات فسيولوجية طبيعية، أو نتيجة أمراض مزمنة مثل تضخم البروستاتا الحميد، أو بعد الخضوع لجراحات مثل استئصال البروستاتا.

أما الضعف الجنسي، أو ما يعرف بضعف الانتصاب، فهو عدم القدرة على تحقيق أو الحفاظ على الانتصاب الكافي لإتمام العلاقة الجنسية. وترتفع نسب الإصابة به أيضًا مع التقدم في العمر، ويُعزى إلى عوامل متعددة منها ضعف تدفق الدم، اضطرابات الأعصاب، التغيرات الهرمونية، أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية. كما أن العوامل النفسية مثل التوتر والاكتئاب تؤدي دورًا رئيسيًا في هذه الحالة.

وتشير دراسات حديثة إلى أن هناك علاقة بيولوجية ونفسية بين سلس البول والضعف الجنسي. أولًا، تشترك الحالتان في العديد من الأسباب الجذرية، مثل تلف الأعصاب، وتضخم البروستاتا، واختلال التوازن الهرموني. فعلى سبيل المثال، تؤثر العمليات الجراحية الخاصة بالبروستاتا، مثل الاستئصال الجذري، في كل من وظيفة المثانة والانتصاب، ما يؤدي إلى ظهور الحالتين في الوقت ذاته.

ثانيًا، يمكن أن يؤدي سلس البول إلى اضطرابات نفسية تؤثر بشكل غير مباشر في الأداء الجنسي. فالشعور بالإحراج أو القلق من تسرب البول أثناء العلاقة الحميمة قد يدفع الرجل إلى تجنب النشاط الجنسي، مما يعزز الشعور بالعجز الجنسي ويفاقم المشكلة النفسية.

من المهم الإشارة إلى أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج سلس البول، مثل مضادات الكولين أو أدوية تقوية عضلات المثانة، قد يكون لها تأثير جانبي في الانتصاب أو الرغبة الجنسية. بالمثل، فإن بعض علاجات الضعف الجنسي، مثل مثبطات PDE5 (مثل الفياغرا)، قد تؤثر في المثانة أو تتفاعل مع أدوية سلس البول، مما يتطلب إشرافًا طبيًا دقيقًا عند وصف هذه العلاجات.

إنّ التعامل مع هاتين الحالتين يتطلب نهجًا متكاملًا يشمل الجوانب الطبية والنفسية. يُنصح بزيارة طبيب المسالك البولية أو اختصاصي الصحة الجنسية لتحديد السبب الرئيسي ووضع خطة علاج مناسبة. قد تشمل الخيارات تغييرات في نمط الحياة، مثل تقليل تناول الكافيين والكحول، وتمارين تقوية عضلات الحوض (تمارين كيجل)، بالإضافة إلى علاجات دوائية أو جراحية متخصصة.

 

الأكثر قراءة

ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد