اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

يُعد السيلينيوم من العناصر النزرة التي يحتاج اليها الجسم بكميات صغيرة، لكنه يؤدي دورًا حيويًا لا يمكن تجاهله في دعم العديد من الوظائف الحيوية. ورغم أن هذا المعدن لا يُحدث ضجة إعلامية كالكالسيوم أو الحديد، إلا أن تأثيره يمتد إلى عمق الخلايا، مؤثرًا بشكل مباشر في المناعة، وصحة القلب، وحتى الوقاية من بعض أنواع السرطان.

واحدة من أبرز وظائف السيلينيوم هي عمله كمضاد أكسدة قوي. فهو يدخل في تكوين مجموعة من الإنزيمات تُعرف بـ "الغلوتاثيون بيروكسيداز"، والتي تعمل على مكافحة الجذور الحرة داخل الجسم. هذه الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تسبب تلفًا في الخلايا، وقد تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب. من خلال دوره المضاد للأكسدة، يساهم السيلينيوم في حماية الحمض النووي (DNA) والبروتينات داخل الخلية من الأضرار، مما يساعد على الحفاظ على صحة الخلايا وسلامتها.

إلى جانب دوره في الحماية الخلوية، يُعد السيلينيوم عنصرًا أساسيًا في دعم الجهاز المناعي. تشير الدراسات إلى أن نقص السيلينيوم يمكن أن يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية، مما يزيد من احتمالية التعرض للعدوى. كما يؤدي دورًا مهمًا في تنظيم نشاط الغدة الدرقية، حيث يدخل في تحويل هرمون "الثيروكسين" (T4) إلى شكله النشط "ثلاثي يودوثيرونين" (T3)، وهو أمر ضروري لعمليات الأيض وتوازن الطاقة في الجسم.

رغم أن نقص السيلينيوم نادر في العديد من الدول التي يتوافر فيها غذاء متوازن، إلا أن هذا النقص يمكن أن يحدث في حالات معينة، مثل اتباع نظام غذائي نباتي صارم، أو العيش في مناطق تعاني من فقر التربة بعنصر السيلينيوم، أو الإصابة ببعض الأمراض الهضمية التي تؤثر في امتصاص المعادن.

عند حدوث نقص في السيلينيوم، قد يعاني الشخص من ضعف في جهاز المناعة، وتدهور في وظائف الغدة الدرقية، واضطرابات في المزاج والتركيز. وفي حالات أكثر حدة، قد يؤدي النقص إلى مشاكل في عضلة القلب، كما هو الحال في مرض "كاشان" الذي تم توثيقه في بعض المناطق الصينية الفقيرة بالسيلينيوم. كذلك، يُعتقد أن نقصه قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعقم لدى الرجال بسبب تأثيره في جودة الحيوانات المنوية.

لحسن الحظ، يمكن الحصول على السيلينيوم بسهولة من خلال نظام غذائي متوازن. تُعد المكسرات البرازيلية من أغنى المصادر الغذائية به، حيث تحتوي حبة واحدة منها على ما يفوق الحصة اليومية الموصى بها. كما يوجد السيلينيوم في الأسماك، اللحوم، البيض، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان. وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب مكملات غذائية تحتوي على السيلينيوم، خصوصًا في حالات سوء الامتصاص أو الأنظمة الغذائية المقيدة.

السيلينيوم، رغم أنه يُستهلك بكميات صغيرة، له تأثير كبير في الصحة العامة. من تعزيز المناعة إلى دعم الغدة الدرقية وحماية الخلايا من الأكسدة، يعد هذا العنصر من الدعائم الأساسية للصحة. ولهذا، فإن الحفاظ على مستوياته في الجسم من خلال التغذية المتوازنة يُعد خطوة ذكية نحو الوقاية من العديد من المشكلات الصحية.

الأكثر قراءة

تصعيد «اسرائيلي» يسبق الانتخابات البلدية جنوباً «تسونامي» مرتقب للثنائي «وام المعارك» مسيحيا في جزين قناة مفتوحة بين بعبدا وحزب الله... واسئلة حول السلاح الفلسطيني