داء الصَّفَر هو أحد الأمراض الطفيلية الشائعة الناتجة من إصابة الإنسان بدودة الأسكاريس، وهي من أكبر الديدان المستديرة التي تصيب الأمعاء البشرية. يُعد هذا المرض من المشكلات الصحية المنتشرة بشكل خاص في المناطق التي تفتقر إلى شروط النظافة والصرف الصحي الجيد، ويصيب غالبًا الأطفال أكثر من البالغين نتيجة تعرضهم الدائم للتربة الملوثة أو تناولهم أطعمة غير مغسولة جيدًا.
تبدأ دورة العدوى بدخول بيوض دودة الأسكاريس إلى الجسم عن طريق الفم، غالبًا من خلال تناول خضراوات أو فواكه ملوثة أو عبر الأيدي غير النظيفة. بعد ابتلاع البيوض، تفقس في الأمعاء الدقيقة وتطلق يرقات صغيرة تخترق جدار الأمعاء وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين، حيث تستقر لفترة قصيرة وتسبب أعراضًا تنفسية مثل السعال الجاف وضيق التنفس. وبعد ذلك، تنتقل اليرقات من الرئتين إلى الحلق وتُبتلع مجددًا، لتستقر في الأمعاء وتنمو هناك إلى ديدان بالغة قد يصل طول الواحدة منها إلى 30 سنتيمترًا.
أعراض داء الصفر تختلف بحسب عدد الديدان في الجسم ومرحلة الإصابة. في المراحل الأولى، قد لا تظهر أية أعراض واضحة، خاصةً إن كان عدد الديدان قليلًا. لكن مع تفاقم الحالة، قد يعاني المصاب من آلام في البطن، غثيان، فقدان شهية، فقدان وزن، واضطرابات في الهضم. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تتجمع الديدان وتشكل كتلة تسد الأمعاء، مسببة انسدادًا معويًا قد يتطلب تدخلاً جراحيًا. كما قد تؤدي هذه الديدان إلى التهابات في الزائدة الدودية أو انسداد القنوات الصفراوية والكبدية، وهو ما يُعتبر من أخطر مضاعفات المرض.
أما من الناحية المناعية، فإن داء الصفر يُضعف الجهاز المناعي للمصابين، ويؤثر في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية المهمة، مما قد يؤدي إلى فقر الدم وسوء التغذية، خاصة عند الأطفال. وفي البيئات الفقيرة، قد يسهم هذا المرض في تفاقم معدلات التأخر في النمو البدني والعقلي لدى الصغار، مما يجعل مكافحته جزءًا أساسيًا من الخطط الصحية الوقائية في المجتمعات.
الوقاية من داء الصفر تبدأ بتحسين شروط النظافة الشخصية والعامة، مثل غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض، وغسل الخضراوات والفواكه جيدًا، وتوفير مياه شرب نظيفة ومعالجة مياه الصرف الصحي بشكل فعال. كما تُعد حملات التوعية الصحية، خصوصًا في المناطق الريفية، عنصرًا حاسمًا في تقليل انتشار العدوى.
هذا ويتم تشخيص داء الصفر غالبًا من خلال تحليل براز المريض للكشف عن بيوض الديدان، وقد تُستخدم صور الأشعة أو فحوصات أخرى عند الاشتباه في مضاعفات في الجهاز الهضمي. أما العلاج، فيشمل إعطاء أدوية مضادة للطفيليات مثل "ألبيندازول" أو "ميبيندازول"، وهي فعالة جدًا في القضاء على الديدان البالغة. وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى تكرار الجرعة أو الخضوع لجراحة في حال وجود انسداد شديد.
في الختام، داء الصفر هو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بفعالية إذا توافرت الظروف الصحية المناسبة. إلا أنه يظل تهديدًا حقيقيًا في كثير من المناطق حول العالم، خاصة في الدول النامية، حيث يلعب الفقر وسوء البنية التحتية الصحية دورًا كبيرًا في استمرارية انتشاره. الاستثمار في التثقيف الصحي، وتطوير البنية التحتية، وتنظيم حملات دورية للعلاج الوقائي هي خطوات ضرورية للحد من هذا المرض وتحسين صحة المجتمعات.
يتم قراءة الآن
-
معركة زحلة حسمت الجمعة... تعليمة جوية وصلت الضاهر: STOP
-
اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار» بيروت تستعد لصيف بلا عتمة... وصندوق النقد غير راضٍ
-
الأفضل لسورية... التطبيع أم التقطيع؟
-
نتنياهو يهدّد وأورتاغوس تساوم... لبنان يردّ بالتفاهمات والترقب انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني «بلديات المتن»: نيكول الجميّل تتحدى ميرنا المرّ في معركة الاتحاد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
07:19
وول ستريت جورنال عن مصادر: ترمب أبلغ قادة أوروبيين بأن بوتين ليس مستعدا لإنهاء الحرب لأنه يعتقد أنه منتصر
-
07:14
رويترز: العملة المشفرة "بتكوين" تحقق سعرا قياسيا جديدا يتجاوز 110 ألف دولار
-
23:44
فوز الرياضي على الأنطونية بنتيجة 99-72 ضمن المرحلة السابعة عشرة المؤجلة من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:46
وزير الخارجية يتوعد: سوف يتم استدعاء كل سفير يتعدى حدوده!
-
22:38
التحكم المروري: إنقلاب سيارة على أوتوستراد غزير - المسلك الشرقي والأضرار مادية، وحركة المرور ناشطة في المحلة
-
21:28
لابيد: معنى كلام نتنياهو اليوم هو احتلال غزة لسنوات طويلة وأن نستيقظ كل يوم على مقتل جنود
