اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد السيلينيوم أحد العناصر المعدنية النزرة الأساسية التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة، إلا أن دوره في دعم الصحة العامة، لا سيما لدى الرجال، يفوق ما قد يتصوره كثيرون. في السنوات الأخيرة، تصاعد الاهتمام العلمي بالسيلينيوم بسبب ارتباطه بعدد من الوظائف الحيوية، وعلى رأسها قدرته المحتملة على الوقاية من سرطان البروستاتا، الذي يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال في العالم.

السيلينيوم يعمل كمضاد أكسدة قوي، حيث يساهم في محاربة الجذور الحرة التي تهاجم خلايا الجسم وتساهم في تلف الحمض النووي، وهو ما يُعد أحد أبرز أسباب تطور السرطان. تشير الدراسات إلى أن المستويات الكافية من السيلينيوم قد تساعد في تثبيط نمو الخلايا السرطانية، خاصة في أنسجة البروستاتا، ما يدعم دوره الوقائي المحتمل ضد سرطان البروستاتا.

إضافةً إلى ذلك، يُسهم السيلينيوم في تعزيز الجهاز المناعي وتنظيم عمليات الأيض، كما يلعب دورًا في عمل إنزيمات "الجلواتيون بيروكسيداز" المسؤولة عن إزالة السموم من الجسم. ومن خلال هذه الوظائف، يشارك السيلينيوم في حماية الأنسجة، بما في ذلك أنسجة البروستاتا، من الالتهاب المزمن والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان أساسيان في التسبب بتغيرات خلوية قد تؤدي إلى السرطان.

رغم هذه الفوائد، إلا أن نقص السيلينيوم لا يزال مشكلة صحية غير مُسلّط عليها الضوء بشكل كافٍ، خاصة في العالم العربي. ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات السيلينيوم إلى ضعف جهاز المناعة، وزيادة خطر التعرض للعدوى، وتدهور في الصحة الإنجابية لدى الرجال، فضلًا عن زيادة احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، ومنها سرطان البروستاتا.

تظهر أعراض نقص السيلينيوم بشكل تدريجي، وقد تشمل الشعور بالتعب المزمن، ضعف التركيز، تساقط الشعر، وتكرار الإصابة بالعدوى. ومع مرور الوقت، قد يؤدي النقص المزمن إلى خلل في وظيفة الغدة الدرقية، والتي تؤثر بدورها على التوازن الهرموني في الجسم، بما في ذلك الهرمونات الجنسية الذكورية.

يُوجد السيلينيوم في عدد من الأطعمة، وأهمها المكسرات البرازيلية، والأسماك، والمأكولات البحرية، والحبوب الكاملة، والبيض. إلا أن امتصاص الجسم له يعتمد على عوامل عديدة، من بينها صحة الجهاز الهضمي ووجود عناصر غذائية أخرى مثل الزنك وفيتامين E، التي تساهم في تفعيله داخل الجسم.

ومن المهم التنبيه إلى أن تناول السيلينيوم كمكمل غذائي يجب أن يتم تحت إشراف طبي، لأن الإفراط في استهلاكه قد يؤدي إلى آثار جانبية سامة مثل تساقط الشعر، واضطرابات المعدة، ومشاكل في الجهاز العصبي.

في الختام، يمكن القول إن السيلينيوم يلعب دورًا حيويًا في الوقاية من سرطان البروستاتا من خلال خصائصه المضادة للأكسدة والمقوية للمناعة. ومع أن نقصه قد لا يظهر فورًا، إلا أن تداعياته قد تكون خطيرة على المدى البعيد. لذا، فإن التوعية بأهميته وضمان الحصول عليه من مصادر غذائية طبيعية يُعدان من الخطوات الضرورية للحفاظ على صحة الرجال، خاصة بعد سن الأربعين.

الأكثر قراءة

مقاتلو الإيغور على حدود لبنان:ما وراء الحشود السورية الغامضة؟