اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم يتوجه البروفسور ناجي الصغير في كتابه الأخير عن "أمراض الثدي من الألف إلى الياء"، إلى مرضى السرطان فقط، بل إلى جمهور واسع ضمّ المرضى النساء والرجال والأطباء، فهو عرض بأسلوب علمي وبالغ الوضوح، كل ما يمكن أن يخطر على البال من أسئلة عامة حول سرطان الثدي وسبل الوقاية أولاً والجواب الأكيد على كل استفهام ملحّ ومصيري لدى المريضة أو لدى أفراد عائلتها ثانياً، وصولاً إلى أحدث المعلومات الطبية حول المرض والعلاجات المبتكرة والبروتوكولات المعمول بها في العالم ثالثاً، وحتى الدور الجديد للذكاء الاصطناعي، ووضعها كلها في متناول الأطباء رابعاً.

ويقدم البروفسور الصغير في كتابه مقاربةً مختلفةً للسرطان، إذ ورد في مقدمة وبين سطور كل فصول الكتاب تعريف جديد حول مرض السرطان كمرض غالباً ما يمكن الشفاء منه بالعلاج الأولي والوقائي لمنع معاودته أو يتمّ تحويله إلى مرض مزمن وتكون معالجته بالأدوية لفترات طويلة من الزمن.

كتب الصغير، الاختصاصي في أورام الدم والأورام، عن تفاصيل المرض الذي ما زال البعض يخشى تسميته، ولم ينس زرع الأمل عند كل مريض سرطان، فأسهب في كتابه بعرض المراحل الثلاث التي تمر بها المريضة من التشخيص المبكر أو المتأخر إلى العلاج فمرحلة الشفاء الذي بات واقعاً ممكناً، كما أنه ركز على سبل الوقاية، التي تؤدي دوراً كبيراً في مواجهة أي إصابة.

عند قراءة كتاب البروفسور الصغير الجديد، يمكن للقارىء أن يدرك أنه من الممكن التغلب على سرطان الثدي بالعلاج والجراحة والدواء، وأن الأمل موجود كما النور في نهاية النفق، وأن الصبر والتحمل ضروريان، كما الاحتفاظ بمعنويات عالية طوال مراحل العلاج.

فالدعم النفسي إلى جانب تقنيات الطب الحديث التي يتابعها البروفسور الصغير، ويعرضها بالتفصيل في كتابه، مروراً بالمتابعة من خلال الإجابة عن أي استفسار أو شكوك مفهومة أو مخاوف بديهية ومفهومة ومنطقية لدى كل مريض ومريضة، تتناول المرض الذي سرعان ما يتحول إلى مرض مزمن، خصوصاً في ظل انتشاره في لبنان ولأسباب عديدة يعرضها الصغير، من دون أن يُغفل عرض كيفية الوقاية من خلال اعتماد نمط حياة صحي والإمتناع عن التدخين بالدرجة الأولى وممارسة الرياضة بالدرجة الثانية.   

الأكثر قراءة

لبنان على حافة خيارات كبرى إستحقاقات ما بعد القرار تفرض إيقاعها المواقف تتباين والإتصالات لا تهدأ