اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك السابق للاتين فؤاد طوال قداس الأحد في كنيسة مار جرجس – إهدن، وألقى عظة قال فيها: "ان الخوف كان وما زال خبزنا اليومي، الخوف كان وما زال علامة زماننا وعصرنا. اليوم الخوف مسيطر على عقولنا وعلى قراراتنا اليومية. الحكومة تخاف من المواطنين، والمواطنون يخافون من الحكومة ومن المحاكمة وإلى آخره. الأخبار اليومية تزيد من وطأة الخوف عند المواطنين، الحروب الدائرة في أوروبا وغزة، وجو الحرب والخوف والضغط في لبنان هنا في فلسطين والأردن يزيد المواطن المسيحي خوفا من حاضر صعب ومستقبل مجهول".

أضاف: "الإنسان خائف من أزمات المناخ الذي فلت من أيدينا وما ينتج عنها من كوارث طبيعية كالحرائق العديدة أو ذوبان الجليد أو اختلاف الطقس أو الحرارة كما وضعنا هذه الأيام. الإنسان خائف من نوبات وأمراض جديدة معدية، ومن النتائج المتأخرة لمرض الكورونا، خائف من الحاضر الصعب، خائف من المستقبل المجهول، خائف على مصيره وعلى مصير أبنائه. خائف من غلاء الأسعار والمعيشة. نعم، من منا لا يخاف؟ نكبر في الخوف، نسير ونفرح وفي داخلنا جرس خوف يقرع".

وتابع: "في ظل هذه المخاوف على أنواعها نفتش عن سند، عن دعم، عن قوة تحمينا، عن ملجأ حماية نختبىء فيه. فهل هذا الملجأ موجود وفي متناول اليد؟ نعم، هناك ملجأ حصين للمجموع ككل، ولكل عائلة، ولكل فرد، ولكل أم وأب، عندنا ملجأ حصين يمكننا الاحتماء به ألا وهو حضور الله في حياتنا. الله هو القائل: لا تخاف أيها القطيع الصغير. وحضور من يضعهم أمامنا في طريقنا من كهنة وقديسين ومن الناس الطيبين. وهنا في لبنان عندنا أفضل ملجأ: سيدة حريصا، سيدة لبنان، سيدة زغرتا. يكفينا أن ننشد "يا أم الله يا حنونة" كي نشعر بالحماية والقوة لنتابع الطريق، لنتابع المسيرة مهما كانت الظروف صعبة".

وتابع: "لقد قلت أكثر من مرة إن كنيستنا، كنيسة الشرق الأوسط، كنيسة لبنان، كنيسة القدس، كنيسة الأردن، هي كنيسة الجلجلة، هي كنيسة الآلام. والقيامة والقبر الفارغ لا يبعدان عن الجلجلة، وأملنا قريب وأملنا قوي أنه عن قريب ستأتي القيامة ويرجع السلام وترجع الطمأنينة ويرجع حب الأخوة ونعيش بالسلام كما طلب منا السيد المسيح: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والمثقلين وأنا أريحكم". كلنا متعبون وكلنا مثقلون بالهموم. لا تخف أيها القطيع الصغير، تتكرر كلمة "لا تخف" في الكتاب المقدس حوالى 360 مرة، أي تقريبا كل يوم لدينا وصية لا تخف. وهذا يعني أن الله يقف إلى جانب حياتنا، يقف إلى جانبنا كلما ثقل الصليب علينا، وإن كان الله يحبنا من جهة، وإن كنا نحن متحدين معه وتحت ستر حماية العذراء سيدة لبنان، فإذا كان الله معنا ونحن معه، فلا خوف علينا".

الأكثر قراءة

لبنان على حافة خيارات كبرى إستحقاقات ما بعد القرار تفرض إيقاعها المواقف تتباين والإتصالات لا تهدأ