اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي تستعد فيه الساحة الداخلية للحدث المتمثّل بزيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت في الاسبوع المقبل، بعدما كان أرجأ زيارته التي كانت مقرَّرة في الأسبوع الماضي، يزدحم المشهد الداخلي بالخلافات والإنقسامات حول العديد من العناوين والملفات، والتي ستُلقي بظلالها على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، خصوصاً وأن ما من مؤشرات حتى الساعة حول ما يمكن أن يحمله الوسيط الأميركي إلى المفاوضين اللبنانيين من أجوبة على ما كان قد سمعه منهم من طروحات في زيارته الأخيرة.

وتقول مصادر سياسية مواكبة لملف الترسيم، بأن ما من معلومات قد وصلت إلى بيروت عن الهدف من عودة هوكشتاين، باستثناء ما يؤكد أنه سيواصل وساطته وسيقوم بمحاولة جديدة من أجل إيجاد نقاط ومعطيات تسمح بإطلاق جولة تفاوض في المرحلة المقبلة قد تسهّل عملية الترسيم.

ومن هذا المنطلق، تؤكد المصادر أن المهل والمواعيد المضروبة للحسم، قد لا تنسجم مع هذه المعطيات التي سيطرحها الوسيط الأميركي مجدداً على طاولة النقاش، ذلك أن دخول الإدارة الأميركية بشكلٍ مباشر ومن خلال الرئيس جو بايدن، على خطّ عملية الترسيم البحري، قد أعطى لهذا الملف أبعاداً متقدمة من حيث الأهمية والأولوية عن المرحلة السابقة، وهو ما ترى فيه هذه المصادر، تحوّلاً يسمح بتوقع استدارةً وتطوراً على صعيد الترسيم، ولكن ذلك لا يعني أن الحسم قد أصبح وشيكاً وخلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وبالتالي، فإن الموقف المستجدّ من واشنطن، يترافق مع حاجةٍ فرنسية خصوصاً وأوروبية عموماً، لإنجاز الإتفاق حول الغاز في المنطقة من أجل تفادي أي نقصٍ في الاشهر المقبلة لهذه المادة في الدول الأوروبية، وهو ما تريده الإدارة الأميركية، كما تشير المصادر السياسية المواكبة نفسها، علماً أن الوصول إلى هذا الهدف، مرتبط بالإتفاق غير المنجز بعد بين لبنان والعدو الاسرائيلي حول الحدود البحرية، وبالتالي بالجواب "الإسرئيلي" على الطرح الذي تسلّمه هوكشتاين في زيارته الأخيرة لبيروت، والذي يقضي باعتماد الخطّ 23 بكامله للترسيم، وامتلاك لبنان وحده حقل "قانا" ".

أمّا من الناحية العملية، فإن هذه المصادر، ترى أنه من المبكر الدخول في أية خلاصات عملية للوساطة الأميركية وجولة المحادثات الأخيرة التي قام بها الوسيط الأميركي، وتعتبر بالتالي، إن المؤشرات الميدانية هي التي تحكم المشهد الفعلي في عملية الترسيم والمفاوضات المستمرة، وكل هذه المؤشرات تدلّ على أن الحاجة الأوروبية ليست العامل الوحيد المؤثّر، نظراً لدخول العناصر المتّصلة بالإستحقاقات الإنتخابية في "إسرائيل" بالدرجة الأولى، في مفاوضات الترسيم، خصوصاً لجهة التجاذب السياسي الداخلي في "إسرائيل"، والذي بات فيه هذا الملف عنواناً للمزايدات، ما قد يرفع من مستوى التشنج الحاصل حالياً، في موازاة أيّ تقدم قد يحصل على جبهة المفاوضات، بفعل الضغط الديبلوماسي الأميركي والفرنسي الذي سُجّل في الأسابيع الماضية.

الأكثر قراءة

"سندفن غالانت في لبنان"