اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بحثًا عن الأسباب التي تجعل الايرانيين الهاجس الاستراتيجي والهاجس الايديولوجي للاسرائيليين. في التعليقات "ان ايران الصديقة لأميركا أكثر خطرا علينا من ايران المعادية لها". في اعتقادهم أن ما حققه الايرانيون خلال عقود الحصار، ان على الصعيد النووي، أو على الصعيد الباليستي، أكثر من أن يكون مذهلاً، حتى أن وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث وصف الضربة الجوية على ايران بكونها الأكثر صعوبة في التاريخ.

في هذه الحال، علينا ألا نستبعد ضغط اللوبي اليهودي على الرئيس الأميركي للبحث في مصير العلماء الايرانيين، في البرنامج النووي، أو في البرنامج الباليستي، والا فان ايران قد تتحول، خلال عقدين أو أقل، الى نسخة تكنولوجية عن كوريا الجنوبية، وربما عن اليابان، في منطقة تضج بالحساسيات القبلية، والحساسيات الأمبراطورية.

اذا كان باستطاعتنا اسداء النصح الى القيادة الايرانية، فهو اعادة هيكلة أجهزة استخباراتهم، على نحو نوعي وفاعل، بحيث تصبح مهمتها حماية الدولة لا حماية النظام، وان كان الدستور قد ربط، بديناميكية ايديولوجية محكمة، بين مفهوم الدولة ومفهوم النظام. في نظرنا أن الخطر على العلماء الايرانيين سيكون أكبر بكثير في المرحلة المقبلة.

هذا الكلام بعدما قال لنا وزير عراقي سابق، "بعد سنوات من قيام الطائرات الاسرائيلية بتدمير المجمع النووي العراقي، في 7 حزيران 1981، لم نعد نجد أي اثر للعلماء العراقيين كما لو أنهم "ذابوا وسط تلك الضوضاء".

لا بد أن يتنبه الايرانيون اذا ما كانت هناك خلفية ما لذلك الضجيج الذي يملأ الشاشات، وحيث التشكيك في تأكيدات دونالد ترامب حول اعادة البرنامج النووي الايراني سنوات طويلة الى الوراء، خصوصاً مع التركيز على الصور التي تظهر قيام شاحنات، وقبل يوم أو يومين من الضربة، بنقل مواد غامضة من مفاعل فوردو الى مكان آخر، مع القول أن الشاحنات ربما كانت تنقل اليورانيوم المخصب وكذلك أجهزة الطرد المركزي.

في هذه الحال، لا بد أن تبقى العين الحمراء مركزة نحو اسرائيل التي صدمت من عدم ذهاب ترامب معها "الى آخر الطريق"، أي تقويض النظام الحالي في ايران، والعودة بها الى النظام الشاهنشاهي.

مجريات أيام الحرب أظهرت مدى الخداع في المواقف الأميركية بصورة خاصة، وهذا ما يجعل أي محاولة لقراءة اليوم التالي لا بد أن تكون قراءة ضبابية أو ملتبسة. شكوك عند كل منعطف. ترامب تحدث عن لقاء مع الايرانيين الأسبوع المقبل، و"قد نوقع الاتفاق" اذا ما كان الاتفاق ينطلق من النقطة صفر ما دام الأميركيون يؤكدون على نهاية الاتفاق النووي، فهل يفاجئ الايرانيين بطرح مسألة البرنامج الباليستي، أم أن ما يعنيه الاحتواء المتعدد الأبعاد لايران التي يؤكد أكثر من مؤشر على رغبتها في التوصل الى صفقة مع مع الولايات المتحدة، ولكن ليس الى الحد الذي تتحدث عنه وسائل اعلام أميركية وأوروبية حول دخول الجمهورية الاسلامية، أخيرا، في العصر الأميركي.

تغيير في الشرق الأوسط ؟ في اعتقادنا ليس كما يتخيل يبنيامين نتنياهو، او السفير الأميركي في اسرائيل مايكل هاكابي، برأس "الحاخام الديبلوماسي". هنا لا حروب. بحث طويل في مستقبل القضية الفلسطينية، على أن تستضيف ايران الشركات الأميركية الكبرى للاستثمار في القطاعات كافة، والمتعطشة للتحديث، وكذلك للانتاج. منذ الآن بدأ الحديث عن احياء صفقة البوينغ التي هي بمثابة "المفتاح الذهبي" لعلاقات متقدمة بين ايران والولايات المتحدة.

قوة اقتصادية كبرى تعني قوة سياسية كبرى. في هذه الحال أين العلاقات الاستراتيجية مع كل من روسيا والصين؟ أميركا في كل بيت، بل في كل كائن بشري. انه اسلوب الحياة الذي لايضاهى وانها فلسفة الحياة التي لا تضاهى، ليبقى الدور الروسي أقرب ما يكون الى دور راقصات البولشوي، فيما التنين يبقى كبائع متجول في اسواق العالم.

بالرغم من المواقف الصاخبة، وان كان الثابت أن ايران أرست بصواريخها معادلة جديدة على الأرض، لا شك أن الحرب الأخيرة أيقظت رؤوس القادة فيها على حقائق كثيرة. هناك من يعتقد أن عقد صفقة مع ادارة دونالد ترامب يمكن أن تتيح لبلادهم دوراً، أو شيئاً من الدور الجيوسياسي في المنطقة، لا عبر اللغة الاديولوجية وانما عبر الانفتاح الديبلوماسي والسياسي.

لا عودة الى "الحلم النووي" الذي منع على تركيا، وهي العضو في الأطلسي، وعلى السعودية في علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة، ودون أن تكون الحاجة ماسة اليه في دولة "تنام" فوق احتياطي هائل من النفط والغاز. ولكن لا أحد يستطيع الاحاطة بلعبة الأقدار...

الكل يعلم بالضربات الكارثية التي لحقت بمحور الممانعة. قوى كثيرة ما زالت تراهن على حصار "حزب الله" الذي كانت مأساته في تحول سورية من ظهير استراتيجي الى عدو استراتيجي، وايديولوجي، وعلى لسان حكامها الجدد، في حين أن لا مصلحة لشيعة العراق في اي انفجار داخلي سواء كان مبرمجًا من الخارج أم كان نتيجة تفاعلات سياسية أو طائفية أو اثنية.

دخول ايران في العصر الأميركي ؟ العالم كله في ... العصر الأميركي !!

الأكثر قراءة

إيران في العصر الأميركي