اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

القيادة الايرانية في مواجهة المأزق. هنا، نحاول أن نستشف مسار الاحتمالات، من خلال أبحاث وتعليقات، بعضها يستشعر مدى البعد الخارجي في انفجار الأزمة، كون ايران ضد استراتيجية الهيمنة التي تنتهجها الولايات المتحدة، ان في الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى من العالم. بالأحرى في... كل العالم!

البعض لاحظ التباطوء الشديد في تفاعل القيادة مع مفاهيم الأجيال الجديدة في زمن تداخل الحضارات، وحتى صدام الحضارات، لجهة رفض القبول بالبقاء داخل قوالب ايديولوجية جامدة، والى حد التدخل بالعصا لفرض أزياء معينة على المجتمع الايراني.

حتماً ثمة خطة أميركية، تشارك فيها بفاعلية المؤسسة اليهودية، لتشكيل حالة من الاستقطاب الدولي، وزعزعة أو تقويض النظام، على غرار ما يحدث لروسيا، وان كان الفارق شاسعاً بين الامكانات الروسية والامكانات الايرانية.

وكنا قد استعدنا ما قاله الفيلسوف الشهير ميشال فوكو، وكان مفتوناً بالثورة التي تهز عروش «آلهة القرن»، ليلاحظ أن الدين في ايران تحوّل الى ظاهرة ايديولوجية، بـ»نكهة جنائزية، وحتى عدمية، حتى أن هناك من استساغ السقوط في دوامة الدم، ما يعني أن الدولة التي تتراجع فيها الديناميكية الثورية، وغالباً للانهماك في مشكلات جيوسياسية، لا بد أن ترتطم بالحائط».

هذا ما يعمل الأميركيون والأوروبيون، لتوظيفه في الصراع ضد نظام آيات الله، ودائماً تحت شعار «حقوق الانسان»، كما لو أن أيديهم ليست ملطخة بدماء الشعوب التي استنزفوا ثرواتها، بمن فيهم نحن العرب الذين نعامل كما زنوج الأمبراطورية الرومانية.

المثير أن ديفيد اغناثيوس كتب مقالة بعنوان «سبارتاكوس العصر»، للاشارة الفظة الى أن نهاية قائد الثورة في ايران ستكون على شاكلة النهاية التراجيدية لذلك الزنجي الذي خاض «حرب العبيد الثالثة» ضد الرومان.

استطراداً، من يقف في وجـــه أميركا كمن يقف في وجه القـــضاء والقدر. ولكن هل يقبل البيت الأبيض بعلاقات متوازنة حتى مع أوروبا، وحيث التماهي الحـــضاري والثقافي بين ضفتي الأطلسي؟

الفيلسوف ادغار موران تحدث عن الصراع اللامتوازن بين الايديولوجيا والتكنولوجيا، باعتبار أن الايديولوجيا هي الماضي، والتكنولوجيا هي المستقبل، ليشير الى عدم امكانية وجود دولة ايديولوجية في زمننا الذي يشهد ثورة تكنولوجية هائلة، ما ينعكس على كل المفاهيم السوسيولوجية وحتى الاستراتيجية. بالمناسبة هو من اعتبر أن النموذج «الاسرائيلي» خطير جداً، وبالدرجة الأولى على اليهود في أصقاع الدنيا.

وكان محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان، قد عهد الى المفكر النمساوي ليوبولد وايس الذي اعتنق الاسلام وتعمق في دراسة النص القرآني، صياغة دستور لنظام اسلامي. بعد عامين من البحث تبين له ألاّ وجود لنظام دولة في القرآن...

لا شأن لنا بالمسائل الفقهية. ما يحدث الآن في ايران يظهر أن هناك خللاً بنيوياً في الرؤية كما في الأداء. ما لا يعالج بتكديس الجثث في الشوارع أو باحراق المنازل. لدى القيادة الحكمة الكافية للدخول في جوهر المشكلة.

الايرانيون عانوا، ويعانون الأمرّين من العقوبات الأميركية. صبروا وتحمّلوا من أجل بلادهم التي قال أحدهم بالكثير من المبالغة « سنظل نرفع صوتنا الى أن تسقط أبواب الزنزانة»...!

واضح من المواقف والتصريحات، الرغبة الأميركية في التصعيد، وفي اللعب مع الشركاء على نقاط الضعف الايرانية، سواء كانت اثنية أم طائفية أم ثقافية (أم ايديولوجية). الاتصالات على قدم وساق لبلورة الخطة وتطويرها بشتى الوسائل الممكنة، حتى أن بعض التعليقات الأوروبية لا تستبعد حصول أحداث خطيرة في الداخل الايراني.

بين الاصلاحيين من عرفناهم عن كثب. هؤلاء لا يمكن وصفهم بالعملاء أو بالخونة. أمام هذا المأزق ببعده الخارجي، لا مناص من أن يلتقي جناحا الثورة، وجناحا المجتمع. من هنا البداية. هل فات الأوان؟ لا نعتقد ذلك... 

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»