اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كل المعطيات تؤكد ان تصعيد الأمين العام لحزب السيد حسن نصرالله لم يأت من العدم، بل حصل نتيجة تسارع الأحداث في الأسبوعين الأخيرين، والذي بدأ من اللقاء الدولي الخماسي في باريس وما تبعه من تطورات ومحاولات لتفجير الوضع الداخلي ونشر الفوضى، في إطار ما سمي ممارسة ضغوط على حزب الله، لدفعه الى تقديم تنازلات وفرض أمر واقع جديد.

جزء أساسي من تصعيد حزب الله، كما تؤكد مصادر سياسية مطلعة، يأتي ردا على معطيات توافرت للحزب بالتحضير لاستهدافه في بيئته، فما جرى من اقفال مصارف بنظر حزب الله كان " متعمدا" ومقصودا، كما الارتفاع الصاروخي لسعر الدولار والانهيار الاقتصادي، جميعها عومل جرت متابعتها بدقة من قبل حزب الله وفريقه السياسي، ليتبين ان المقصود منها محاصرة حزب الله وإحراجه .

ثمة هدف آخر بالسعي لاسقاط "الستاتيكو" الذي كان قائما منذ انجاز اتفاق الترسيم في اطار الضغوط لتفجير الوضع اللبناني، كما تقول مصادر فريق ٨ آذار، ومن اجل فرض مرشح رئاسي على انه مرشح التسوية المقبلة.

من هنا، فان تصعيد السيد نصرالله جاء لقلب الطاولة على المهددين باللعب في الموضوع الأمني واستفزاز المقاومة، وبرأي المصادر فان خطاب السيد نصرالله حمل رسائل كثيرة الى اجتماع باريس، الذي كان حافلا بالتناقضات في المقاربة الدولية حيال الاستحقاق الرئاسي، بممانعة السعوديين والأميركيين لوصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى الرئاسة ودفعهم باتجاه قائد الجيش العماد جوزف عون، ووفق المعلومات فإن المواصفات الأميركية والسعودية للقاء باريس تقترب من شخصية قائد الجيش بخلاف الموقف الفرنسي، الذي لا يريد الاصطدام مع المكون الشيعي في الملف الرئاسي.

هذه المعطيات، كما تقول المصادر تدفع حزب الله ليصبح أكثر تشددا في الموضوع الرئاسي وعدم تقديم تنازلات رئاسية، بدليل التصعيد الأخير لحزب الله الذي ذهب الى فرض معادلة ان التسوية لن تأتي على حسابه، بما معناه ايضا التمسك بترشيح فرنجية، ووفق المصادر فان الثنائي على وشك الاقتراب من تأمين ٦٥ صوتا نيابيا لجلسة انتخاب فرنجية، باختراق لكتل لا تؤيد بالأساس فرنجية ، فالحصول على أصوات" بالمفرق" من النواب السنّة مع احتساب أصوات من تكتل "لبنان القوي" لنواب على اختلاف مع النائب جبران باسيل ومن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"، الذي لن يكون بعيدا بعد اشتداد الأوضاع من السير بهذه التسوية، ولن يدخل في خلاف مع الثنائي الشيعي عندما تحين الساعة الانتخابية.

بالمقابل، فان "التيار الوطني الحر" يبدو في الجهة المقابلة أكثر تشددا في رفض خيار ترشيح فرنجية والافتراق عن الثنائي الشيعي واستحالة الوصول الى تفاهمات رئاسية، وبتأكيد السيد نصرالله فان التفاهم مع التيار بات في وضح حرج، وذهاب التيار بعيدا برفض تأييد فرنجية والتمديد للواء عباس ابراهيم في الجلسة التشريعية، بعدما استشعر التيار ان الثنائي في صدد حسم مرشحه الرئاسي.

الأكثر قراءة

الدولار حطّم الرقم القياسي وأشعل المحروقات مع تخطيه 140 الف ليرة ليتراجع 30 الفاً مصادر بكركي لـ «الديار»: خلوة 5 نيسان روحية والبطريرك لا يضع مصيدة امام النواب دعوة شعبية عارمة للتجمع في «رياض الصلح» احتجاجاً على انهيار الأوضاع المعيشية