اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تواصل الهزات الإرتدادية حركتها، على الرغم من مرور 31 يوماً على الزلزال الكبير الذي ضرب جنوب تركيا وأجزاء واسعة من سوريا، حيث تخطّت الوفيات 52 ألفا في تركيا وسوريا، بحسب ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وشهدت تركيا في الأيام الماضية سلسلة من الهزات الأرضية التي ضربت مناطق عدّة فيها، ووقع أبرزها في مدينة قيصري وسط تركيا بقوة 4.9 درجات على سلم ريختر. كما وشهدت مدينتي كهرمان مرعش وملاطيا هزّات إرتدادية عديدة تراوحت قوتها بين الـ 2.10 درجات والـ 4 درجات على مقياس ريختر.

فما هي الهزات الارتدادية؟

في هذا السياق، أشار الخبير في الزلالزل د. طوني نمر في حديث لموقع "الديار"، إلى أن الهزات الارتدادية هي "تعديلات أرضية، تحدث قرب المناطق التي تضررت أثناء الزلزال الأساسي، وهي عبارة عن زلازل صغيرة منخفضة الحجم تسمى الـ "after shocks"، تحدث على الفالق الأساسي خلال أيام أو أشهر أو حتى سنوات بعد حدوث زلزال الكبير والذي يسمى الـ "main shock".

الأمر طبيعي

وأكد نمر أنه، "عندما يحدث زلزال يُنقل جزء مِن الطاقة المنبعثة من التصدع الصخور في باطن الأرض إلى الصخور قريبة إلى القشرة؛ الأمر الذي يزيد حركة الصفائح بفعل ضغوط الدفع الموضوعة عليها حتى إنفصال الصخور عن بعضها البعض بشكل كامل، وعندما تكون هذه الضغوط أكبر من التي تتحملها الصخور، فإنها تنكسر أيضًا، وتطلق جولة جديدة من الطاقة المكبوتة، لتُحدِث صدوعًا جديدة في الصخر. ويبقى هذا الأمر لفترة زمنية معينة حتى تحرك الصخور بشكل كامل عبر الصفائح الذي حصل فيها الزلزال الكبير".


الهزات الإرتدادية في تركيا لم تؤثر على لبنان

واعتبر د.نمر أن "الهزات الإرتدادية هي التي تطلق حركتها على الفالق الذي حدث عليه الزلزال الأساسي أو الكبير، والزلزال الذي شهدته جنوب تركيا تحديداً على فالق الأناضول الشرقي يتصل بفالق البحر الميت في سوريا".

وأضاف، "فالق البحر الميت يتصل بفالق اليمونة في شمال لبنان، ولم يتم رصد أي حركة إرتدادية ناتجة عن النقطة الأساسية حتى الساعة، خاصةً بعد الكارثة التي حصلت في جنوب تركيا وسوريا ويعتبر هذا الأمر سليم وجيد بمنأى عن الخطر في لبنان".

ولفت إلى أن "الهزات المتتالية التي يشهدها لبنان على الفوالق المحلية الموجودة، ليست هزّات إرتدادية إنما هزات طبيعية رصدت حركتها قبل 6 شباط حتى اليوم".

وقال د.نمر إنه "ليس هناك أي داعي للهلع والشّك وأن الذي يحصل أمر طبيعي".



لا اثبات علمي

وعن علاقة حركة الكواكب بحركة صفائح قشرة الأرض، قال نمر إنه "هناك العديد من النظريات التي تتناول مقاربة حركة الكواكب بحركة صفائح القشرة الأرضية، ولكنه لا يوجد أي إثبات علمي لهذا الموضوع بتاتاً حتى الساعة".

وأكد أن "الشيء الوحيد التي تؤثر فيه حركة الكواكب على الأرض هو حركة المدّ والجزر في البحار والمحيطات، خاصة أن القوة التي تسحب المياه بفعل قوة الجاذبية هي قوة ضعيفة جداً مقارنة بالقوة التي تتحكم بحركة صفائح التكتونية".

ولفت نمر أنه "هناك من يعمد على المتاجرة بهذه النظريات وتعميمها من دون التأكد منها علمياً وخوضها حقل التجارب لتثبيتها، الأمر الذي نشر حالة من الذعر والهلع في الأيام الأخيرة لتنبؤات لا تمت للواقع بصلة".

الأكثر قراءة

"سندفن غالانت في لبنان"