انعام رعد من ذاكرة حافلةٍ بالمضيء قبل خمسة وعشرين عاماً الى ذكرى يحتفل بها مريدوه، لا لمجرّد كونه اسماً علماً في تاريخ الحزب القومي، بل للاضاءة على عتمة أيامنا... ولئن كان يصعب عليك أن تستحضر الصورة بكامل تفاصيلها وانت تستعيد، من على شاشة الذاكرة، اسماء صدف ان التقيتها مرّة، او غير مرّة، على مفارق الحياة، أو رافقت او رافقت اصحابها في غير ساح وميدان فانّ انعام رعد هو من الاسماء التي تغشوشي في الذاكرة لها صورة. فالرجل، ككل العاملين بلا كلل ولا مللٍ، وككل الخائضين في الكثير من ميادين الصراع، لا يضيره ولا ذكراه ،بحال، كبوة في ميدان او هفوة في اجتهاد وامتحان. انعام رعد يبقى، في المحصّلة، واحداً من ابرز قادة الحزب القومي، وعلى مدى تاريخ الحزب الطويل، نشاطاً فكريّاً في ربط حركة الصراع بوجوب تألّق الوعي. ولطالما أذهلَ دأبُه على العمل، ليلَ نهارَ، الذين تناوبوا على مرافقته، في كلّ مراحل جهاده، رئيساً أو عميداً او وكيلَ عميد ...ولئن كان الحزب الذي اعطاه انعام رعد كلّ عمره قد تلكّأ ،بكلّ اجنحته، عن الاشارة اليه في احتفالٍ ما او المشاركة في قول كلمة فيه بمناسبة، على كثرة الكلمات في المناسبات، الّا أنّ رفقاء له من الذين تسنّى لهم العمل معه مسؤولاً، يتنادون، بين حينٍ واَخر، للقيام بما يحفظ لنا أنّ بيننا أصحابَ ذاكرةٍ لا تنسى مليحاً، وان تغاضت عن الاشارة الى غير قبيح. انعام رعد المحتفى بذكرى غيابه الخامسة والعشرين في "دار الندوة "بالحمراء،اليوم أراه يحضر الندوة بكامل اناقته الفكرية، عبر استعادة المحتفلين به شعاراً، كان انعام رعد قد رفعه، ذات يوم من سبعينات القرن الماضي، ردّاً على من حاولوا ان يُصوّروا للناس أنّ الصراع مع العدو هو خلاف على الحدود. فراج من حينها التصويبُ انها "حرب وجود لا حرب حدود ". لقد لاقى الشعار هذا، والذي كان عنواناً لاحد اهم كتب انعام رعد، رواجاً امتدّ على مدى خمسة عقود، ولا يزال يواصل رواجاً حتّى أيّامنا. الى اليوم حيث ندوةٌ تستظلّه عنواناً لها، ولا نستغرب أن يُدعى الى الكلام حوله والى سماع كلام فيه أهلُ احترامٍ في السياسة والفكر والاعلام. فالموضوعُ ذاتاً :" حرب وجود لا حرب حدود" واسم مطلقه شعاراً لا يقلُّ هذا عن ذاك جاذبيّةً الى الاستماع باهتمامٍ مُستَحَقّ. كلّ ذلك يضاعف شعورنا بمسؤولية لفت انتباه المهتمّين بالندوة الى توضيح حيثيات اطلاق الشعار ، تجنّباً لما قد يحتمل من التباس يسيء الى المقصود. مطلوب جواب قاطع على سؤال : أليستْ حربُ الحدود هي في صميم حرب الوجود ؟ فالشعار ، على جاذبيّة الشكل منفصلاً عن ظرفه ،موضوعُ اشكالٍ في الجوهر والأبعاد. ملاحظة كان لا بدّ منها في محاذرة ان لا يقتصر الاحتفال بالذكرى على مديحٍ هو عندنا ،ولو صادقاً ،فنٌّ قبيح . ومن قبلُ ومن بعدُ ، يبقى الاهتمام بالثقافة المجاهدة وبالخائضين في تاريخنا غمارها ، والتي كانت الهاجس الاول في فكر انعام رعد ،تبقى ثقافة الوعي في الصراع هي ،في زمن القحط والموات ،عزاءً لا ينطفىء ،معه ،رجاء.
يتم قراءة الآن
-
إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
الأكثر قراءة
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
عاجل 24/7
-
17:50
قوى الأمن الداخلي: بالجرم المشهود، عددٌ من أفراد شبكة تنشط بتسهيل أعمال الدعارة، في قبضة مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب
-
17:37
رويترز : روسيا لا تنوي وقف صادراتها من القمح
-
16:41
وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على شركات بيلاروسية مملوكة للدولة وعلى مسؤولين حكوميين
-
16:29
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية حدود تركيا ووحدة الأراضي السورية ولا يشكل احتلالاً
-
16:26
حركة المرور كثيفة من جسر الكوكودي باتجاه انفاق المطار
-
15:27
المستشار الألماني: دول الاتحاد الأوروبي ستواصل دعم أوكرانيا لأطول مدة ممكنة
