اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هذا ما قيل للاليزيه، أثناء حديث حول الأزمة اللبنانية، «مشكلتنا أننا لم نعد نستطيع التعامل مع تلك الجثث السياسية. «يمكنكم قراءة ذلك في الصحف الفرنسية. قيل أيضاً «أي جدوى من الرقص بين القبور؟».

أما رأي باريس، فهو أن لبنان بات على بعد خطوات من الزوال، ولا بد من التعاطي مع تلك الأوليغارشيا، التي، وكما أي حالة توليتارية، ربطت بين سقوطها وسقوط الجمهورية ...

لا قناعة بأي اسم طرح لرئاسة الجمهورية. لن يكون أكثر من مايسترو لادارة «أوركسترا الغربان. «في هذه الحال، أي دور للخارج في الانقاذ حين يقال «في لبنان لا تدري أهو صراع الثيران أم صراع الديكة. «هنا الغرنيكا اللبنانية، ولقد لاحظتم كيف ازدادت حالة الهذيان (والى حد الصراخ).

كلام عن احتقان سيكولوجي. المنظومة السياسية في حال من الضياع. لا أحد من أركانها، أو جلّهم، يعلم ما يحدث فوق رؤوسهم. المبعوثون الذين يظهرون على الشاشات يأتون فقط لـ «السياحة السياسية، وللمواعظ، مع ادراكهم أنهم في بلد الآذان الصماء، والعيون الصماء.

ليس من قبيل الطرافة القول أن هناك، في بعض المحافل الدولية من يسأل: أيهما تسقط قبل الأخرى دولة لبنان أم دولة اسرائية؟ الاثنتان تم تركيبهما خلافاً لمنطق المنطقة. من يعلم ما هو منطق المنطقة؟

حين نسأل زميلاً مصرياً حول امتناع بلاده، وهي صاحبة الأدوار التاريخية في بعض المفترقات اللبنانية، عن القيام بأي مسعى يساهم في حل أزمتنا، تأتينا الاجابة بسؤال آخر «هل ثمة من أزمة واحدة عندكم؟ كوكتيل من الأزمات، ولقد علمت أن وزير خارجيتنا سامح شكري سيطلب ادراج الأزمة اللبنانية على القمة العربية التي ستعقد في السعودية في 19 أيار المقبل». ما علينا سوى التجوال بين أصدقائنا من الزملاء والديبلوماسيين في المحيط . «لا تراهنوا على المساعدات الخليجية تتدفق، عشوائياً، على هذه المغارة. ما عليكم سوى تلزيم لبنان، بكل مرافقه، للصينيين. هم بحاجة الى هونغ كونغ على المتوسط، وأنتم أبرع من يضطلع بالمهمة». هذا قبل أن تجلجل ضحكة في آذاننا «لكننا نخشى على الصينيين الفرار من لبنان وهم عراة أو حفاة أو ... مجانين» !!

لنتذكر قولاً للأخضر الابراهيمي «أحياناً أخشى أن يكون المجانين وحدهم من يحاولون الاقتراب (أو مقاربة) الأزمة اللبنانية». لم يقل ان الحل يبدأ بقطع الرؤوس. ولكن هل من رؤوس بديلة بعدما تغلغل الفساد في عظامنا. لكي تكون لبنانياً يفترض أن تكون فاسداً ...

ليتراجع السفير الفرنسي السابق رينيه آلا، اذا كان لا يزال على قيد الحياة، عن قوله «لبنان ينتج اللبنانيين. الأزمة أظهرت أن لبنان ينتج كل شيء ما عدا اللبنانيين».

بالرغم من كل ذلك، اعتبر الابراهيمي أن لبنان، بالرغم من كل مصائبه، لا يزال يشكل نقطة جذب للآخرين ليس فقط بسبب طريقة حياة اللبنانيين، وانما أيضاً لأن التبعثر الطائفي، بأبعاده التاريخية، كرّس نوعاً من الهشاشة في الولاء للأرض. الجمهورية مجموعة من المستوطنات السياسية والطائفية التي تدار من القناصل؟

لكن مسار التسويات ماض على قدم وساق. كما لو أن المنطقة دخلت في زمن آخر، حتى أن العلاقات بين طهران والمنامة في بدايات شهر العسل. هذا ما فعلته «التعويذة الصينية» ؟

كل ما في الأمر أن التنين التقط لحظة الفراغ، الأميركي والروسي، في الشرق الأوسط، ودخل من ثقب الابرة، وهو الذي يعلم مدى توجس السعوديين والايرانيين من تداعيات الصراع في الشرق الأوروبي.

الأميركيون ماضون في اختبار القوة، باعتبار أن الكرملين استنفد كل امكاناته، ولا مناص من تفكك الاتحاد الروسي، وفلاديمير بوتين قد يصل الى تلك اللحظة التي يقول فيها «من بعدي، ومن بعد روسيا، الطوفان».

في حالتنا اما انتظار التعويذة الصينية أو انتظار ... التعويذة العربية ! 

الأكثر قراءة

مسار تصاعدي سعودي نحو لبنان؟!