اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جورج ابراهيم عبد الله، دخل عامه التاسع والثلاثين في السجون الفرنسية، واليوم بلغ الـ٧٣ من عمره ...

جورج ابراهيم عبد الله، بات اليوم رمزا للمقاومة، وقضيته تمثل احدى اهم قضايا الحقوق والعدالة في العالم، نسيته الدولة اللبنانية او تناسته، وهو الذي تخرج من مدرسة انطون سعادة مسكونا بالفكر المقاوم للكيان اليهودي الغاصب في فلسطين المحتلة...

اولى اللبنات الفكرية التي نشأ عليها جورج ابراهيم عبد الله كانت في النهضة السورية القومية الاجتماعية، وهو الماروني ابن بلدة القبيات العكارية، الذي التحق بدار المعلمين في الاشرفية وتخرج منها العام ١٩٧٠، وشكل مع ثلة من رفقائه القوميين الاجتماعيين اولى خلايا الحزب السوري القومي الاجتماعي في متحدي القبيات وعندقت المارونيين، قبيل خروج القوميين من السجون العام ١٩٧٠، فكان المقدم بين رفقائه الذين انتموا وآمنوا بفكر سعاده وبثوريته المناهضة لكل اشكال الاحتلال الصهيوني، الى درجة ايمانه بان القوة هي القول الفصل في اثبات الحق القومي او انكاره، وان الاقوال تبقى شعارات ما لم تترجم افعالا في مقاومة العدو الذي يهدد وجودنا ووطننا اينما كان، واعتنق مقولة سعاده: ان فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ.

من الحزب السوري القومي الاجتماعي، انتقل جورج ابراهيم عبد الله ليلتحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كي يمارس عبرها فعل المقاومة وبمخزونه الفكري القومي، وشارك بعمليات عديدة ضد قوات العدو الى ان اصيب اثناء اجتياح العدو الاسرائيلي جنوب لبنان العام ١٩٧٨، ولاحقا شارك في تأسيس الفصائل الثورية اللبنانية المسلحة، التي اعتنقت مبدأ الكفاح المسلح وملاحقة العدو في كل مكان من الارض وحيث وجد ...

٣٩ عاما في السجون لم تغير جورج ابراهيم عبد الله، بوصلته فلسطين، قضية حية لا تموت، ورفض استعطاء حريته ...

وفي كل يوم يجدد قناعته بالكفاح المسلح سبيلا وحيدا لتحرير الارض المغتصبة...

جورج عبدالله اليوم هو اقدم أسير في أوروبا، وعميد الاسرى في سبيل قضية فلسطين.

التساؤلات تتزاحم حول دور الدولة والقضاء اللبنانيين. والاسئلة موجهة الى السياديين :

أليس توقيفه اليوم بعد قرار الافراح عنه مسألة سيادية؟

لو كان جورج ابراهيم عبد الله طائفيا مذهبيا يتقوقع بدعوات تقسيمية انعزالية هل كنتم تجاهلتموه؟

هل يجوز تجاهل اسير، هو مواطن لبناني افنى عمره في سبيل تحرير بلاده من الاحتلال الاسرائيلي؟

لماذا لم تتشكل هيئة من كبار قضاة لبنان لانقاذ عبد الله من سجنه ؟؟ وللتحقيق مع إيف بونّيه وجان بول مازورييه اللذين اعترفا بخرق القانون خلال محاكمة جورج عبدالله؟

ولماذا لم يرتفع صوت ديبلوماسي للمطالبة بتسليم جورج عبدالله، بعد صدور قرارين قضائيين بالإفراج عنه؟...

جورج عبد الله قضية برسم الدولة اللبنانية وليس جائزا تجاهله بعد ٣٩ عاما من الاسر ...

فقد حان اوان الحرية للمقاوم جورج عبد الله ...

وبالمناسبة، اتذكر انه اثناء حصار بلدة القبيات عند اندلاع الحرب الاهلية وانقسام الجيش اللبناني، في آذار ١٩٧٦، كدت اقتل على حاجز طائفي يحاصر القبيات، حينها كلفت بايصال احد العسكريين وما معه من مواد غذائية لعائلته وتمريره على الحواجز، ولحظة وصولنا الى الحاجز نظر الي مسلح فظن انني جورج ابراهيم عبد الله انزلني من السيارة وكبل يدي وساقني الى مسؤوله ظانا انه اعتقل عبد الله فقط لكون اسمه جورج، غير ان القدر انقذني من القتل على ايدي طائفيين حيث تعرف علي المسؤول ...

ردة فعلي السريعة حينها : جورج عبد الله مقاوم يعمل في سبيل فلسطين، وانتم هنا تحاصرون بلدة اهلها هم ابناء وطن واحد ونسيج واحد ... جورج يقاتل من اجلكم ومن اجل وطن حر سيد مستقل وليس من اجل مزارع طائفية ومذهبية ، ولو وصل الى حاجزكم يجب ان تؤدوا له التحية ...

تفهم المسؤول كلماتي وقدم اعتذاره، مقدما مبررات غير مقنعة ...


الأكثر قراءة

بكركي والفاتيكان لفرنسا: لا يجب كسر المسيحيين ولرئيس لا غالب ولا مغلوب عواصم القرار تدفع نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي والثنائي الشيعي يرفض ابتزازه