اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قال باحثون إن درجات الحرارة القصوى غير المسبوقة التي يشهدها العالم في العقود الثلاثة الأخيرة جنبا إلى جنب مع ارتفاع مستويات الضعف الاجتماعي والاقتصادي تضع مناطق معينة مثل أفغانستان وبابوا غينيا الجديدة وأميركا الوسطى وبلدان الشرق الأوسط، في خطر أكبر.

وفي الدراسة التي نشرت في 26 نيسان الماضي في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) سلط فريق بحثي قادته جامعة بريستول البريطانية الضوء على المناطق الأكثر عرضة لخطر الآثار المدمرة لدرجات الحرارة المرتفعة، والتي شملت أيضا الصين ووسط أوروبا على قائمة النقاط الساخنة.

ووفقا للدراسة، فإنه إذا حدثت موجات حر غير مسبوقة في هذه المناطق المكتظة بالسكان فسيتأثر ملايين الأشخاص بشكل سلبي.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة فيكي تومسون الباحثة في كلية العلوم الجغرافية بجامعة بريستول إنه غالبا ما يشار إلى موجات الحرارة الشديدة على أنها قاتل صامت تأثيره ليس واضحا على الفور كما هو الحال بعد العواصف أو الفيضانات.

وتضيف تومسون في تصريح للجزيرة نت أنه "غالبا ما يحدث التكيف مع أحداث الطقس المتطرفة استجابة لحدث ما، حيث تتعلم المجتمعات بسرعة بعد الأحداث المؤثرة بشكل غير متوقع، وباستخدام إحصائيات القيمة القصوى نستعرض الأماكن التي من المحتمل إحصائيا أن يتم فيها تجاوز سجلات درجات الحرارة الإقليمية، وبالتالي قد تكون المجتمعات أكثر عرضة للخطر".

وأشارت الباحثة إلى أنه في 31% من المناطق التي تم فحصها في الدراسة كان سجل درجة الحرارة القصوى اليومية المرصود استثنائيا، إذ تشير النماذج المناخية إلى أنه في بعض المناطق مثل أفغانستان وأجزاء من أميركا الوسطى، تتزامن شدة حدوث موجات الحر مع نمو سكاني مرتفع ومحدودية موارد الرعاية الصحية والطاقة.

وقد استخدم الباحثون إحصاءات القيمة القصوى، وهي طريقة لتقدير فترات تكرار الأحداث المناخية النادرة، ومجموعات كبيرة من البيانات من النماذج والملاحظات المناخية لتحديد المناطق على مستوى العالم، حيث من المرجح أن يتم تجاوز درجات الحرارة المسجلة في أقرب وقت ممكن، وبالتالي فإن المجتمعات تكون عرضة بشكل أكبر لمخاطر التعرض لدرجات الحرارة الشديدة، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org).

وأشارت تومسون إلى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة خطورتها سيكون التكيف السريع مفتاحا لتقليل آثار موجات الحر على المجتمعات.

وأضافت أن "هناك العديد من الإجراءات البسيطة نسبيا التي من شأنها أن تساعد، ومع توقع أن يعيش ما يقارب 70% من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050 فإن التفكير في درجات الحرارة القصوى داخل التخطيط الحضري أمر ضروري".

وأوضحت أن "إضافة المزيد من المساحات الخضراء في المدن ستساعد على خفض درجات حرارة الهواء وخلق مساحات مظللة، مما يقلل الحاجة إلى التبريد الميكانيكي، ولن يكون ذلك مفيدا في موجات الحر فحسب، بل سيجعل المدن أيضا أماكن أجمل للعيش فيها، إذ إن فوائد إضافة المساحات الخضراء لا حصر لها، كما ثبت أنها تقلل تلوث الهواء ومخاطر الفيضانات وتحسن الصحة العقلية وتخلق ترابطا اجتماعيا أفضل".

وشدد المؤلفون على أن الحكومات في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة موجات الحرارة لإنقاذ آلاف الأرواح المهددة بسبب هذه الظاهرة، إذ يتسبب تغير المناخ الذي يحدثه الإنسان في زيادة تواتر وكثافة ومدة موجات الحرارة، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى آلاف الوفيات على مستوى العالم.


(الجزيرة نت)

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا