اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

استحوذت جولة السفير السعودي وليد البخاري، الذي عاود نشاطه بعد فترة من الابتعاد عن الأضواء بسبب الاعياد، على إهتمام المتابعين للمسار الرئاسي، فالجميع بانتظار جلاء الموقف السعودي من الاستحقاق اللبناني، لتبيان ما ستتخذه المملكة في شأن ترشيح سليمان فرنجية، بعد عاصفة التصريحات التي تحدثت عن قبول السعودية ترشيح فرنجية، وممارستها ضغوط على حلفائها للموافقة على هذا الترشيح، وعلى ضوء ما يُساق عن تسوية رئاسية حكومية في المطابخ الإقليمية.

وعلى الرغم من اللقاءات المتنوعة للسفير، فإن ما سمعه ممن التقاهم لم يُرضي او يُشبع غرورهم الرئاسي، لأنه قدم مقارية عادية من دون تفاصيل للمرشح الرئاسي، محفزا على انهاء الشغور وانتخاب رئيس للجمهورية، والمضي بالاصلاحات والإنقاذ.

جولة البخاري المقسمة على مراحل، شملت عين التينة ومعراب ودار الإفتاء، وحملت العديد من الإشارات الرئاسية أبرزها، كما تقول مصادر سياسية، ما لم يتسرب إلى الإعلام من المقرات التي زارها، في حين ان ما حكي تمحور فقط حول العموميات، فالسفير حمل رسالة من الديوان الملكي مفادها عدم التدخل في الشأن الرئاسي وخلافات اللبنانيين حول الرئيس المقبل، بحيث ان دور المملكة الحالي يركز على أهمية ان يقوم الرئيس المقبل بالاصلاحات، ما يعيد الوضع اللبناني الى مساره السابق.

اشارات أخرى يتوقف عندها المتابعون أهمها معاودة السفير نشاطه في توقيت سياسي بالتزامن مع التطورات المتعلقة بالاتفاق السعودي - الإيراني والحركة الإقليمية، علما ان تحركه يأتي بعد مواقف لافتة من وزارة الخارجية الأميركية، دعت لانتخاب رئيس متحرر من الفساد، مما يعكس التناغم الأميركي - السعودي في شأن الاستحقاق اللبناني.

لم يحسم السفير السعودي في لقاءاته خلال الاربعة وعشرين الساعة الماضية الموضوع الرئاسي، فلم يعط الإسم الذي ترشحه المملكة او الأسماء المفضلة لديها، ولم يحدد أي مرشح تريد ، وأي مرشح يقع عليه «الفيتو»، بالعكس فان المملكة تترك حرية الاختيار والتوافق حول المرشح المناسب للمرحلة.

وفق المصادر، فإن جولة البخاري الأخيرة أضافت المزيد من الارباكات على الساحة السياسية، مع بقاء الضبابية على الموقف السعودي من مسألة ترشيح رئيس «تيار المردة «والخيارات الأخرى، من دون إعطاء أي تفاصيل. فالواضح ان المملكة جددت عرضها لمواصفات الرئيس المقبل في إشارة واضحة الى ان أي رئيس من خارج هذه المواصفات لن ينال تأييدها .

وفق المتابعين، فان لقاء معراب هو الأبرز بسبب العلاقة السياسية بين «القوات» والسعوديين، ونظرا لما قيل ويقال عن تسوية ستأتي على حساب «القوات»، لكن لقاء معراب مع السفير وفق مصادر «قواتية»، دحض كل الشائعات عن تخلي المملكة عن أصدقائها، كما ان السفير أكد في معراب ولقاءاته مع الأطراف الأخرى، ان المملكة لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، ومن هذا المنطلق فان مواصفات المرشح الإصلاحي الذي يقود البلاد نحو الاستقرار والإنقاذ تتقدم على أي مواصفات.

وفق المصادر فان لقاء جعجع- البخاري أسقط كل الروايات التي تحدثت في الأسابيع الأخيرة عن تغيير في الموقف السعودي، سيؤدي الى تدخل المملكة مع أصدقائها للاقتراع لمرشح رئاسي محدد. 

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا