اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما ورد عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اطلاق حملة التسويق السياحي والثقافي والاقتصادي في طرابلس، أمر يبشر بالخير في زمن التشويه الذي تتعرض له المدينة جراء ازدياد الفوضى والفلتان في شوارعها.

والحملة بحد ذاتها هي تحد لما تشهده وتتعرض له طرابلس من عبث بامنها وبسلمها الاجتماعي، وبالتالي هي مطلب ملح منذ زمن، من شأنه أن يعيد للمدينة دورها وألقها السياحي والثقافي والاقتصادي الذي عرفت به تاريخيا، وشكلت على الدوام قبل تهميشها، مدينة استقطاب لكل مناطق الشمال ولبنان عامة...

ترعى وزارات السياحة والثقافة والاقتصاد، متعاونة مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة، ومع الجمعيات والمؤسسات السياحية الحملة التي يفترض ان تنهض بالمدينة من كبوتها المفتعلة، وأن تأخذ بأيادي رجالاتها لمسح غبار العبث بأمنها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولإزاحة اثقال التهميش والاهمال لمرافقها السياحية الكثيرة، ومنتدياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية...

فمدينة طرابلس هي المدينة المملوكية الثانية في العالم بعد القاهرة، ولا تزال تحتفظ بآثارها، وهي ايضا تتميز بمواقع اثرية تاريخية تعود الى حقبات ما قبل الفينيقيين مرورا بكل الحقبات والعصور وصولا الى الحقبة العثمانية، والشواهد التاريخية كثيرة ومتعددة، كان يفترض أن تكون مقصدا للسائحين من كل دول العالم لو قيض لها الاهتمام الحكومي، ولجعل طرابلس حينئذ أهم مركز سياحي على المتوسط، وتلك قلعتها شاهدة على تاريخ المدينة وغيرها من المواقع والآثار...

وطرابلس، ايضا المعروفة بمدينة العلم والعلماء، هي بالتالي مدينة الثقافة العريقة بمنتدياتها وصالوناتها الثقافية، والرابطة الثقافية احدى المعالم الثقافية الشاهدة على دور المدينة الثقافي وغناها بمفكريها ومثقفيها وعلمائها وأدبائها وشعرائها، مع انفتاح ثقافي غير مسبوق يدحض كل ما قيل عنها من تشويه، ومحاولات نزع ردائها الثقافي الفكري المتنوع وأخذها الى انعزال وانغلاق ليس من طبع اهلها..

ولطرابلس ايضا دور محوري في الشأن الاقتصادي، وقد حوت في تاريخها مئات المصانع الحرفية والمتوسطة، وبانتاجيتها التي كانت تغطي دول المتوسط والعالم، قبل أن تقع فريسة العبث الامني والسياسي والذي تسبب بهجرة المصانع والمعامل والايدي الحرفية والعاملة.

اوساط طرابلسية توقفت عند التفاتة وزارات السياحة والثقافة والاقتصاد، ورأت انها وإن وصلت متأخرة، فخير من ألا تصل ابدا، شرط ان تكون التفاتة جدية يستتبعها اهتمام بالغ، بوضعها على البرنامج السياحي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي للوزارات المعنية، وليس أن تكون همروجة اعلامية، تنتهي بانتهائها، فطرابلس متعطشة الى انقاذها من التهميش والاهمال، والى إدراجها في سلم اولويات الوزارات المعنية، والحكومة معنية بها كونها العاصمة اللبنانية الثانية، والعاصمة الاقتصادية للبنان، وشرط آخر ألا يكون التسويق مجرد عمل تجاري او يشابه مشروع الارث الثقافي الذي شوه محيط القلعة وانتهى الى مشروع فاشل دمر معالم سياحية وثقافية بشكل مشبوه.. 

الأكثر قراءة

لا جديد عند حزب الله رئاسياً... باسيل يطلب ضمانات خطية... وفرنجية لن ينسحب ماكرون «المتوجس» من توسيع الحرب يلتقي اليوم ميقاتي والعماد جوزاف عون مسيّرات المقاومة الانقضاضية تغيّر قواعد الاشتباك: المنطقة على «حافة الهاوية»؟