تقف الساحة الداخلية اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما فرضهما الواقع الإقليمي، الذي أرسى قاعدةً جديدة تنطلق منها المقاربات والتسويات لكل أزمات المنطقة، بمعزلٍ عن كل ما مرّت به المنطقة على امتداد السنوات الماضية. وعلى هذا الأساس فإن المعادلة على الساحة اللبنانية، لن تبقى في منأى عن الوقائع المتسارعة على خطّ الجامعة العربية بالدرجة الأولى، وهو ما تكشفه مصادر ديبلوماسية مطلعة، إذ أنها تعتبر أن هذا الإيقاع الإيجابي السريع قد فرض تغييراً سوف تتلمّسه كل الأطراف الداخلية في القادم من الأيام، خصوصاً وأن الإستحقاق الرئاسي، وبعد 6 أشهر على الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، قد وصل إلى منعطف مفصلي، كون استمراره بالدوران في حلقة مفرغة من الخلافات والإنقسامات، بات يهدد أكثر من موقع متقدم في الإدارة، ويُنذر بتعطيل انتظام عمل المؤسسات.
فالمرحلة الراهنة تحمل سمة الإنتقالية، وفق ما تشير إليه المصادر الديبلوماسية، التي لا تخفي بأن الصورة ليست جيدة بنتيجة الجولات التي قام بها أكثر من مسؤول إقليمي، بالتوازي مع حركة بعض السفراء المواكبين للملف الرئاسي في إطار اللقاء الخماسي، الذي تمّ في باريس منذ أشهر وعلى مرحلتين، ويستعد المشاركون فيه للمرحلة الثالثة.
وتقود هذه المقاربة إلى الجزم من قبل المصادر الديبلوماسية عينها، إلى اعتبار التسوية الرئاسية غير جاهزة، على الأقل وفق ما كانت تؤشر إليه المواقف الداخلية في الأيام القليلة الماضية. وبالتالي، فإن المصادر تنقل عن معنيين باللقاءات التي حصلت أخيراً، بأن ما من تغييرات «جوهرية» قد تمّ تسجيلها من قبل كل الكتل النيابية، حيث أن كل الإحتمالات تبقى واردة على مستوى تبنّي هذه الكتل معادلات جديدة، خصوصاً على صعيد قوى المعارضة، إلاّ أن المصادر تستدرك بأن ما من تحولات بارزة في الأفق، وبالتالي فإن النتيجة العملية لحركة الوسطاء الداخليين والخارجيين، قد تظهّرت عبر تراجع حجم الإحتقان الداخلي أولاً، وتفعيل حراك المعارضين الذين جددوا لقاءاتهم ومشاوراتهم ثانياً، واستعادة كل الأطراف للغة الحوار، واعتماد المرونة والتهدئة في الخطاب السياسي الداخلي، بعد تسجيل جولة من السقوف العالية ثالثاً، وذلك كوسيلة وحيدة تمهّد لتحقيق خرقٍ في جدار الأزمة الرئاسية.
إلاّ أن المصادر الديبلوماسية نفسها، تستدرك مشيرةً إلى أن المعادلة النهائية لن تتبلور بشكلٍ حاسمٍ في المرحلة الراهنة ، بانتظار اتضاح صورة التوجهات العربية إزاء لبنان من جهة، وتحديد طبيعة العلاقات على الساحة العربية من جهةٍ أخرى، لا سيّما في ضوء التطور البارز المتمثل بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وبالتالي انعكاس هذا التطور على المشهد اللبناني. علماً أن الإستحقاق الرئاسي، ليس مدرجاً كأولوية على طاولة القادة والرؤساء العرب، إذ أن لبنان يحضر من بوابة ملف النازحين السوريين على أراضيه.
وعليه، تصرّ المصادر الديبلوماسية نفسها، على أن إمكانية التوافق وبشكلٍ خاص بين الفريق المعارض لا تزال محدودة، وإن كانت التحركات تتسارع بفعل الضغط السياسي المحلي والخارجي، من دون إسقاط ضغط الملفات المالية والإقتصادية والإجتماعية الداخلية.
يتم قراءة الآن
-
سيناريوهات رئاسية «من تحت الطاولة» ستسبق جلسة 14 حزيران... تحضيراً للمرتقب باسيل اعلن تأييده «الحتمي» لأزعور... واتصالات خفية بين الكتل المسيحية وتيمور جنبلاط عون زار الاسد بعد غياب 14 عاماً... وكلمة لفرنجية الاحد
-
هذا ما فعله الرئيس عون في سوريا
-
القيصر لن ينتحر مثل الفوهرر
-
هل أنهى باسيل التفاهم مع حزب الله ليُصبح بفرنجية وأزعور؟ باسيل أُبلغ من سفراء عرب بالإسم الأقرب لقصر بعبدا
الأكثر قراءة
-
خطير جداً ... إذا كان يخرج من فمك هذا الشيء ... مع رائحة كريهة ...فلا تغفل الموضوع!!
-
لبنان لم يحضر بين ابن سلمان وبلينكن... الفراغ يتمدّد تهديدات غالانت بتدمير لبنان «تهويل» لمنع الحرب...؟
-
جلسة ١٤ حزيران للعد والأحجام والصورة والاتصالات الداخلية «مكانك راوح» جنبلاط ينتظر وباسيل يناور على الجميع... جعجع للمواجهة و«الثنائي» لن يتراجع عمليات حدودية تستهدف صناعة الكبتاغون بتنسيق لبناني ــ سوري ــ عراقي ــ اردني
عاجل 24/7
-
22:42
نادي إنتر ميامي الأميركي يعلن رسميّاً التعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
-
21:41
دخان كثيف وانعدام للرؤية في نيويورك جراء الدخان القادم من حرائق الغابات في كندا (العربية)
-
20:11
ماكرون يسمّي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان
-
19:47
مداهمة للجيش في الحازمية
-
19:46
الفاتيكان: انتهاء العملية الجراحية للبابا فرنسيس "من دون مضاعفات"
-
19:28
الخارجية الأميركية: وزيرا الخارجية الأميركي والسعودي يؤكدان مواصلة تعاونهما لإنهاء القتال في السودان
