اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حذّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -اليوم الأربعاء- من توقع الكثير من الهجوم المضاد المرتقب للجيش الأوكراني، مرددا تعليقات أدلى بها أخيرا وزير الدفاع الأوكراني.

وقال كوليبا في لقاء مع صحيفة "بيلد" الألمانية "لا تعتبروا هذا الهجوم المضاد هو الأخير، لأننا لا نعرف ما الذي سينتج عنه".

وأضاف أنه "فقط إذا نجح هذا الهجوم في تحرير الأراضي التي تحتلها روسيا فسيكون الأخير، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك فهذا يعني أن علينا الاستعداد للهجوم المضاد التالي".

وشدد كوليبا على أن أوكرانيا ستحتاج إلى مزيد من الأسلحة لقتالها ضد قوات الاحتلال الروسية، وفق تعبيره.

واستطرد قائلا "لأن كسب الحرب يحتاج إلى أسلحة وأسلحة ومزيد من الأسلحة".

كما قال إن روسيا لن تتردد في محاولة قتل رئيس بلاده فولوديمير زيلينسكي، عندما تسنح لها الفرصة.

من جانبه، دعا زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في تسليم الذخيرة لقواته، مشيرا خلال لقائه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تزور كييف إلى أن الجانب الروسي فشل في السيطرة على باخموت وتقديم أي انتصار في ذكرى التاسع من مايو/أيار (عيد النصر على النازية).

كما أكدت فون دير لاين أن دول الاتحاد خصصت أكثر من مليار دولار لإيصال الذخائر والأسلحة اللازمة لأوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة بدورها حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار دولار، لتعزيز دفاعاتها الجوية وتزويدها بذخيرة مدفعية إضافية.

من ناحية أخرى، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الصين الأربعاء إلى استخدام "علاقاتها مع روسيا" من أجل دفعها "لتدرك أنها في طريق مسدود" في أوكرانيا، وذلك خلال انعقاد مجلس الوزراء بحضور نظيرتها الألمانية أنالينا بيربوك.

وقالت كولونا "من الضروري أن تستخدم الصين علاقاتها مع روسيا لجعلها تدرك أنها في طريق مسدود وأن تطلب منها أن تعود إلى الصواب من أجل العودة إلى السلام وليس الاستمرار في الحرب".

"خونة" في باخموت

تأتي هذه التصريحات بينما يزداد تفاعل قضية الوجود العسكري الروسي في باخموت، حيث أدلى قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية يفغيني بريغوجين بتصريحات جديدة أكد فيها أنه أُبلغ بأنه ورجاله سيُعدّون خونة إذا تخلّوا عن مواقعهم في المدينة.

والأسبوع الماضي أعلن رئيس فاغنر أنه سيسحب عناصره من باخموت في العاشر من مايو/أيار الجاري إذا لم تزوده هيئة الأركان بالذخيرة التي كان يطالب بالحصول عليها.

وقال بريغوجين إن "أمرا قتاليا صدر أمس ينص بوضوح على أننا إذا تركنا مواقعنا (في باخموت) فسيكون ذلك خيانة للوطن. كانت هذه هي الرسالة التي وُجّهت إلينا"، مضيفا أن قواته ستبقى في باخموت وستواصل المطالبة بالحصول على الذخيرة "لبضعة أيام أخرى".

وقال -في ساعة متأخرة من مساء الاثنين- إن هناك مؤشرات على أن مشكلة الذخيرة قد حُلّت، لكنه عاد وأكد أمس الثلاثاء أن حجم الشحنة تقلص، وقال "أعطونا 10% فقط مما طلبناه.. لقد خُدعنا".

وفي تطور لافت آخر، اتهم بريغوجين وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت، قائلا إن الدولة لم تعد قادرة على الدفاع عن البلد.

وقال "اليوم هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا… وذلك جعل الجبهة مكشوفة. لدينا وزارة دسيسة بدلا من وزارة دفاع، لذا فإن جيشنا يغادر.. فقد اللواء 72 مساحة قدرها 3 كيلومترات مربعة" من الأراضي.

وتابع "إذا كان السفلة يحددون المهام فإن الجندي يغادر الخندق، لأنه لا فائدة من الموت بلا داع (…) لا ينبغي أن يموت الجندي بسبب غباء قادته".

كما شكك بريغوجين في قدرة الكرملين على الدفاع عن البلاد في وقت تستعد فيه أوكرانيا لهجوم مضاد.

واتّهم قادة الجيش الروسي بالسعي إلى "تضليل" الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الهجوم في أوكرانيا، في دليل جديد على خلافه مع هيئة الأركان العامة.

وقال في بيان "إذا تم القيام بكل شيء لتضليل القائد العام للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين)، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي الذي سيكون غاضبا إذا خسرت (روسيا) الحرب".

هجمات على كييف

ميدانيا، قالت الإدارة العسكرية في كييف إن العاصمة الأوكرانية تعرضت أمس لهجوم صاروخي ليلي هو الخامس منذ بداية مايو/أيار الجاري، وإن الدفاعات الجوية أسقطت 6 صواريخ.

وأضافت الإدارة أن الهجوم نفذته 4 قاذفات إستراتيجية من طراز "توبوليف-95″، بعد إطلاق عدد من المسيرات من طراز "شاهد"، في محاولة لاكتشاف مواقع الدفاعات الجوية.

وأكدت الإدارة عدم وقوع جرحى، لكنها قالت إن حطام الصواريخ سقط في عدد من الأحياء والمناطق بالعاصمة ومحيطها، واقتصرت الأضرار على الماديات.

جنوبا، قال حاكم مقاطعة خيرسون الأوكراني إن 14 مدنيا بينهم طفل أُصيبوا في قصف مدفعي روسي استهدف معظم الأراضي الجنوبية في المقاطعة.

وأشار إلى أن القوات الروسية نفذت في الساعات الماضية 46 هجوما على أحياء سكنية، ومدرسة، ومركز طبي، ومركز لإيواء المسنين.

وأضاف الحاكم أنه تم إجلاء عشرات الأشخاص من الأراضي التي استُعيدت من القوات الروسية، بسبب القصف المتواصل على مدينة خيرسون.

في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الجيش الروسي أسقط طائرة هجومية أوكرانية في خيرسون، حسب وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.

وقالت الوزارة إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة من طراز "سو-25" تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من قرية بيلوزيركا بمقاطعة خيرسون.

ووفقا للوزارة، فقد تم اعتراض 3 صواريخ أوكرانية من راجمات "أوراغان" و"هيمارس" وصاروخ واحد تكتيكي من نظام "توتشكا-أو" خلال النهار.

من ناحية أخرى، هاجمت طائرتان مسيرتان قاعدة عسكرية روسية في منطقة فورونيج غربي روسيا، لا تبعد كثيرا عن أوكرانيا، حسب تقارير رسمية.

وقال ألكسندر جوسيف حاكم منطقة فورونيج -عبر تطبيق تليغرام- إنه تم التصدي للهجوم، مشيرا إلى أن "إحداهما انحرفت عن مسارها بسبب تأثير النيران (المضادة للطائرات) وسقطت، وتم تدمير الأخرى في القصف".

وأضاف أن حالة من التأهب القصوى ما زالت قائمة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 10 جنود روس أصيبوا في الهجوم.

مقتل صحفي

على صعيد آخر، لقي صحفي في وكالة الأنباء الفرنسية بأوكرانيا يدعى أرمان سولدين مصرعه في قصف صاروخي شرقي البلاد، وفق ما أفاد به صحفيون شهدوا الحادث.

وتعرض أفراد الوكالة لنيران صواريخ غراد أثناء وجودهم مع مجموعة من العسكريين الأوكرانيين. وقُتل سولدين (32 عامًا) عندما سقط صاروخ قرب المكان الذي كان يحتمي به.

وتعليقا على الحادث، أكد الكرملين أنه يشعر "بالحزن" لمقتل أرمان سولدين، لكنه أشار إلى أن الظروف المحيطة بمقتله قرب باخموت غير واضحة.

المصدر: الجزيرة 

الأكثر قراءة

العباءة الملكيّة على كتفيّ جعجع