اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الثالث للعدوان على غزة، نجحت قوات الاحتلال في اغتيال قائد جديد من قادة المقاومة، في وقت امطرت المقاومة فيه مستوطنات الغلاف بالصواريخ والقذائف، في ظل فشل الجهود العربية والدولية لاحتواء التصعيد، بعد رفض «اسرائيل» الالتزام بوقف سياسة الاغتيالات،وهو ما اشترطه الجانب الفلسطيني لوقف اطلاق النار.

فقد اغتالت «إسرائيل» قياديا عسكريا خامسا بالمقاومة في قطاع غزة، امس ، وقالت إنها تسعى لقتل أكبر عدد ممكن من قادة الصف الأول لحركة الجهاد الإسلامي، بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية جديدة على ضواحي تل أبيب وعسقلان ومستوطنات ما يعرف بغلاف غزة.

وقالت مصادر في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن أحمد أبو دقة، أحد القادة العسكريين في السرايا، اغتيل في قصف إسرائيلي على منزل في خان يونس جنوبي القطاع.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن أحمد أبو دقة قتل في عملية مشتركة للجيش وجهاز الشاباك. ووصف البيان أبو دقة بأنه نائب قائد الوحدة الصاروخية في الجهاد الإسلامي، وأنه قام بدور مركزي في عمليات إطلاق الرشقات الصاروخية على إسرائيل.

وأضاف البيان أن أبو دقة كان نائب القيادي علي غالي والذي وصفه البيان بأنه كان مسؤولا عن عمليات إطلاق الصواريخ في الأيام الأخيرة وخاصة على مدينة سديروت.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق 507 صاروخا من قطاع غزة اجتازت 368 منها الحدود باتجاه إسرائيل، كما أعلن قصف 147 هدفا في القطاع منذ بدء عمليته العسكرية فجر الثلاثاء الماضي.

وكان الجيش الإسرائيلي أكد استهداف منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة إضافة لموقع استطلاع مخصص لتوجيه عمليات إطلاق الصواريخ.

وأفادت المعلومات بأن مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال أرضا خالية شرق خان يونس جنوبي القطاع. وأضافت أن صفارات الإنذار دوت في مناطق واسعة في غلاف غزة ، وذلك عقب إطلاق رشقة جديدة من الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل.

يأتي ذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك في بيان مشترك اغتيال علي غالي القائد في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غارة على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وشيع امس جثمانا الشهيدين علي غالي مسؤول الوحدة الصاروخية في سرايا القدس وشقيقه محمود.

وقد نعت سرايا القدس عضو مجلسها العسكري ومسؤول الوحدة الصاروخية علي غالي الذي قالت إنه استشهد في عملية اغتيال غادرة في خانيونس. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن الاغتيالات الإسرائيلية لن تمر مرور الكرام وكل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة.

كما قالت الحركة إن سياسة الاغتيال بقصف الأبنية السكنية لن تمنح العدو نصرا وإن الضربات القادمة ستكشف عجزه. وأكدت أن استشهاد غالي لن يوقف صواريخها وأنها قادرة على توسيع دائرة النار.

اتفاق وقف إطلاق النار

من جهته قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إنّ جهود مصر مستمرة للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة واستئناف العملية السياسية، مشيراً إلى أن جهود مصر لتحقيق الأمر لم تؤت ثمارها ونتائجها المرجوة. ودعا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية الأردن وألمانيا وفرنسا، المجتمع الدولي والدول الفاعلة والراعية لـ»عملية السلام»، إلى التدخل لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان.

وزير الخارجية ناشد تلك الدول العمل بشكل جاد، على «وقف الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تهدف إلى القضاء على الدولة الفلسطينية». وأكّد شكر أن مصر مستمرة على موقفها القائم بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، رغم كل ما تشهده المنطقة من تغيرات في الأحداث والمواقف، مضيفاً أن استمرار مصر في بذل قصارى جهدها لتحقيق الهدف، والتواصل المباشر مع الجانبين في سياق العمل العربي والدولي المشترك.

وأضاف أن الوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية نتيجة الاقتحامات المتكررة من جانب القوات الإسرائيلية، واستهداف المدنيين، يمثّل تصعيداً خطيراً ينذر بخروج الوضع عن السيطرة، الأمر الذى يقتضى تكثيف جميع الجهود الدولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والعمل المنسّق بين الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً لتحقيق هذا الغرض.

وشارك سامح شكري، إلى جانب وزراء خارجية الأردن وألمانيا وفرنسا في الاجتماع الوزاري لصيغة ميونخ، لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة، وسبل دفع وتكثيف جهود التهدئة وخفض التوتر.

ودعا وزراء خارجية هذه الدول، إلى وضع حد لأعمال العنف في غزة بعد ثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عقب محادثات مع نظرائها في برلين، إن «إراقة الدماء يجب أن تتوقف الآن».

بدوره، قال نظيرها الأردني أيمن الصفدي، إنّ «التطورات السلبية يجب أن تتوقف، يتعين إعادة إحياء السلام».

وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ «وفداً مصرياً في طريقه إلى إسرائيل في إطار محادثات وقف إطلاق النار».

وقد نفت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي الأنباء التي تتردد حول التوصل لاتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت المصادر أن الوساطات بشأن وقف إطلاق النار ما زالت جارية على حد تعبيرها.

في الاثناء نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لم توافق على وقف سياسة الاغتيالات، كما رفضت تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان وذلك ضمن محادثات وقف إطلاق النار.

وكانت مصادر ذكرت أن الاتصالات المكثفة للوسطاء الهادفة لاحتواء الموقف في غزة تعثرت بعد إصرار الطرف الفلسطيني على إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات.وأضافت المصادر أن هذه الاتصالات تشارك فيها مصر وقطر والأمم المتحدة.

وأكدت مصادر أن الوسطاء نقلوا إلى حركة حماس رسالة مُفادها أن إسرائيل مستعدة للالتزام بتهدئة.

وقد أجابت الفصائل الفلسطينية الوسطاء، بأن إسرائيل هي من بدأت العدوان وأن عليها أن تتحمل المسؤولية.

وفي إسرائيل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن العملية في غزة صحيحة ومبررة، وحققت نتائج جيدة.وأضاف لبيد في حديث مع الإذاعة العبرية أن لا فائدة من إطالة هذه العملية ويجب وقفها الآن.

ومن جهته قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه إذا توقف إطلاق النار، فليست لدى إسرائيل مصلحة في الاستمرار حسب قوله. وأضاف أن الجيش مستعد لجولات كثيرة أخرى، محذرا من أنه إذا انضمت حركة حماس للمعركة فستتلقى ضربة قوية حسب قوله.وبشأن وقف إطلاق النار قال سموتريتش أبلغَنَا المصريون بأن حركة الجهاد تطلب ذلك، وأبلغناهم أن اسرائيل ستتوقف إذا توقفت الجهاد.

كما دعا وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى «اليقظة العالية؛ تحسباً لاحتمال توسيع دائرة القتال»، بحسب ما نقل الإعلام الإسرائيلي.  وأصدر غالانت تعليماته إلى جميع القوات الأمنية «لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحضير لسلسلة من العمليات الإضافية، والحفاظ على الجهوزية، تحسباً لاحتمال اتساع دائرة القتال».

وأتى ذلك بعدما عقد غالانت جلسة إحاطة مع رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي ورئيس «الشاباك» رونين بار. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «التقدير هو أنّ الصليات القادمة سوف تصل إلى المناطق الأكثر بعداً من مستوطنات غلاف غزة». مشيرة إلى أنّه «لا شيء يمنع أن تصل الصليات الصاروخية القادمة إلى منطقة الوسط». وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنّ «جيش» الاحتلال أمر «بتجنيد احتياط لمنسقي أمن البلدات في غلاف غزة حتى بعد 7 كلم عن الحدود».

وأشارت «القناة 12»، إلى أنّ «عدداً كبيراً من المستوطنين غادر منطقة الجنوب، واتجه نحو منطقة البحر الميت وإيلات بسبب التوتر الأمني».

وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليڤان طلب من نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي العمل على وقف التصعيد مع غزة.

وكان بيان للبيت الأبيض أشار إلى أن سوليفان جدد التأكيد على الدعم الأميركي الصارم لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها من الهجمات الصاروخية العشوائية.

وأضاف البيان أن سوليفان بحث خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي الحاجة إلى التهدئة ومنع سقوط مزيد من الخسائر في الأرواح، وأنه أشار إلى الجهود الإقليمية المستمرة من أجل وقف إطلاق النار.

اجتماع عربي

وفي القاهرة دعا اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين- إلى تحرك دولي ضد التصعيد الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية.

وأدان الاجتماع في بيان العدوان والحصار والجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني بما فيها الغارات العدوانية الهمجية على قطاع غزة.

كما عبر عن دعم صمود الشعب الفلسطيني إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد عليه، وحقه المشروع في الدفاع عن النفس. وطالب الاجتماع العربي مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لوقف عدوانها وحصارها المفروض على الشعب الفلسطيني.

وحث الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على تطبيق خيارات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين.

كما حث المحكمة الجنائية الدولية على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وطالب الاجتماع المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح للجنة تقصي الحقائق -التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في 21 أيار 2021- بالدخول إلى أرض فلسطين المحتلة لممارسة ولايتها بشأن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية.

اقتحامات في الضفة

وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال عددا من المدن والبلدات، واعتقلت شابا فلسطينيا من مدينة بيت لحم، بينما اقتحمت قوات اسرائيلية مدينة طوباس وطالبت شابا بتسليم نفسه بعد حصار منزله وسط اشتباكات مسلحة مع مقاتلي المقاومة في المدينة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال أيضا مدينة نابلس ومخيم نور شمس في طولكرم وأحد أحياء مدينة قلقيلية وسط مواجهات مع شبان فلسطينيين واشتباكات مسلحة مع مقاومين، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالرصاص والاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جندي جراء إطلاق النار عليه خلال اقتحامات الضفة الغربية الليلة الماضية. 

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !