اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

صار مؤكدا وثابتا، ان الحياد السعودي في الاستحقاق الرئاسي» لا عودة عنه»، بعد ان وضع السفير وليد البخاري الشخصيات التي التقاها مؤخرا في صورة ما تريده السعودية رئاسيا، مما أدى الى خلط الأوراق الرئاسية بالكامل، خصوصا ان المملكة حددت مواصفات رئاسية من دون تسمية مرشحين، مما أدى الى لبننة الاستحقاق حيث تتنافس القوى وتتسابق لحجز موقع في المعادلة الرئاسية.

وإذا كان موقف الثنائي الشيعي واضح ولا رجوع عنه بالاستمرار بمعركة سليمان فرنجية «للرمق الأخير»، فان القوى المسيحية سيكون لها الدور الأكبر في رسم مسار المعركة الرئاسية وتحديد هوية الرئيس المقبل، لكنها لا تزال تتخبط بخياراتها، كما لم تحسم المعارضة بعد، بمن فيهم «التيار الوطني الحر»، اسم مرشحهم للرئاسة الذي يتأرجح بين ثلاثة أسماء يتم التدوال بها.

وتقول مصادر في المعارضة ان «أصل» المشكلة الحالية لدى المعارضة، يتعلق بموقف رئيس «الوطني الحر» المتقلب في مزاجه الرئاسي، بين الانضمام الى المعارضة وبين العودة الى الحليف في «تفاهم مار مخايل»، مما يجعل اي تقدم في الموقف المسيحي متوقفا عند قرار النائب جبران باسيل بالالتحاق بالمعارضة او العودة الى صفوف حلفائه، لدعم وتأييد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية . فباسيل واقف بين خيارين معقدين: اما الاتفاق مع المعارضة للتوافق على اسم موحد يطيح بما تبقى من أسس علاقته بحزب الله، لأنه في هذه الحال سيكون بمواجهة مع الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله أكثر من سليمان فرنجية، كما ان العودة الى دعم فرنجية يعني قيامه بتراجعات صعبة، قد تكون مؤذية له وللجمهور المسيحي بعد ان قطع وعدا بعدم السير بفرنجية .

الإتفاق الوحيد الذي أنجزه باسيل حتى اليوم مع قوى المعارضة، هو حسم في البند المتعلق بتعطيل وصول سليمان فرنجية، فيما المحاولات قائمة بين باسيل والمعارضة من اجل التوافق على اسم مرشح لا يزال ضائعا بين ثلاثة مرشحين، وسط شكوك لدى المعارضة في قدرة باسيل على الانقلاب وفك تحالفه الرئاسي مع حزب الله، لانه ليس قادرا على ضرب علاقته الإستراتيجية بالمحور السياسي الذي ينتمي، وقد تم رصد إشارات ايجابية من ميرنا الشالوحي باتجاه حارة حريك من اجل فتح صفحة جديدة في العلاقة، بعد فترة من انقطاع التواصل.

مع ذلك، فان عودة «الوطني الحر» الى قواعده السابقة وقبوله بفرنجية غير مؤكد بعد، فباسيل يضع ثلاث «لاءات»: لا لانتخاب فرنجية، «لا» ضد تأمين النصاب له و»لا» لتصويت متفلت من نواب التيار لفرنجية . وعدا عن حرب اللاءات، فان باسيل ذهب بعيدا في رفع السقوف العالية ضد فرنجية وقطع الجسور معه، ومن الصعب عليه مهما كانت الإغراءات الانتقال الى المقلب الآخر ودعم فرنجية، فيما سيكون الانتقال الأقل كلفة هو في التوافق على اسم مرشح يشكل نقطة تلاقٍ عندما تتعقد الأمور رئاسيا، وتصبح الحاجة ملحة لانتخاب رئيس.

وهنا يطرح اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون في حال اتخذت الأوضاع منحى سلبيا، فاسم قائد الجيش على الرغم من ان المعادلة رست على صيغة فرنجية في مواجهة مرشح المعارضة، إلا ان العماد عون لم يخرج من بورصة المرشحين المحتملين، ربطا بالتأييد الأميركي والقطري والمصري الداعم له، إلا ان الكرة الرئاسية رهن إشارة باسيل، فتأييده فرنجية من شأنه قلب الأمور رأسا على عقب، وفي حال السير بخيارات أخرى يصعب التنبؤ بالمسار الرئاسي . وفي كل الأحوال فالأمور ستبقى مؤجلة الى ما بعد قمة جدة وظهور نتائج حراك اللقاء الخماسي . 

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا