اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا زالت اللقاءات والإتصالات جارية على قدم وساق على خط الإستحقاق الرئاسي، دون أي فاعلية أو تسجيل خرق هنا وآخر هناك، فيما ينقل أن ما يحصل يصبّ في خانة المناورات السياسية، على رغم إجماع المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، لكن ما يحصل تحت الطاولة مغاير كلياً، بحسب مصادر المعارضة، بمعنى أن خط «التيار الوطني الحر» ما زال مفتوحاً مع حلفائه السابقين، وثمة قنوات تعمل على خلق مسافة بين رئيس «التيار» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في وقت تتحدّث معلومات بأن لقاءً آخر سيعقد لهذا الغرض في دارة باسيل، ما يدلّ بالملموس برأي المصادر، أن رئيس «الوطني الحر» لم يضع كل أوراقه في سلة واحدة، بل لديه هامش من المناورة والتحرّك، إلى حين جلاء صورة بعض المحطات السياسية في وقت ليس ببعيد، وخصوصا ما أسفرت عنه زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى باريس ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، وسط سؤال، هل لا زالت العاصمة الفرنسية داعمة وتعمل على تسويق فرنجية؟ أم أن الصورة تبدّلت والمعطيات ما قبل وبعد زيارة الراعي تحديداً؟

هنا، يُكشف بأن الأمور قد عادت إلى المربع الأول رئاسياً، وهذا ما كشفه أحد الذين يعملون على خط تقريب وجهات النظر رئاسياً، إذ تشير إلى أن العقبات والعراقيل تفاعلت في الساعات الماضية، وبرز في المقابل ارتفاع حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون، ولكن ليس خياراً محسوماً، إنما كل ذلك يصب في خانة رفع منسوب المناورات السياسية التي تنتهجها كل القوى قاطبة، ففي وقت يرى أحد الأفرقاء أن ترشيح أزعور هو بهدف حرق أوراق فرنجية، يرى الفريق الآخر أن الخيار الثالث، الذي قد يكون في أساسه قائد الجيش، قد يحرق أيضاً كلاً من فرنجية وأزعور سوياً.

ما يعني، وبحسب المصادر، أن «الطبخة» الرئاسية لم تستوِ بعد، وأن أمد الشغور الرئاسي سيطول، وملامح التسوية لم تتبلور بعد بانتظار ترقّب بعض المحطات، بداية ترجمة التوافق السعودي ـ الإيراني، وتطبيق مفاعيل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في حين أن المستجدّ الآخر فيتمثّل بتغيير قواعد اللعبة في الحرب الروسية ـ الأوكرانية وتحديداً ميدانياً، الأمر الذي من شأنه أن يُقحِم العالم والمنطقة في تطورات دراماتيكة، ومن الطبيعي أن ذلك سيكون له وقعه على صعيد التسوية الرئاسية في لبنان. وبالتالي ليس هناك ما يوحي بأن انتخاب الرئيس سيكون في وقت قريب، في ظل هذه الأجواء الداخلية والخارجية، بحيث يبقى الترقّب سيد الموقف خوفاً من أن ينعكس ذلك مزيداً من الإنهيارات على كافة الأصعدة في ظل هشاشة الوضع. وعندها يمكن، ومع إدراك اللقاء الخماسي مدى خطورة الأوضاع في لبنان، أن تأتي التسوية من خلال تحميل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية التعطيل والعرقلة، أي أن اللعبة مفتوحة على كافة الإحتمالات.

لذا، تابعت المصادر إن ترشيح المعارضة للوزير أزعور هي مدار اختبار، على اعتبار أن موقف «التيار الوطني» كان رمادياً، بخلاف ما يقوله بعض نوابه، إضافة إلى أن «اللقاء الديموقراطي» لم يُظهر بعد موقفه النهائي بين الإقتراع بالورقة البيضاء، أو ترك الخيار لنوابه في الإقتراع، أي أن جميع القوى مأزومة وغير قادرة على حسم خياراتها، بانتظار التسوية من الخارج. ومن هنا، أن الأسبوعين هما في غاية الدقة إلى حين أن يأتي الخبر اليقين من الخارج، على اعتبار أن ما يردّده بعض المسؤولين المخضرمين، أن كل ما يحصل في الداخل هو مضيعة للوقت.  

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات