اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شهدت عاصمة السنغال دكار وعدداً من المناطق، أمس الخميس، أعمال عنف بعد أن حكمت محكمة جنائية على زعيم المعارضة عثمان سونكو، المرشح لانتخابات الرئاسة في 2024، بالسجن عامين بتهمة "إفساد الشباب" وبرأته من اتهامات بالاغتصاب موجّهة إليه.

وقال مسؤولان في الشرطة لوكالة "فرانس برس" إنّ ثلاثة قتلى سقطوا خلال تظاهرات في زيغينشور (جنوب)، مشيرين إلى أن شرطياً قضى رجماً بأيدي شبان في ضواحي دكار. ولم يؤكد أي مسؤول هذه المعلومات علناً.

ومساءً لوحظ وجود قيود أعاقت إلى حد كبير إمكان الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت منظمة "نت بلوكس" المعنية بمراقبة شبكة الإنترنت لـ"فرانس برس" إنّ "هذا الوضع شبيه" بما شهدته السنغال عام 2021 من أعمال عنف دامية "ويحدّ على الأرجح إلى حد كبير من قدرة" الأشخاص على التواصل.

وأوضح المحامي، عثمان ثيام، الذي حضر الجلسة أنّ "إفساد الشباب" الذي يشمل توظيف أو التشجيع على توظيف شخص يبلغ أقل من 21 عاماً يعد جنحة بموجب القانون السنغالي، وليس جريمة مثل الاغتصاب.

وكان سونكو سيجرّد من حقوقه الانتخابية في حال دين غيابياً بجريمة مثل الاغتصاب.

ومع ذلك يبدو أنّ إعادة تصنيف الوقائع على أنها جنحة ما زالت بموجب قانون الانتخابات تهدد أهلية سونكو وقدرته على الترشح للرئاسة في 2024.

وحلّ سونكو في المرتبة الثالثة في انتخابات 2019.

ويؤكد سونكو، الذي لم يحضر المحاكمة ولجأ إلى جنوب البلاد، أنّ هذه القضية مؤامرة دبرها الرئيس الذي ينفي ذلك.

ومنذ شباط 2021 عندما تصدرت قضية الاغتصاب المفترضة عناوين الصحف، يخوض سونكو معركة في القضاء وعلى الساحة السياسية لضمان بقائه في مواجهة الرئيس ماكي سال.

وقتل نحو عشرين مدنياً منذ 2021 في اضطرابات مرتبطة إلى حد كبير بوضعه، وتتبادل السلطة ومعسكره الاتهامات في هذا الشأن.

وشهدت السنغال، التي تعدّ من الدول المستقرة نسبياً في منطقة مضطربة على الرغم من بعض المشاكل السياسية، اشتباكات جديدة بين أنصار سونكو وقوات الأمن مرتبطة بمحاكمته ثم عودته من جنوب البلاد إلى دكار الجمعة.

وقد تمكن من حشد الشباب لكنه أوقف الأحد وأعيد قسراً إلى منزله في العاصمة حيث أبقي وسط انتشار كثيف للشرطة. وتصدت الشرطة مذاك بالغاز المسيل للدموع أو حتى الاعتقال، لأي محاولة للاقتراب منه.

وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أعلن سونكو أنه "محتجز" ودعا السنغاليين إلى التظاهر "بكثافة".

وهاجم شبّان منازل أعضاء المعسكر الجمهوري ونهبوها. وجاء الرد بأعمال انتقامية ضد ممتلكات أعضاء في المعارضة وحزب سونكو.

ووعد الرئيس سال، الأربعاء، بالحزم في مواجهة أعمال العنف وقرر بدء "حوار وطني" يفترض أن يخفف التوتر.

يُذكر أنّ سونكو (48 عاماً) هو رئيس حزب "باستيف" وزعيم المعارضة في السنغال، وهو يدين استغلال القضاء وجعله أداةً لتحقيق غايات سياسية، كما أنه يلقي خطباً تشدد على السياسة والانتماء إلى أفريقيا ويهاجم النخب والفساد.

كذلك، ينتقد الهيمنة الاقتصادية والسياسية التي تمارسها فرنسا والشركات المتعددة الجنسيات، ويدافع عن القيم الدينية والتقليدية، علماً أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب في السنغال.

وكالات+الميادين

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟