اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سقط عملانياً التفاهم بين حزب الله و»التيار الوطني الحر»، وحدث هذا السقوط بمجرد ان سار النائب جبران باسيل بتبني ترشيح وزير المالية السابق جهاد ازعور. وباسيل يعلم ان خطوته ستقسم ظهر تفاهم مار مخايل، صحيح انه بدأ بهذا المسار منذ فترة ليست بقصيرة، لكنه بقضية ازعور اطلق عليه رصاصة الرحمة.

بالطبع يعلم الجميع ان هذا التفاهم امّن لكل من الحزب والتيار منظومة مصالح، لكن على مستوى التيار حقق من خلاله مكاسب ضخمة، ليس فقط في النيابة والادارة ودعم المشاريع فحسب، بل رئاسة جمهورية، ما كانت لتحصل دون موقف حزب الله من ترشيح العماد ميشال عون.

هذا الكلام بدأ يراه حزب الله واقعيا جدا، بل ربما يعلن في اي وقت على لسان مسؤوليه، وان كان الاجدى عدم التعليق .

لكن الاهم في الساحة المسيحية ، حيث تقول شخصيات سياسية ونيابية كسروانية، ان الرابح الاكبر هو رئيس «القوات» سمير جعجع، الذي استطاع ان يجلب باسيل الى ملعبه، ويؤكد لحلفائه الاميركيين انه استطاع انجاز ما لم ينجزوه، اذ كل الوقت كان العمل على اسقاط هذا التفاهم، ولم يفلح بذلك سفراء واشنطن وغيرهم في لبنان من ضرب التحالف بين الحزب والتيار، وهذا ما نجح بانجازه رئيس «القوات»، الذي يعلم ان باسيل بات من بين الضعفاء امامه في الساحة المسيحية ، وان قوته الحالية يستمدها من الرئيس عون اطال الله عمره، وهو اي يستثمرها كما فعل دائما بذكاء.

لكن في النتائج ، ووفق نواب 14 اذار، انهم لا يثقون بخطوات رئيس التيار، وهم يعلمون ان كل قصة ازعور وترشيحه هي لاسقاط ترشيح سليمان فرنجية وازعور معا، وهذا ما لن يحصل في المدى المنظور، اذ لا الرئيس نبيه بري ولا حزب الله وحلفائهما سيتنازلون عن دعم فرنجية كما فعل الآخرون بالنائب ميشال معوض، ولا حلفاء باسيل الجدد في الاستحقاق الرئاسي في وارد التتازل عن جهاد ازعور حاليا، وهو يعلم ان وصوله للرئاسة دونه صعوبات حقيقية اذا لم يتخلص باسيل من فرنجية.

يضيف هؤلاء اذا انسحب باسيل من هذا الترشيح لاي سببب كان، سيجد نفسه وحيدا ، وقد تشظت كتلته النيابية والسياسية كما تتجه الامور حتى الآن، مما يعني على حد قول نواب من كسروان جبيل «ان باسيل لم يستطع ان يتحول الى بشير، بل سقط امام سمير».

في المقابل، تنقل نفس المصادر ان اجواء السفارة الاميركية ، تشير الى ان هؤلاء لا يعلقون كثيرا على خطوات باسيل، باستثناء توقفهم عند مستقبل علاقته بحزب الله، التي يعتقدون انه يسير بها لمصالح خاصة به، او لنصائح سمعها في منتديات بات يواظب على حضورها في الخارج، تحت عناوين مسيحية.

ويضيف هؤلاء، ان باسيل يعلم ان جهاد ازعور ليس مرشحا تتمسك به واشنطن، اذ عندها افضليات اخرى، بل ان بعض السفارات العربية تحدثت الى باسيل بهذا الموضوع وبالاسم، لكنه لم يوافق، مع ان بعض السفراء الخليجيين يقول في النهاية يوافق جبران معنا. اذا، في الربح والخسارة لم تظهر الامور جلية بعد، لكن مسافة اشهر قليلة ستكون الصورة اوضح امام رئيس التيار، وسوف تتبين له نتائج خطة سيره، واين ستؤول الامور.

يبقى السؤال، ماذا لو اصرّ بري وحزب الله والحلفاء معهما على دعم ترشيح فرنجية؟ وهذا ما هو حاصل الان. وماذا لو كانت الحسابات الاقليمية بعكس توجهات البعض؟ خصوصا اننا امام خطوة ضخمة بدأ الحديث عنها بالكواليس، وهي قرب الانفراج في ملفات اقليمية ضخمة ان اميركيا وايرانيا، او على اصعدة اخرى.

التقدير الطبيعي لكل ما يحدث ان المحور الذي يتمركز به حزب الله، قوي جدا في لبنان والمنطقة، ومعه تجري النقاشات بكل الساحات والملفات، وليس مع سواه؟

الملف اللبناني على الطاولة

اشارت مصادر واسعة الاطلاع الى ان المباحثات الايرانية- السعودية تطرقت بالفعل للملف الرئاسي اللبناني، في ظل متابعة فرنسية حثيثة وبموافقة اميركية...

كما رجحت المصادر أن يصار الى دعوة شخصية لبنانية خلال وقت قريب الى المملكة العربية السعودية ، للاستماع اليها ببعض الملفات والاسئلة حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

الأكثر قراءة

نهاية الزمن اليهودي في أميركا؟