اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ ما يزيد عن الشهر، عندما اعيد انتخاب الرئيس التركي رجب طيب ارودغان رئيساً للمرة الثالثة لتركيا، خرج الطرابلسيون بإحتفالات فرحاً ووزعوا الحلوى. وقبل الاحتفالات بإعادة انتخاب ارودغان تضامن الطرابلسيون ومعظم اللبنانيين مع الاتراك والسوريين في مصابهم الاليم بالزلزال، الذي ضرب سوريا وتركيا في 4 شباط الماضي.

التفاعل اللبناني، والطرابلسي خصوصاً ، مع الهموم التركية الداخلية يراه قطب شمالي طرابلسي نيابي، مرده الى المزاج السني الذي يرى في الرئيس التركي رجب طيب ارودغان "زعيماً سنياً" واسلامياً، مع تراجع الحضور السعودي في لبنان عموماً وفي الساحة السنية والطرابلسية خصوصاً.

ويكشف القطب لـ"الديار" انه تاريخياً المساعدات السعودية الانسانية والمادية والغذائية والطبية والتعليمية كانت معقولة، واستفاد منها "تيار المستقبل" وجمهوره الشمالي والسني. ولكن المساعدات التركية قبل الزلزال كانت محدودة، ولم تتعد الجوانب الطبية والانسانية والمستشفيات الميدانية، وقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بعد انفجار المرفأ في 4 آب 2020.

ويؤكد القطب ان علاقة السياسيين اللبنانيين والدولة اللبنانية مع تركيا جيدة ومتوازنة، وهي تمر عبر المؤسسات الرسمية كالحكومة والخارجية ومجلس النواب. اما علاقات تركيا ببعض الشخصيات كالنائب فيصل كرامي، والذي يتردد من وقت الى آخر اليها، فهي تصب في إطار خدماتي وتأمين مساعدات طبية وانسانية للطرابلسيين من خلال مؤسساته، وكذلك تفعل "الجماعة الاسلامية" و"حركة حماس"، رغم وجود تباين ملحوظ في الفترة الاخيرة بين نظام ارودغان و"الاخوان المسلمين" عموماً. بالاضافة الى الخصوصية التي تتمتع بها "الجماعة الاسلامية" في لبنان وكذلك "حماس" ، وتباينهما مع انقرة في اكثر من ملف ، لا سيما الملف السوري والفلسطيني بحدود معينة.

كما لوحظ في الفترة الاخيرة تنامي العلاقة بين تركيا وجمعية "المشاريع الخيرية الاسلامية"، التي نشطت في جمع تبرعات غذائية وطبية بعد وقوع الزلزال لسوريا وتركيا.

وبعد إعادة انتخاب ارودغان واحتواء الآثار الانسانية والطبية للزلزال المدمر، تكشف اوساط طرابلسية عن عودة الحضور التركي الى زخمه، عبر عدد من الجمعيات التركية التي تنشط في الشمال من بوابة دعم القضية الفلسطينية، ومحاولة ملء الفراغ السني لـ "تيار المستقبل" وللسعودية، ومن بوابة المدارس الدينية ودورات القرآن الكريم، وصولاً الى تقديم مساعدات طبية وغذائية، تصفها الاوساط بالمحدودة، والتي تعطى لبعض الشخصيات، ولكن من دون ان ترقى الى مستوى يمكن وصفه بأنه بداية مشروع تركي سياسي خاص للشمال او سُنّة لبنان!


الأكثر قراءة

هل هو القضاء والقدر فقط ؟