لن يذهب الثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" الى التصعيد السياسي او الامني والعسكري، بل سيعملان بهدوء وروية ويناقشان معاً كل ما حصل منذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، وفي الاستحقاقين كان لهما مواقف، وسيطرحان كل هذه المرحلة على الطاولة لا سيما بعد جلستي الحكومة في 5 و7 آب اللتين اتخذت فيهما قراراً بحصر السلاح في يد الدولة، والطلب من قيادة الجيش وضع خطة تنفيذية لتسلم السلاح غير الشرعي ضمن مهلة زمنية تنتهي في نهاية العام الحالي، وتطبق على مراحل، كما طلب الموفد الأميركي توم براك في ورقته، والرسالة التي حملته السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون الى الرئيسين عون ونبيه بري، يوم الجمعة والسبت، وقبل انعقاد جلسة الحكومة في 5 آب، التي قرر رئيس الحكومة اتخاذ القرار فيها، وهذا ما حصل، ولم يتمكن رئيس الجمهورية من تدوير الزوايا وترك المجال للتشاور، لان الملف لم يعد معه لجهة معالجته بالحوار.
فالثنائي الشيعي الذي انسحب وزراؤه من الحكومة، هو امام مرحلة مصيرية، وفق وصف قيادي في "حزب الله" الذي يؤكد أن باب الحوار مع رئيس الجمهورية لم يقفل، وان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي يتواصل مع الرئيس عون، عاتبه على ما ورد في خطابه بعيد الجيش بتسمية "حزب الله" حول تسليم السلاح، فكان رده بأنه ما زال حريصاً على عدم الوصول الى صدام ويعتبر "حزب الله" ان الرئيس عون تعرض لضغوط فرضت عليه التراجع عن وعده للرئيس بري و"حزب الله" بأنه لن يترك لمجلس الوزراء ان يحدد مهلة زمنية، لكنه لم يستطع فعل ذلك مع وجود اكثرية فيه اتخذت القرار.
من هنا فان "حزب الله" يتشاور مع الرئيس بري حول الخطوات التي يجب ان تتخذ بعد قرار الحكومة، وهل سيعاد ما حصل في حكومة فؤاد السنيورة بالاعتكاف ثم بالاستقالة التي لا يرى القيادي في "حزب الله" أنها واردة في فترة قريبة، وان الانسحاب من الحكومة او الاعتكاف عن حضور الجلسات لن يحصل، وان وزراء الثنائي سيحضرون جلسة مجلس الوزراء المقبلة، بانتظار خطة الجيش الذي يراه أنه أنقذ الحكومة من المأزق الذي وضعت نفسها فيه، وهو سيضع خطة وستطلب منه الحكومة تنفيذها بناء على قرارها، وهنا يتوقف الامر على قيادة الجيش التي لا ترغب بوقوع صدام مع "حزب الله"، وهذا هو توجه رئيس الجمهورية ايضاً، وهو ما يعمل له "الثنائي الشيعي"، ألا يحصل الصدام الذي يريده البعض وفق المسار الذي تسلكه الحكومة التي فيها اطراف سياسية تدعو الى نزع السلاح بالقوة، وهذا ما يتخوف منه "حزب الله" يقول القيادي فيه، وهو الانزلاق بلبنان نحو قتال بين الجيش و "حزب الله"، او احداث فتنة مذهبية سنية – شيعية، او حرب أهلية، وهذه الخيارات يهرب منها "الثنائي الشيعي" الذي يدعو الى معالجة ما حصل، بالهدوء والروية والخطاب المرن وغير المتشدد، وان ما يجري في الشارع لا يعتبره القيادي أنه بقرار من "حزب الله" وحركة "أمل"، بل هو رد فعل على قرار تراه بيئة المقاومة انه يحاصرها ويقتلها ولا يوجد رد من الحكومة على الاعتداءات "الاسرائيلية".
فالمرحلة صعبة ودقيقة وخطرة بعد ان دخل الخارج على الداخل، وفرض على الحكومة ان تلبي الشروط الأميركية، يقول القيادي الذي لا يقفل باب الوصول الى حل يعمل عليه، وهو ان يضع الجيش الخطة، وينفذها بعد حصول الانسحاب "الاسرائيلي" وتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، الذي ينتهكه العدو "الاسرائيلي"، فيكون الحل متوازناً، يصدر القرار عن الحكومة الذي طلبه الموفد الأميركي الذي عليه ان يقوم بمثله مع العدو "الاسرائيلي"، وبذلك يتم تجنيب لبنان الصدام مع الجيش او حدوث فتنة، وهذا ما يراه القيادي مخرجاً، سيطرحه على الحكومة وزراء الثنائي فيها.
يتم قراءة الآن
-
تأسيس «المجلس العسكري المسيحي» في سوريا: «مظلة» الدولة لا تقي
-
ربط نزاع بين الحكومة والثنائي الشيعي بانتظار 31 آب هل حصل سلام على تطمينات اميركية بالتمديد لليونيفيل دون تعديلات؟ حزب الله ضد اي تحرك في الشارع وتنسيق مع الجيش لضبط الاوضاع
-
الخلفيات الخطرة للمشهد اللبناني
-
هل تسير العلاقة بين جنبلاط و"الثنائي" نحو الفراق؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:25
مصادر عسكرية لـ"الجديد": الجيش اللبناني ينفذ انتشاراً في كل المناطق التي من الممكن أن تشهد تحركات شعبية من بعلبك الى الجنوب مروراً ببيروت والضاحية مع اصرار الجيش على عدم قطع الطرقات خاصة طريق المطار
-
22:20
مسيرات احتجاجية رفضاً لقرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة في البقاع الأوسط مع انتشار لعناصر الجيش اللبناني في المنطقة
-
22:15
الجيش اللبناني يقفل حاجز عين الدلب - شرق صيدا بالإتجاهين ويقطع طريق المية ومية شارع الهمشري
-
22:12
القناة 12 عن مسؤول "إسرائيلي": لا نستبعد العودة إلى المفاوضات بشأن صفقة جزئية في إطار خطة ويتكوف
-
21:45
وسائل إعلام "إسرائيلية": تظاهرة حاشدة في "تل أبيب" احتجاجاً على قرار "الكابينت" احتلال مدينة غزة
-
21:37
الجديد: جلسات مجلس الوزراء ستتوقف في الأسبوع الثالث من شهر آب بسبب عطلة المديرين العامين في القصر الجمهوري والسراي الحكومي على أن تُستأنف نهاية هذا الشهر
