اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يتوقع أن تعود العلاقة بين الحزب «التقدمي الإشتراكي» وحركة «أمل» بشكل تدريجي إلى ما كانت عليه قبل جلسة 14 حزيران الماضي الشهيرة، في ظل المعركة التي شهدتها هذه الجلسة بين المرشحين رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، وحيث فاجأ وليد جنبلاط حليفه وصديقه الرئيس نبيه بري، عندما مشى بانتخاب أزعور خلافاً لما كان يتوقعه بري، أي أن يقترع «اللقاء الديموقراطي» بالأوراق البيضاء. وعليه، وخلافاً للمواقف التجميلية، وما يقال عن عدم وجود خلافات وسواها، إلا أن هذه الجلسة أدّت إلى فتور وتباينات، لا بل قطيعة بين عين التينة وكليمنصو استمرت منذ 14 حزيران إلى حين أن بدأت الأمور تتبدّل وتعود إلى وضعها الطبيعي، لا سيما بعد انتخاب رئيس «اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط رئيساً للحزب خلفاً لوالده، وهذا ما أدّى إلى زيارة وفد من حركة «أمل» لكليمنصو لتهنئة تيمور بالرئاسة.

واللافت أن المواقف التي أعقبت اللقاء من قبل حركة «أمل» و»التقدمي» كانت بمثابة التأكيد لكل القوى والأطراف، بأن ما يربطهما أقوى من أي استحقاقات ومحطات سياسية وسواها، بمعنى كان المطلوب أن يصدر هكذا كلام إيجابي لإعادة صياغة العلاقة بينهما، والتي ستُتوّج في وقت قريب جداً من خلال زيارة يقوم بها النائب تيمور جنبلاط إلى عين التينة، لشكر بري على التهنئة، والتأكيد على العلاقة الوطيدة بينهما، وقد يرافق تيمور والده في هذه الزيارة، باعتبار أن جنبلاط الأب لم يتقاعد، وهو سيبقى رئيس الظل للحزب «التقدمي»، وكذلك سيظل على متابعته لكل الشؤون والشجون السياسية، إن على مستوى الحزب أو «اللقاء الديموقراطي»، لكنه كي لا يصطدم بأي واقع سياسي لا يريده.

وتقول مصادر مقربة من جنبلاط ان توريث نجله رئاسة الحزب بعد «اللقاء الديموقراطي» شكّل له ارتياحاً، ولكي يكون له هامش الحرية في إطلاق مواقف سياسية لا تعبِّر عن الحزب أو اللقاء، خصوصاً وأنه بدأ يعمل على إعادة التموضع الذي كان متواجداً فيه في الثمانينات والتسعينات، بعدما قال كلاما عالي السقف يوم انتخابات الحزب في عين زحلتا، عندما اعتبر ان الظروف السياسية أملت عليه التموضع في استحقاقات لم يكن يرغب بها، أي أنه غمز من قناة الأحزاب المسيحية وحقبة 14 آذار، وكل ما أعقبها منذ ذلك الوقت إلى اليوم، وهذا ما ولّد استياءً عند بعض قادة 14 آذار السابقين، ولكن لم يرغبوا في الدخول في أي مساجلات مع جنبلاط في هذه المرحلة بالذات، وحفاظاً على ما جمعهم آنذاك من تحالفات شكل تحوّلات كبيرة في تلك المرحلة.

من هنا، فإن زيارة نواب «أمل» إلى كليمنصو والكلام الذي قيل من الفريقين ، يدل على أن الأمور تتّجه لإعادة تشكيل مرحلة اصطفافات سياسية جديدة وتحالفات. والسؤال هل ستنسحب على الإنتخابات الرئاسية؟ أي هل سيستمر «اللقاء الديموقراطي» في دعم ازعور؟ تجيب المصادر من المبكر الخوض في هذه العناوين، حيث ينقل وفق المعلومات بأن إعادة خلط الاوراق السياسية قد تكون بمثابة تحوّلات على صعيد كافة الأطراف والقوى، بانتظار ما ستحمله زيارة الموفد لودريان، وإن كانت لا تزال غير محددة وتحيط بها تكهّنات وتأويلات عديدة، بعدما كان سبق وأن أكد أنه سيعود في منتصف تموز الجاري. 

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!