اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في حين اعلن البيت الأبيض الموافقة على تسليم أوكرانيا ذخائر عنقوديّة، وسط جدل بشأن تزويدها بهذه الذخائر، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة حلفائه بدعمه بأسلحة متطورة. وفي حين اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «اننا قادرون على التغلّب على الصعوبات»، أعلنت الرئاسة الروسية أن التسوية السياسية في أوكرانيا غير ممكنة حاليا، وأنها لا ترى آفاقا لذلك.

أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان امس في بيان، الموافقة على تسليم نظام كييف ذخائر عنقودية، رغم إدراك خطرها على المدنيين. وقال سوليفان إن «الولايات المتحدة تدرك أن استخدام القذائف العنقودية في أوكرانيا ينطوي على مخاطر على السكان المدنيين، ولذلك أرجأت قرار نقلها».

وادّعى سوليفان أن «أوكرانيا تطلب ذخائر عنقودية لحماية أراضيها السيادية». وأقرّ ان «الهجوم المضاد الأوكراني يسير بصعوبة، حيث يواجه مقاومة كبيرة من القوات الروسية». واشار الى إن «أوكرانيا مصممة على مواصلة أعمالها ولم تستخدم بعد الموارد الكبيرة التي تمتلكها».

وأضاف: «لن تصبح أوكرانيا عضوًا في الناتو بعد قمة فيلنيوس، ولا تزال بحاجة إلى تلبية عدد من متطلبات العضوية».

اشارة الى ان أكثر من 120 دولة وقّعت على معاهدة دولية تحظر تلك الذخائر التي عادة ما تنثر عددا كبيرا من القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة، والتي يمكن أن تقتل أو تشوه مدنيين لا يعلمون عنها شيئا بعد شهور أو سنوات، ورفضت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة التوقيع على المعاهدة.

معارضة لتسليم كييف ذخائر عنقوديّة

وتعليقا على هذه الخطوة، قالت باريس إنها تلتزم بعدم إنتاج أو استخدام أسلحة فتاكة، وأضافت أن بلادها تتفهم الوضع الذي جعل الولايات المتحدة تسعى لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

وعبّرت ألمانيا عن معارضتها لإرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، وقال وزير الدفاع الألماني إن ذلك ليس خيارا لبرلين. واعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، معارضة بلادها إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، وقالت للصحافيين في مؤتمر للمناخ في فيينا «تابعت التقارير الإعلامية. بالنسبة لنا كدولة طرف في اتفاقية أوسلو، فالاتفاقية تنطبق في هذه الحالة». وهي تشير بذلك إلى اتفاقية الذخائر العنقودية التي أتيحت للتوقيع عليها في العاصمة النرويجية عام 2008، وتحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية.

وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف إن تزويد الغرب لكييف بوسائل تدمير حديثة أمر خطير للغاية.

واشارمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الى إن إمداد الولايات المتحدة لأوكرانيا بالذخائر العنقودية سيكون خطوة أخرى نحو التصعيد.

القنابل العنقودية

والقنابل التي ستزود بها واشنطن كييف لأول مرة، يتم إطلاقها من مدافع «هاوتزر»، وتزن الواحدة منها 430 كيلوغراما، وتحمل 88 عبوة متفجرة صغيرة. ويمكن أن تغطي كل قنبلة مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع حسب الارتفاع الذي تُطلق منه القنابل الصغيرة.

وصُمم هذا النوع من القنابل لضرب الدبابات والعربات المدرعة وتدميرها أو تعطيلها على الأقل. وتتميز هذه الذخائر بمعدلات فشل مرتفعة، ويمكن للطلقات التي لا تنفجر أن تتسبب بقتل وتشويه مدنيين عند انفجارها بعد سنوات أو حتى عقود. وقد استخدمتها الولايات المتحدة آخر مرة أثناء غزو العراق عام 2003، ووفق شبكة «سي إن إن»، فإن طرفي الحرب روسيا وأوكرانيا استخدمتاها في الحرب الجارية حاليا.

زيلنسكي: للإسراع في ضمّ

أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

على صعيد آخر، من المنتظر ان يصل الرئيس الأوكراني الى اسطنبول للقاء الرئيس رجب الطيب اردوغان. وكان زيلنسكي قال في تصريحات له في العاصمة التشيكية براغ، إن قوات بلاده لن تستطيع تنفيذ هجومها المضاد من دون أسلحة هجومية متطورة، تتضمن صواريخ بعيدة المدى»، مضيفا «أنه يجب الإسراع في ضمّ أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)».

ودعا الرئيس الأوكراني «قادة الحلف إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو منح العضوية لكييف في قمة الأسبوع المقبل»، وقال إن بلاده ب»حاجة إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد التصريح العام الذي حصلت عليه قبل أكثر من 10 سنوات بأن باب الحلف مفتوح أمامها». وانتقد عدم وجود موقف موحد داخل الحلف الأطلسي حول مسألة انضمام أوكرانيا والسويد للحلف، محذرا «من أن ذلك يشكل تهديدا للأمن العالمي».

من جهته، قال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي ببروكسل، «إن قادة الناتو سيعيدون التأكيد خلال قمتهم المقبلة على أن أوكرانيا ستصبح عضوا في الحلف»، مضيفا «أن أعضاء الحلف يعملون من أجل تقريب أوكرانيا من استكمال متطلبات العضوية».

من جانبه، قال رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا: «إن مستقبل أوكرانيا هو في الاتحاد الأوروبي والناتو»، مضيفا «أنه يتوقع أن يدعم الشركاء في الحلف انضمام كييف إليه. كما أعلن فيالا أن بلاده ستزود أوكرانيا بمروحيات مقاتلة، وستدرب طياريها على طائرات إف-16 أميركية الصنع لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية». وتابع «إن التشيك ستقدم المزيد من المروحيات القتالية ومئات آلاف قطع الذخيرة من العيار الثقيل».

بوتين: مستهدفي روسيا لم ينجحوا

حتى الآن في تحقيق الأهداف

بالمقابل، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الثقة بقدرة بلاده على التغلب على كل الصعوبات التي تحاول بعض الدول خلقها لها. ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين قوله خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس أمن روسيا الاتحادية: «سنناقش الإجراءات التي نتخذها ويجب أن نتخذها للتغلب على الصعوبات التي تخلقها بعض الدول فيما يتعلق بروسيا»، لافتاً «لى أن مستهدفي روسيا لم ينجحوا حتى الآن في تحقيق الأهداف التي حددوها ضدها»، مضيفاً «إنهم لم ولن ينجحوا.»

حضر الاجتماع الذي ترأسه بوتين عدد كبير من المسؤولين الروس، ومنهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ورئيسا مجلس الاتحاد ومجلس دوما فالنتينا ماتفينكو وفياتشيسلاف فولودين، وأمين مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، ورئيس المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين.

من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين «إن التسوية السياسية والديبلوماسية في أوكرانيا غير ممكنة حاليا، بسبب عدم رغبة كييف وواشنطن في ذلك»، وأشار «إلى أن موسكو لم تغلق الباب أمام عملية التفاوض، لكنها لا ترى أي آفاق لها حتى الآن.»

وبشأن زيارة زيلينسكي إلى تركيا، قال بيسكوف: «إن الكرملين سيتابع عن كثب نتائج الاجتماع الذي سيعقد في تركيا بين الرئيسين الأوكراني زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان». وعن إمكان عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي أردوغان، قال بيسكوف «إن الاتصالات بين الرئيسين غير مستبعدة في المستقبل المنظور»، مضيفا «أن الرئيس بوتين قد يتحدث مع أردوغان قريبا، لكن لم يتم تحديد موعد ذلك بعد». 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»