اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على الرغم من أن الهواجس الأمنية تبقى حاضرةً في أي مكان، بنتيجة الشغور الرئاسي والإنسداد السياسي على خطّ التواصل والحوار، فإن أوساطاً نيابية مطلعة تؤكد بأن منسوب المواجهة المحتملة على الحدود الجنوبية، ما زال تحت مستوى الخطر من أي انزلاقٍ نحو تصعيدٍ أمني غير مسبوق، على خلفية الإعتداءات "الإسرائيلية" على السيادة اللبنانية على الجزء اللبناني من بلدة الغجر، أو بسبب استمرار التهديد والتهويل من قبل "إسرائيل" للبنان، وتوجيه الإنذارات المتتالية عبر الوسائل الديبلوماسية من أجل تسوية ملف خيمتي المقاومة في مزارع شبعا، في سياق السعي إلى الحلول الديبلوماسية بعيداً عن أية مواجهة عسكرية.

ولا تجزم هذه الأوساط بأن صورة الواقع الحدودي مستمرة على حالها في المدى الزمني المنظور، في ظل ارتفاع منسوب الحماوة على أكثر من صعيد، لكنها وفي الوقت نفسه لا تتوقع أن تتخطى المسألة سقفاً محدداً يؤدي إلى ضبط التطورات العسكرية، ويُبقي الجبهة الجنوبية بمنأى عن الإنفلات والتدهور بشكلٍ واسع. وتكشف الأوساط عن عملية سياسية لتحقيق مكاسب داخلية، يقوم بها بنيامين نتنياهو في شمال الغجر على وجه الخصوص، بغية تحسين موقعه الداخلي، بالتوازي مع عدوانه المتواصل على الأراضي الفلسطينية، والذي يريد أيضاً من خلاله الإمساك بالقرار الأمني والحفاظ على حكومته من السقوط.

لكن المحاولات "الإسرائيلية" التي حصلت سواء في مخيم جنين أو في مناطق أخرى في الداخل الفلسطيني، لم تحقق وكما تضيف الأوساط المطلعة، أي هدف استراتيجي لنتنياهو، فكان التحول باتجاه الحدود مع لبنان من أجل تنفيذ عملية عسكرية ولو محدودة، من أجل تحقيق أهدافه، من دون الوصول إلى مرحلة تغيير قواعد الإشتباك على هذه الجبهة، وبالتالي إبقاء الأمور مضبوطة وتحت سقفٍ معين يحول دون أي تصعيد مجهول النتائج، ولن يصبّ بشكلٍ مؤكد في مصلحة الإستراتيجية التي وضعها نتنياهو، عندما بدا بالإعتداء على الأراضي اللبنانية والسيادة اللبنانية بالدرجة الأولى.

لذلك، فإن التلويح بالتصعيد من قبل "إسرائيل" يترافق مع رسائل ديبلوماسية باتجاه الأمم المتحدة من أجل معالجة الوضع بالوسائل الديبلوماسية، ما يجعل من التهديد مجرد رفع مستوى الخطاب من أجل الضغط على لبنان، والوصول إلى تحقيق نتائج ميدانية من دون المخاطرة بأي خطوة غير محسوبة النتائج، ترتد سلباً على "إسرائيل" بالدرجة الأولى، ويهدد الوضع الأمني في مزارع شبعا.

وفي هذا السياق، تكشف الأوساط المطلعة نفسها عن أن الموقف الأميركي في هذه المجال، يركز على عدم امتداد أي تصعيد من الداخل الفلسطيني إلى أي جبهة أخرى، وبشكلٍ خاص على الحدود الجنوبية اللبنانية، ذلك أن هذا التطور سيفتح الوضع على المجهول، ويطرح أكثر من سيناريو للوضع الأمني كما للوضع السياسي والديبلوماسي، في لحظةٍ بالغة الخطورة على الساحة اللبنانية الداخلية، في ضوء الشغور الرئاسي والإنقسام الداخلي.


الأكثر قراءة

أردوغان ضدّ "إسرائيل"... هل نصدّق؟