اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

توسعت دائرة الإشتباكات في مخيم عين الحلوة بعد ظهر امس، لتمتد إلى منطقة الرأس الأحمر، وافادت معلومات بأن الوضع خرج عن السيطرة، على الرغم من تدخل بعض قيادات صيدا، فيما اغلق الجيش اللبناني حاجز الحسبة ومنع الأشخاص من الدخول الى مخيم عين الحلوة. كما وصلت قوّة كبيرة من فوج مغاوير البر الى محيط مُخيّم عين الحلوة لضبط الوضع.

هذا، وعملت القوى الأمنية على إقفال كل الطرق المؤدّية إلى جوار ومحيط المخيم، في حين أن الاشتباكات لا تزال متواصلة وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة ورصاص القنص والقذائف الصاروخية".

وقد اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان، انه "على أثر وقوع اشتباكات داخل مخيم عين الحلوة - صيدا، سقطت قذيفة في أحد المراكز العسكرية كما تعرضت مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح".

وحذّرت قيادة الجيش من "مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب"، واكدت أن "الجيش سيرد على مصادر النيران بالمثل".

مقتل العرموشي

وتسارعت تطورات الاشتباكات لتبلغ ذروتها بعد الظهر، حيث سجل خلالها مقتل قائد الامن الوطني في صيدا العميد في حركة "فتح" ابو اشرف العرموشي مع 3 من مرافقيه، اثر تعرضهم لكمين مسلح في حي البساتين داخل المخيم، فيما كشف مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو العرب في حديث تلفزيوني، ان العرموشي قتل مع أربعة من مرافقيه وجرح آخرين بعد تعرضهم لكمين بينما كانوا في موقف المدارس ويتحضرون للانتقال الى شارع البستان.

المقدح يوضح

من جهته، أوضح القيادي في حركة "فتح" اللواء منير المقدح في حديث تلفزيوني، أن "الاشتباكات سببها توجه العرموشي لتسليم الشخص الذي أطلق النار يوم السبت، فتعرض لكمين مسلّح، وعلى اثرها تجددت الاشتباكات وقُتل اثنين من مرافقيه"، مؤكدا "أن حركة فتح تحاول التوجّه نحو التهدئة، ويجب تسليم كل مسؤول عن الإغتيال الى الجيش اللبناني".

"فتح" تنعي وتتوعد

من جانبها، نعت حركة "فتح" في لبنان العرموشي ورفاقه، وقالت في بيان أنّ "هذه الجريمة الجبانة التي نفّذتها جهات مشبوهة لم يردعها أي وازع وطني أو ديني أو أخلاقي عن مواصلة إنما تجسّد حلقة في مسلسلها ومخططها الدموي الذي يستهدف أمن واستقرار مخيماتنا وقادة وكوادر حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني صمام أمان هذه المخيمات والجدار الصلب في وجه كل المشاريع التي تستهدف وجودها واستقرارها وهويتها الوطنية".

وعاهدت قيادة "فتح" في لبنان "شعبنا الفلسطيني بأننا لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة دون محاسبة مرتكبيها، وسنكون كما عَهِدنا شعبنا سدًّا منيعًا في وجه كل المشاريع المشبوهة والمخططات التآمرية على قضيتنا ومشروعنا الوطني"، ثم عاهدت العرموشي ورفاقه "الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حفظ أمن شعبنا وصون استقلالية قرارنا الوطني الفلسطيني، بأن دماءهم لن تذهب هدرًا، ونجدد العهد والقسم بأن نواصل على خطاهم مسيرتهم الوطنية المشرّفة، وأن تبقى حماية شعبنا ومخيماتنا واجبنا المقدس".

"الانصار" تنفي

من جهتها، أوضحت "عصبة الأنصار" الإسلامية في مخيم عين الحلوة، في بيان أنه "تعقيباً على ما ورد في مواقع التواصل الاجتماعي من أنَّ العصبة تشارك في الاشتباكات، يهمّنا تأكيد اسفنا لما حصل ويحصل في المخيم، وسقوط القتلى والجرحى وترويع الناس، ونترحم على القتلى. ونتمنى الشفاء للجرحى، كما نؤكد أن عصبة الأنصار لم تشارك في الاشتباكات الحاصلة، ونعمل منذ اللحظة الأولى لحصول الحدث على وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع في المخيّم عبر اتصالات نقوم بها مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين"، مضيفة "نشدد على حرصنا على أمن واستقرار المخيم والجوار"، وداعية إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وإفساح المجال للاتصالات والحوار، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه".

اجتماع في مكتب "امل"

وفي السياق، اجتمعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك بحضور وفد من قيادة حركة امل وممثل عن الاخوة في حزب الله وممثل عن الشيخ ماهر حمود، وخلال الاجتماع تم الاتفاق على التالي:

1- وقف فوري لاطلاق النار في مخيم عين الحلوة والعمل من كافة الاطراف على سحب المسلحين من الطرقات والعمل على ظبط الوضع داخل المخيم.

2- تشكيل لجنة تحقيق فلسطينينة باشراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك تسعى للوصول الى الحقيقة حول اغتيال العميد ابو اشرف العرموشي ورفاقه وتسليم الفاعلين الى الاجهزة والسلطات الامنية المختصة في الدولة اللبنانية.

3- الالتزام بما اقر باجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا الذي انعقد أمس حول حادثة امس الاول وتعهد جميع المجتمعين بالاجماع بتنفيذ ما ورد اعلاه في البيان وتسليم جميع المتورطين الى اي جهة انتموا.

البزري يتابع

وكان اتصل النائب عبد الرحمن البزري بقائد الجيش العماد جوزاف عون للعمل على التهدئة وإحتواء التداعيات، وتابع موضوع إخلاء المرضى من مستشفى صيدا الحكومي، وأجرى عدة إتصالات بمدير المستشفى أحمد الصمدي حيث جرى التنسيق لإخلاء المرضى ونقلهم بسبب تعرض المستشفى للقذائف وإطلاق النار نتيجة للاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة، كما تم العمل على تنسيق عملية نقل مرضى العناية الفائقة والعناية الفائقة للأطفال إلى عدد من المستشفيات المجهزة في النبطية وصيدا، كما يتم الآن تنسيق عملية تحديد أماكن لمرضى غسيل الكلى على المستشفيات الحكومية الأخرى.

اقفال في صيدا

وتزامنا مع تجدد الاشتباكات داخل المخيم، قطع السير على أوتوستراد الغازية- صيدا بسبب القذائف والرصاص، وبدت الحركة في مدينة صيدا شبه معدومة بعد إقفال المحال التجارية.

واشتدت الاشتباكات بعد دخول محاور جديدة على الخط ومنها الطوارىء - البركسات بعدما كانت محصورة بالبركسات - الصفصاف.

اجتماع وادانة

وكان اجتماع لممثلي "هيئة العمل المشترك" في مركز النور الإسلامي، قد عقد بمشاركة قائد القوة المشتركة اللواء محمود العجوري، حيث دانوا الجريمة، مؤكدين على العمل على وقف إطلاق النار حجبا لمزيد من الدماء ومنعا لتهجير أهلنا من المخيم وتسليم القاتل للقضاء اللبناني وإبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة ذيول الحادث.

وعقدت "هيئة العمل الفلسطيني" المشترك للقوى الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا، اجتماعا طارئا في قاعة مسجد النور في مخيم عين الحلوة، بعد أحداث أمس الاول التي أدت إلى إطلاق النار من محمد علي زبيدات الملقب بـ "الصومالي"، وأدت الى مقتل الشاب عبد فرهود وإصابة عدد من الجرحى من بينهم طفلتان.

وعزت ذوي القتيل وتمنت الشفاء العاجل للجرحى. وأعلنت إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة ذيول الحادث.

المدارس أعلنت توقف الدروس الصيفية

كما أعلنت مدارس صيدا، عن وقف الدروس الصيفية اليوم بسبب الأوضاع في عين الحلوة.

"الأونروا": تعليق جميع الخدمات في المخيم

من جهتها، أعلنت وكالة الأونروا تعليق خدماتها في مخيم عين الحلوة، وقالت في بيان، "في ضوء الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة واستخدام الأسلحة الثقيلة، قررت الأونروا تعليق جميع خدماتها وعملياتها في المخيم يوم غد"، لافتة الى ان "التقارير تشير إلى مقتل ستة أشخاص حتى الآن والوضع ما يزال غير مستقر. اضافة الى ذلك، تعرضت مدرستان تابعتان للأونروا تستوعبان حوالى 2000 طالب لأضرار".

وشددت الأونروا على "ضرورة الوقف الفوري لهذه الاشتباكات حماية للمدنيين"، داعية جميع الأطراف المعنية إلى "احترام حرمة مباني الأمم المتحدة"، مؤكدة انها "ستواصل مراقبة تطورات الوضع وستقدم تحديثات عن خدماتها وفقا لذلك".

إدانات

ولليوم الثاني على التوالي، توالت أمس التعليقات حول ما يجري من أحداث أمنية في مخيم عين الحلوة وتفجيرات متنقلة.

ميقاتي: التوقيت مشبوه

وفي السياق، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الى أن "توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، في الظرف الاقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين"، لافتا الى أن "تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".

وأكد أن "هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة اسباب، أولها انها تكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا امر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة"، معتبرا "أن هذه الاشتباكات تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها الاف الشهداء وقدم لاجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات".

وطالب "القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الامني وتسليم العابثين بالامن الى السلطات اللبنانية، وهذه هو المدخل الطبيعي لاعادة بسط الامن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان. كذلك طلب من الجيش والاجهزة الامنية ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء، مشدداً على أن "الحكومة جاهدة لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطيينين في لبنان عبر اقرار الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينين ، إلا أنه على كافة الجهات الفلسطينية المعنية ان تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة ".

حجّار: ألَم يحِن الوقت ليعيش أهلنا بأمان؟

غرّد وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجّار عبر حسابه على "تويتر": "مرة جديدة صيدا وقرى شرق صيدا تحت رحمة السلاح المُتفلّت. لمصلحة من هذا السلاح ومن يحرّكه؟ ألَم يحِن الوقت ليعيش أهلنا في صيدا وجوارها بأمان؟".

قبلان: ما يجري خطير

اشار المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان في بيان، الى ان "ما يجري بالمخيم خطير ومريب ويدق ناقوس الخطر ويطال أهم شرايين البلد، والدولة اللبنانية مطالبة بفرض الأمن وحماية السيادة الوطنية، كما أنّ الفصائل الفلسطينية مطالبة بحماية القضية الفلسطينية، وطبيعة ما يجري بالمخيمات يؤكد ضرورة منع أي فتنة لها دافع داخلي أو خارجي، وهذا يفترض بالقوى السياسية اللبنانية الدخول سريعاً بتسوية رئاسية لحماية البلد من الفوضى الأمنية والبدء بورشة قرار وطني لإنقاذ لبنان".

سوسان: فليتوقف الرصاص

وناشد مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان المتقاتلين المبادرة فوراً لوقف اطلاق النار. ولفت الى أنه "في هذه الأيام الصعبة ومع هذه الإشتباكات في مخيم عين الحلوة ، وسقوط ضحايا وجرحى في هذا الصدام الذي لا معنى له الا العبث بأمن واستقرار المخيم والجوار والإلهاء عن القضية الأساسية قضية فلسطين"، مؤكدا أن "صيدا اليوم بكل قواها وبمؤسساتها وبكل الحب لفلسطين ولأهلنا في فلسطين وفي مخيم عين الحلوة الذين ما شعرنا الا انهم اخوة يسيرون معنا ونسير معهم من اجل حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة، يعز عليها ان ترى ما تراه".

الخازن: سقف الوفاق الوطني يحمي

ظهر جيشنا ومستقبل أبنائنا من أيّ فتنة

قال الوزير السابق وديع الخازن في بيان: "مع تدهور الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وسط حرص من قيادة الجيش على تجنيبها أي خرق إرهابي، تستغله إسرائيل نتيجة تداخل هذا الوضع مع ما يجري في فلسطين والمنطقة، من المحزن جدا أن نرى لبنان يتبعثر ويتضعضع في أجواء متفجرة، وأن يترك بلا سقف توافقي لحسم الوضع سياسيا وأمنيا معا".

وسأل: "ماذا ينتظر المتمسكون بمواقعهم ومواقفهم، أن يخرب لبنان حتى يجتمعوا ويقرروا خطوة إنقاذية للحال المتدهورة في المخيم وإلى الله أعلم أين"؟ اضاف: "فلا الزعامات ولا الحكومات هي بأهمية الخسارة التي يمكن أن تنشأ بتخلينا عن المسؤولية التاريخية المطلوبة لإخراج لبنان من أوحال فتنة، باتت تذر بقرنها وتلفح بلهيبها كل أرجاء الوطن. وإزاء هذا الوضع، لنفهم أنه وحده سقف الوفاق الوطني، المبني على أسس متحررة من التأثيرات الخارجية، يحمي ظهر جيشنا ومستقبل أبنائنا من أي فتنة أو إستدراج".

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية