اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، امس، ناقشا فيه اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود والزيارة المزمعة للرئيس الروسي إلى أنقرة، وفقا لما ذكرته الرئاسة التركية، في وقت تواصلت الهجمات المتبادلة بالطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا التي قال أمين مجلسها للأمن القومي إن بلاده تخوض «حرب رموز» باستهدافها أبراج العاصمة الروسية، وهو أول إقرار رسمي من نوعه.

فقد قالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان وصف اتفاقية الحبوب بـ «جسر السلام»، وقال إن توقفها لأمد بعيد لن يكون في مصلحة أحد. وذكر الرئيس التركي أن الدول الفقيرة والمحتاجة للحبوب يصيبها الضرر الأكبر جراء توقف العمل بالاتفاقية، مشيرا إلى أن أسعار الحبوب التي انخفضت بنسبة 23% عالميا في فترة سريان الاتفاقية، ارتفعت بنسبة 15% في الأسبوعين الأخيرين.

وفي 17 تموز الماضي توقفت موسكو عن العمل بالاتفاقية التي تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وقالت إنها ستمددها «في حال تنفيذ الجزء الروسي منها».

وقال أردوغان إن بلاده سترفع من وتيرة مساعيها واتصالاتها الدبلوماسية في سبيل ضمان الاستمرار بمبادرة الحبوب. كما شدد على ضرورة تجنب الخطوات التي تصعّد الحرب الروسية الأوكرانية.

وذكرت الرئاسة التركية أن الزعيمين اتفقا على أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة تركيا

على الصعيد الميداني تعرضت العاصمة كييف ومنطقة أوديسا جنوبي البلاد لهجمات بالطائرات المسيرة ، وفقا لما أعلنه مسؤولون أوكرانيون.

وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، ومسؤول عسكري، إن وحدات مضادة للطائرات أسقطت مسيرات هاجمت العاصمة في ساعة مبكرة، وإن حطام تلك المسيرات سقط في 3 مناطق من دون وقوع إصابات.

وذكر كليتشكو -عبر تطبيق تليغرام- أن حطاما سقط في منطقة سولوميانسكي وسط كييف، وأن أضرارا لحقت بمبنى غير سكني. وأضاف أن حطاما سقط أيضا في منطقة سياتوشين غربي العاصمة، وأن النيران اشتعلت في إحدى الأشجار.

من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سيرغي بوبكو، إن حطاما سقط في فناء بمنطقة هولوسيفسكي بالقرب من وسط المدينة مما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى غير سكني.

استهداف مرفأ رئيسي

في غضون ذلك، أعلن حاكم مقاطعة أوديسا، أوليغ كيبر، أن طائرات مسيرة روسية هاجمت مرفأ ومنشآت تخزين الحبوب بالمقاطعة، مما أدى الى اشتعال النار في بعضها، من دون أنباء عن وقوع إصابات.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن المسيرات جاءت من البحر الأسود ثم تحركت غربا على امتداد نهر الدانوب باتجاه ميناء إسماعيل، وهو مرفأ رئيسي تنقل منه الحبوب الأوكرانية إلى ميناء روماني على البحر الأسود.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على الموانئ وصوامع الحبوب في أوديسا تستهدف الأمن الغذائي العالمي.

وذكر في بيان أن الدفاعات الجوية الأوكرانية دمرت عددا من المسيرات التي استهدفت مناطق عدة في البلاد.

وقال زيلينسكي إن على العالم أن يستجيب عندما تُستهدف الموانئ المدنية وعندما يقوم «الإرهابيون» بتدمير صوامع الحبوب عمدا، حسب تعبيره.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن صومعة حبوب تعرضت لأضرار في ميناء إسماعيل على نهر الدانوب، وكتبت على منصة إكس (تويتر سابقا) إن «الحبوب الأوكرانية يمكن أن تطعم الملايين على مستوى العالم».

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن زورقا مسيرا تابعا للبحرية الأوكرانية حاول مهاجمة سفينة حربية روسية كانت ترافق سفينة نقل مدنية في البحر الأسود . وقالت الوزارة الروسية إن إحدى سفنها الحربية دمرت هذا الزورق المسير.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت 75 غارة على أراضي البلاد، كما أطلقت صاروخا مجنحا (كروز) و68 مقذوفا من راجمات الصواريخ خلال الساعات الـ 24 الماضية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وإلحاق أضرار بمنشآت للبنية التحتية. وذكر البيان أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية باتجاه باخموت وليمان ومارينكا وأفدييفكا في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد، في حين استمرت الهجمات الأوكرانية في محوري مليتوبول وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا جنوبا.

من جانبها، أعلنت القوات الروسية سيطرتها على مواقع جديدة في كوبيانسك شرقي أوكرانيا، واعتراض صواريخ هيمارس أطلقت باتجاه مواقعها.

أبراج موسكو

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، ان أنظمة الدفاع الجوي أحبطت محاولة لمهاجمة مناطق حيوية وسط موسكو بالطائرات المسيرة. ويعد هذا ثالث هجوم من نوعه يستهدف العاصمة خلال أسبوع.

وأشارت الوزارة الروسية إلى أن إحدى المسيّرات ألحقت أضرارا بأحد أبراج منطقة موسكو سيتي التجارية، والذي يضم مقرات 3 وزارات، في حين وصفت الخارجية الروسية الهجوم بـ «العمل الإرهابي».

وقال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، إن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الطائرات المسيرة في سماء المدينة.

ووصف الكرملين الهجوم بالمسيّرات على موسكو بالعمل اليائس من قبل أوكرانيا بسبب انتكاساتها في ساحة المعركة، وفق تعبيره.

في المقابل، قال أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن بلاده تخوض «حرب رموز» باستهدافها أبراج موسكو، وهو أول إقرار رسمي بشأن هذه الهجمات التي لا تعلن كييف عادة مسؤوليتها عنها.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن الحرب تعود تدريجيا إلى أرض روسيا وتشمل مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية.

في السياق نفسه، هدد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك بمزيد من المسيّرات «مجهولة الهوية» قائلا إن الحرب قد تنتقل قريبا وبالكامل إلى أراضي روسيا.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!