اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على طريق الديار

انطفأ طلال سلمان، يوم اقفل جريدة «السفير»، ارادياً وبقرار ذاتي منه، وترك احتجاب صحيفة «لبنان في الوطن العربي والوطن العربي في لبنان»، صدى في كل العالم، وبدأت التساؤلات عن الاسباب التي دفعت صاحبها الى هذا القرار، هل هو شخصي أم سياسي او مالي، وجرت اتصالات معه، كي تبقى «صوت الذين لا صوت لهم»، لكن قراره اصبح قيد التنفيذ، وهكذا غابت افتتاحية سلمان «على الطريق»، حيث كان ينتظره قراؤه كل اثنين، ليحصدوا منه اجمل العبارات، واحلى الكلمات، وكلها تعبّر عن واقع الامة، التي شغلت قضاياها رئيس تحرير صحيفة، واجِه انظمة، وتحدى حكاماً ولم يقبل ان يستكين لسلطان او ملك وامير، وقد اختار فلسطين، لتكون هي عنوانه، في الاقتراب من هذا النظام وذاك.

فالسفير صدرت في العام 1974، مع صعود الحالة القومية فكان للجريدة عنوان الدفاع عن العروبة، وحمل قضاياه، فكان وحدوي التوجه، وناصري الفكر، دون انتماء تنظيمي، فانحاز الى كل قضية تحررية، ليس في العالم العربي فقط، بل في العالم ايضاً.

واتى طلال سلمان باقلام معلومة واخرى مجهولة، فكانت السفير، مدرسة في الصحافة، وقد احتلت موقعاً متقدماً وسريعاً، بين المطبوعات في تلك المرحلة السبعينية، التي كانت الصحافة في لبنان، بعز ازدهارها، وسميت بعاصمة الصحافة العربية، التي كان يأتي اليها المثقفون والمفكرون والصحافيون العرب، ليكتبوا في صحفها، التي هزت عروشاً، ودبت الذعر في سلطات حاكمة.

فمع رحيل طلال سلمان، يفتقد لبنان شخصية صحافية مرموقة، وهو من جيل اولئك الصحافيين الكبار، الذين غابوا عنا، وهم كثر.

لقد ترك لنا سلمان جريدة فيها ارشيف غني، اصبح اسمه المركز العربي للمـعلومات، فهو يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ لبنان، الذي كان يتحضر للحرب الاهلية، التي قسّمت لبنان، فلم تكن السفير صحيفة في الغربية، بل لكل لبنان، بسياسة فاضحة داعمة وحدة لبنان وهويته العربية ومساندة للمسألة الفلسطينية.

«الديار»



الأكثر قراءة

نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين! خطة أمنيّة في بيروت الكبرى... و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح» جبهات المساندة تنسّق للتصعيد... وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال